الإعدام ..هو الحل ..! رفيدة ياسين ROFAYDA _ [email protected] عينان حالمتان..نظراتها بريئة ..وقسمات باسمة هي ملامح وجه بالأمس كان ناضراً يُقبل على الحياة ، بأمل عريض لكّن يداً آثمة امتدت لتشويهه لتقلب كل شيء رأساً على عقب... ذلك ما جرى لملاك أبشر صائم المرأة ذات السبعة والعشرين خريفاً ، ثمن باهظ جداً دفعته تلك السيدة ذنبها الوحيد هو طلبها للطلاق من زوجها وابن خالها فى ذات الوقت بعد أن استحالت حياتها معه ، ..ولم يفعل الرجل إلا بعد فترة تركها فيها معلقة بعدها أثمرت ضغوط الأهل عليه فاضطر لإطلاق سراحها ، وهو يهددها بأنها لن ترى يوماً سعيداً بعده..بعد انتهاء شهور عدَّتها ..تقدم لخطبتها آخر. لم يمر أسبوع على ذلك إلا وتسلل شخص إلى منزلها في منتصف الليل ورشقها بماء النار في كل جسدها وهي نائمة ..استيقظت ملاك فزعة وهي تصرخ من شدة الألم لتفاجأ بعدها بواقع مرير..زرت ملاك وروت لي قصتها ودموعها تسيل على وجهها علّها تغسل عنه أدران الحقد الذي سُكب عليه ، أصابع الاتهام وُجهت ضد طليقها وخطيبها ، لكن كلاهما أنكر بعد أن تم استدعاؤهم ليغلق ملف القضية قانونياً بأن الفاعل (مجهول) لعدم ثبات الأدلة ..فعل إحداهما فعلته وهرب ، وملاك فقدت جمالها وبريقها وتعاني مرارة العيش بعدما تعرضت له من إيذاء نفسي وجسدي بينما الفاعل ما زال طليقاً ينعم بحياته ، أما هي فلم تتمكن حتى من الحصول على العلاج رغم أنها تعاني من حروق عميقة في وجهها مما أدى الى انكماشة في الجنب الأعلى وقصور في غطاء العين وحروق والتهابات في كافة أنحاء جسدها ..وهي بحاجة لعملية جراحية لم تمكنها ظروفها وأسرتها البسيطة من إجرائها رغم حالتها الخطيرة وفقا للتقارير الطبية التي تحملها، فاختارت ملاك أن توهب حياتها لابنيها رغم مأساتها. تعيش هى الآن مع أسرتها الكبيرة في بيت صغير متواضع بمنطقة الرميلة؛ يفتقر لكل متطلبات الحياة الأساسية وحالهم جميعاً يغني عن سؤالهم. خرجت من ملاك وعبرة خنقتني من حجم المأساة التي تعيشها هذه المرأة ورغم ذلك بدت لي صابرة على محنتها وراضية بقضاء الله وقدره. عدت بذاكرتي للوراء فتذكرت سناء وعايدة ومنى وغيرهن من النساء اللائي تعرضن لذات الحادثة بنفس الطريقة الانتقامية من رجال سواء كانوا يودون الارتباط بهن أو من أردن الطلاق منهم ، مما أصبح ظاهرة في غاية الخطورة تهدد مجتمعاتنا وأمنها واستقرارها .لا أعتقد أنه يمكن علاج ظاهرة كهذه إلا إذا تم تطبيق أقسى العقوبة على فاعلها ولا يجب أن تخرج من سجن مدى الحياة أو (الإعدام).. فلا نعيب في ذلك (ناقصاً) أو (مريضاً نفسياً) ولكن نعيب على القوانين والتشريعات الفضفاضة وغير الرادعة التي تمكن من يرتكب جرماً بشعاً كهذا من أن يكون طليقاً بينما تغرق المرأة في الألم وتفقد بريق المرآة كما بريق الحياة...!