الكابوسان..!!! صلاح الدين عووضة يمكن لمن يشاء ممن يقرأون كلمتي هذه اليوم أن (ياخدوني على قدر عقلي).. أو أن يعتبرونني ساذجاً.. أو أن يقولوا عن كاتب هذه السطور أنه (خارج الشبكة).. فدونما نظر إلى أيٍّ من الإعتبارات هذه فسوف أتوكل على الله واطرح تساؤلات (كبست) على عقلي منذ أيام: كيف كان يحج السودانيون قبل مجئ الإنقاذ وظهور (شيء) اسمه هيئة الحج والعمرة؟!.. وكيف كانت أحوال المغتربين من السودانيين قبل مجئ الإنقاذ وظهور (شيء) اسمه جهاز شؤون المغتربين؟!.. وهل كان هنالك جسم مشابه لهيئة الحج والعمرة يقوم بالمهام ذاتها التي تقوم بها ولكن دونما إرهاق لخزينة الدولة (وجيوب!!) المواطنين، ودونما (أمراء!!) ودونما (ضياع!!) حجاج؟!.. وهل كان هنالك جسم آخر يقوم بمهام جهاز المغتربين ولكن دونما (استنزاف!!)، ودونما (تربص!!)، ودونما (مماحكة وتعطيل وتعذيب!!)؟!.. أم أنه لم يكن هنالك جسمان من هذه الشاكلة ولكن الأمور كانت تسير على أحسن ما يرام؟!.. فبصراحة؛ لم نسمع خلال عهود ما قبل الإنقاذ بمشاكل مثل التي نسمع بها في زماننا هذا.. هل (عمركم) سمعتم في السابق بأن حجاجاً سودانيين قد (تاهوا) في أرض المملكة ثم (لا حس ولا خبر) عنهم حتى موعد حج العام التالي؟!.. وهل (عمركم) سمعتم بأن ألوفاً من (الأمراء) كانوا يرافقون الحجاج من حر مال الحجاج هؤلاء ليبصِّروهم بأمور حجهم؟! وهل (عمركم) سمعتم بأن الحج كان له (جيش!!) من الموظفين من المدير وحتى الخفير يداومون في السرايات، ويتنقلون بالفارهات، وتُخصص لهم الميزانيات، ويحظون بالإمتيازات؟!.. والتساؤلات نفسها هذه تنسحب على الجهاز الآخر المعني بشؤون المغتربين.. فلمصلحة من إذاً (تُعذِّب!!) الإنقاذ الحجاج والمعتمرين والمغتربين؟!.. وبالأحرى؛ لماذا المزيد من (التعذيب!!) بالنظر إلى العذاب الذي يعيش فيه السودانيون اصلاً؟! وتحرياً للدقة نقول إن (التعذيب) هذا ربما لا يكون هدفاً في حد ذاته بالنسبة لأهل الإنقاذ.. فليست هنالك حكومة في الدنيا إلا أن تكون مجنونة أو مصابة بعقدة السادية (يسعدها!!) أن (يتعذب!!) مواطنوها.. ولكنه أي التعذيب قد يكون (عرضاً سالباً) لغاية (سامية).. والغاية هذه هي البحث عن سبل أكل عيش لل(إخوان!!) و(الموالين!!) و(المتوالين!!) ومن تبعهم ب(إذعان!!).. فضرورات (التمكين) تبيح المحظورات وفقاً لفقه الضرورة الذي (يُعجب!!) أهل الإنقاذ (جداً!!).. فالغاية إذاً في مثل هذه الحالة تبرر الوسيلة.. وإذا ما تفاكر (المعذبون!!) من أهل السودان حسب رأيي في وسائل بديلة تكفل لجماعة هيئة الحج وجهاز المغتربين عيشاً (كريماً) ذا (إمتيازات) فإن قراراً فورياً يمكن أن يصدر بحل (الكابوسين!!) هذين.. وحينها يمكن للسودانيين أن يحجوا حجاً (كريماً).. وأن يغتربوا إغتراباً (كريماً).. إلا أن تحتاج الإنقاذ إلى إرضاء (موالين!!) جدد.. أو (واضعين) للسلاح.. أو (بدريين!!) منسيين.. اجراس الحرية