قضايا إنصرافية!! صلاح عووضة لم (نفوّت) للوزير (صاحب الكسرة) تصريحه الغريب ذاك الذي قال فيه إن قضية العقد ذي ال (18) مليوناً هي قضية إنصرافية مقارنة بالقضية الرئيسية.. والقضية الرئيسية هذه - في نظره- هي كيفية حصول الصحفي على نسخة من العقد المذكور.. لم (نفوّت) لوزير (الكسرة) تصريحه ذاك لانه اكبر من ان (يفوّت).. كل الذي حدث أننا ضبطنا (اعصابنا) انتظاراً لردة فعل رسمية توقعنا ألا يتأخر الاعلان عنها لاكثر من ساعات معدودات.. فالمسألة جد خطيرة وتقدح في صدقية الحكومة كلها وليس فقط وزير المالية..ومرت الساعات هذه ولم يحدث شئ.. قلنا ننتظر ساعات أخرى لعل صناع القرار يبحثون عن موقع يحيلون اليه الوزير المذكور اتساقاً مع نهجهم في معالجة اخطاء (اخوانهم في الله).. وانقضت الساعات هذه ايضا دون ان يحدث أي شئ.. قلنا فلمنحهم (زمناً اضافياً) عسى ان يحرزوا هدفاً في مرمى الشكوك التي احاطت بوزيرهم.. وانتهى الزمن هذا دونما شئ إلى ان اطلق (حكم الصبر) صافرته.. فادركنا – عند ذاك- ان هذا نهج انقاذي لم يشذ عنه الوزير الذي بشر الناس من قبل بأكل (الكِسرة).. فان تكون هناك تجاوزات، او (مبالغات) او ترضيات او عقودات ذات ارقام فلكية فهذه قضايا انصرافية.. ما ليس انصرافياً من القضايا هو محاولة بعض الصحفيين ان لا (يخلوها مستورة).. فهذه (أرزاق) يسوقها الله إلى من يريد من عباده.. فلماذا الحسد إلى درجة (النبش) في خصوصيات الدولة بحثاً عن مخصصات هذا او امتيازات ذاك؟!.. واتساقا مع هذا الفهم الانقاذي (التأصيلي) لقضايا المال العام يمكننا ان نفهم بدورنا لمَ لا ينزعج اصحاب (هي لله) – مثلاً- من تقارير المراجع العام.. ويمكننا ان نفهم لمَ يتعامل رافعوا شعار (ما لدنيا قد عملت) ببرود مع قضايا الفساد.. ويمكننا ان نفهم لمَ يتجاهل (المجددون لنهج السلف الصالح) استغاثات المظلومين والمقهورين والمسحوقين من ضحايا الخصخصة والالغاء الوظيفي والصالح العام. ويمكننا ان نفهم لم هي (تخينة) جلود المفاخرين بانهم (للدين فداء) إزاء كل ما يتهامس به الناس عن فوارق معيشية تلاشي بسببها ما كان يسمى بالطبقة الوسطى. فهذه كلها قضايا انصرافية في عرف اهل الانقاذ المنادين بتطبيق (شرع الله). أما (التجسس) الصحفي و(التجسس) و(النبش) في عقودات العمل فهذه من القضايا الخطيرة التي تستوجب عقوبات حدية وليس فقط الحبس. والآن فقط عرفنا كم كان رحيماً وزير المالية وهو يكتفي بحبس الصحفي الذي (مد يده) إلى عقد عمل مدير الاسواق المالية ليكشف بذلك عن سر من (أسرار الدولة). فالمشكلة ليست في عقد العمل – في حد ذاته- ولو كان ما به من مخصصات يكفي لتوظيف ستين خريجاً. المشكلة هي في (التجسس) الذي نهى عنه الله من قِبل الصحفيين. ثم مع التجسس هذا (حسد) لا يعلم ضحاياه من الصحفيين هؤلاء ان (في السماء رزقكم وما توعدون). فأهل الانقاذ لانهم (آمنوا واتقوا) فتح الله عليهم (بركات من السماء والأرض) بعد ان (مكنهم في الارض).. ولان الله يحب ان يرى (أثر نعمته على عبده) فما من حرج على أهل الانقاذ ان هم تمتعوا بالفارهات والسرايات والمخصصات.. ولا يقدح في ذلك تجاوز في المال العام بما ان المال هذا (مش بتاع أبو أي واحد من الصحفيين او المحكومين).. فإذا ما تسبب النهج الانقاذي (التأصيلي) هذا في ضوائق معيشية فليست هذه هي القضية. القضية أن يسخر الناس من حلول (تفضلت) بها عليهم الانقاذ قياماً بواجبها (الديني) تجاههم.. ومن هذه الحلول مقترح (أكل الكسرة).. وسوف يدفع الحسد المذكور ببعض الصحافيين إلى تذكير أهل الانقاذ ببعض جوانب هذا الواجب الديني ممثلة في ما كان يأكله الخليفة عمر في عام الرمادة.. وليست القضية أن يأكل قادة الانقاذ الكسرة مع عامة الناس تأسياً بإبن الخطاب. القضية أن (يتجسس) الصحفيون على ما (يدخر) نفر من القادة هؤلاء في (ثلاجاتهم). اجراس الحرية