قولوا حسنا كسلا الملهمة محجوب عروة [email protected] تحية خاصة أزجيها لأبنى فى كسلا طه يعقوب ابراهم ميرغنى أول الشهادة السودانية هذا العام ومعروف أن كسلا الثانوية قد أعطت للسودان أوائل الشهادة عدة مرات من قبل أمثال د.حسب الرسول صديق وغيره على ما أذكر فهنيئا لكسلا بلد النبوغ ولأهل كسلا العظماء و تحية خاصة لوالدى الطالب النجيب بهذا النجاح الباهر فمن المؤكد أن وراءه والدين عظيمين. وعلى ذكر الشهادة السودانية أذكر أنه قد من الله علىّ بأول الشهادة الأدبية عندما امتحنت للجامعة من كسلا الثانوية لثانى دفعة فى مارس 1968 دخلت بها كلية الأقتصاد التى كنت أرغب فيها بشدة والتى لولا ابن دفعتى الطالب عبد الله عشميق (الآن أخصائى عظيم فى السعودية) قد أنقذنى وأسعفنى بالنجاح فى مادة الرياضيات التى كنت ولازت ضعيفا فيها بل أكرهها هى شرط أساسى لدخول كلية الأقتصاد فكان سببا فى قبولى بكلية الأقتصاد والدراسات الأجتماعية. وكان صديقى صديق العمر منذ السنة الأولى الأولية المهندس الزراعى والمدير الحالى بشركة دال الأخ على محمد الشيخ قد حصل على أول الشهادة العلمية فمنحنا استاذنا الجليل الناظر على النصرى حمزة جائزة مالية معتبرة – خمسة جنيهات لكل منا – وكان مبلغا كبيرا جدا اذيع فى الراديو وعندما استلمته كان أول ما فعلته أن فتحت به حساب توفير فى بنك الخرطوم بشارع الجامعة، وبعد فترة اشتريت منه حذاء جديد(أربعون قرشا فقط) وبنطال وقميص لزوم الجامعة(جنيه ونصف) ثم استخرجت أول جواز سفر لى بقيمة اثنين جنيه ونصف فقط وأبقيت الباقى فى الحساب. كانت الدنيا بخير!!! لم تكن كسلا مجرد مدينة شرقية حدودية وحسب بل كانت مدينة عالمية،كانت جنة الشرق وملهمة الشعر والأدب والقصص والتفاعل السياسى الحاد والفن والجمال بجنائنها الخضراء وشاهق جبالها (التاكا، توليس وتوتيل) ومجتمعها العظيم الذى جسد الوحدة الوطنية مع التنوع الواسع من جميع قبائل البجا دون فرز و من جميع القبائل الشمالية ومن غرب السودان وووسطه وجنوبه ومن الجزيرة العربية بالمملكة السعودية جاءت قبائل الزبيدية وهناك الشكرية لا بل من شرق افريقيا جاءها و اندمج فيها الأثيوبيون والأرتريون وصوماليون وسكنها واندمج وتاجر فيها اليمنيون صاهروا أهلها واندمج فيها النيجريون جاءوا من غرب افريقيا ، ومن آسيا جاء الهنود وسكنوا وتاجروا وكان هناك يونانيون وبعض الأوربيون تعايشوا جميا متسامحين متعاونين منسجمين بفضل الطريقة الختمية التى جسدت التسامح الدينى والأجتماعى فى أرقى معانيه.. رحم الله الشاعر العظيم توفيق صالح جبريل وغيره من الشعراء الأماجد مجدوا كسلا العظيمة الملهمة (كسلا أشرقت بها شمس وجدى فهى فى الحق جنة الأشراق ).. كسلا كانت بالنسبة لى وللجميع هى الشعور القومى الذى لازمنى منذ أن سألنى المفتش كعادة البداية فى أول حصة بالسنة الأولى بالمدرسة الأولية بقرية الختمية العظيمة قبيل الأستقلال عندما ذكر اسمى سألنى ما جنسك وكان ممنوعا غير ذكر القبيلة: قلت صائحا: سودانى.. فقال الناظر بعفوية: صفقوا له فنلت صفقة كانت حديث القرية التى كانت تشهد حركة وطنية واسعة.. السؤال: هل مازالت كسلا تنعم بذلك التوجه القومى ياترى أم تمكنت منها العصبية القبلية هذا الفايرس الهادم الذى تمكن من بلادنا اليوم بفعل سوسة السياسة السودانية البائسة التى تتمنع وعصية على التطور والحكمة؟