أبيي .. بين الماء والزيت !!!! موسى محمد الخوجلي [email protected] في كتابه ( صيد الخاطر ) يحكي الإمام إبن الجوزي يرحمه الله حواراً طريفاً مُتخيلا بين الماء والزيت ذلك أن كلاهما إختلطا في إناء ...... ( نيفا شا ) ( نيفاشا من عندي ) وتركوا أعواد ثقاب على الطاولة ( أبيي ) !!!!!!! فقال الماء للزيت مُنكراً : ( لما ترتفع علي وقد أنبت شجرتك ؟ أين الأدب ؟ فقال الزيت : لأني صبرت علي ألم العصر والطحن .. بينما أنت تجري في رضراض الأنهار علي طلب السلامة وبالصبر يرتفع القدر .. فليس هناك نجاح يرتفع به الإنسان في الدنيا ولا الآخرة إلا إذا سبقه صبر وأناة علي آلام المحن وطحن الشدائد والإخفاقات .. وأما من آثر السلامة وسعي لها وفرط بالتوقيع أو بالتصريح فلا يبكي بين ظهرانينا لأنه هو من فرط ... ولأنهم أرجأوا أمر أبيي فإنهم قد إختاروا الصعود إلى السماء بغير سبب ومن حرك الناقة للمسير مع علمه بخطر المسير فلا بد أن يُجهز رحلها ويملأ وكاءه ودوام السير يحسر الإبل .. ونحن عامة الشعب أصبحنا على شُرفات الميدان نجلس ونراقب هذا السباق والوقت يُنتهب ولكن الأمل مطية المؤمن .. فالإنقاذ والحركة أصبحا كضرتين لا تتفقان إلا لتختلفان ولا يجمعهما طريق واحدة وذاك لعمري نهاية طبيعية لطرفين لا يحظيان بشرعية عادلة لإتخاذ القرارات المهمة في بلد سكت كلام العزيز الذي لا يفهمه إلا أربابه وطغى كلام الأرزقية الذين يأكلون سُحتاً ويتجلببون بجلابيب الفساد من خيرات الوطن ... ونقول لأهل الإنقاذ لا تغتروا بكثرة المسير وأوثقوا السُكر قبل فتح الإناء فقد سالت أودية ماء الغضب ولا يكون الذي بينكم وشعبكم كامنبت ( يبالغ في ضرب دابته ) لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقي أي أنه لن يصل لغايته ... فمن يطلب السلامة علي المُصادمة يعش في الأسفل دوماً مع ذاك الماء الذي صرعه الزيت وطفا فوقه .. ابو اروى - الرياض