لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثورات العربية النتائج والاهداف
نشر في الراكوبة يوم 19 - 07 - 2011


هذه نص محاضرة الاستاذ احمد ابو قدوم
التي القاها في مؤتمر الخلافة الأول الذي انعقد في
قاعة الرشيد في مجمع النقابات المهنية/عمان-الاردن
في 16/7/2011 والذي اقامه حزب التحرير/ ولاية الأرن
المحاضرة الثانية في مؤتمر الخلافة الأول
عمان-الأردن 16/7/2011
الثورات العربية
النتائج والأهداف
المحاضر:أ.احمد أبو قدوم
بادئ ذي بدء، اشكر القائمين على هذا المؤتمر، الذين استطاعوا بجهودهم المتواضعة، توفير سبل انجاح هذا العمل، الذي أتاح الفرصة، لتقديم وجهة نظر، طالما تم تغيبها قسرا، عن مسامع الناس وعن مسامع خيرة المفكرين والسياسيين، وقادة المجتمع وغيرهم، من أبناء هذه الأمة الخيرة.
إن ما يحصل الآن في عالمنا العربي كان نتيجة طبيعية لحالة الظلم والقهر والحرمان، التي مارستها الأنظمة البوليسية من خلال أجهزة قمعية تغذت على كره كل شيء، سوى الحاكم الذي لم تنجب النساء قبله ولا بعده! والذي لم يخلق مثله في البلاد! فهو الحاكم الأول والآخر والآمر والناهي والمعبود والمقدس والمفتدى بالمهج والأرواح! لا يسأل عما يفعل وهم يسألون! حتى انّ هذه الأجهزة تعلمت كره نفسها ودينها وأهلها ومقدساتها! ولا تعرف سوى عبادة سيدها الذي يغدق عليها من أموال الناس! أي أن الناس هم من يدفع ثمن الرصاصة التي تطلق عليهم، وأجرة مطلقها. لذلك كانت هذه الحالة –حالة الثورات- التي يعيشها الشعب العربي الآن والتي تمرد فيها على كل شيء ولم يعد يبالي بما سيلاقيه من هذه الانظمة، ومما زاد الطين بلة هو تطبيق النظام الديمقراطي الرأسمالي عليه والسماح لكل صاحب فكر وعقيدة مخالفة لعقيدة الامة بالعمل، فديمقراطياتهم تتسع لكل شيء!! تتسع للكفر والإلحاد والزندقة والوثنية، ولكل عقيدة باطلة أن تزاحم في الميدان، أما حمل دعوة الاسلام فهذه من المحظورات! ومن طالب بها فهو مدان سلفا، تُلفق له التهم الكاذبة الخاطئة، ويمنع من السفر ويحارب في رزقه ويزج به في السجون ويعذب بشتى أصناف التعذيب التي ربما تفضي الى الموت، ويمنع من الظهور في الإعلام، ويبقى الإعلام العام والخاص حكرا على فئات معينة من المتحدثين والمفكرين، لأن البلاد الاسلامية تتسع لكل فكر الا الفكر الإسلامي!! بل هي رحبة لمن يكفر بالله ويهجر كتابه ويلغي أحكامه ويطمس أعلامه، بدعوى حرية التعبير، كما حصل في تونس من عرض فلم يروج للزندقة والالحاد، والذي وصفه توفيق بن بريك - وهو اليساري الرّاديكالي – بقوله أنّه لا يعدو أن يكون ضربا من ضروب \"الدّعارة الإيديولوجية.
لهذا كانت جميع الثورات التي حدثت وتحدث تنطلق من المساجد مرددة هتافات الله أكبر، وتقام الصلوات في ساحات المدن التي تكون فيها الاعتصامات، وهذا فيه ما فيه من دلالة على مطالب الجماهير.
وسوف اسلط في هذه المحاضرة الضوء على النتائج الآنية لهذه الثورات وعلى النتائج المادية المطلوبة وعلى الأهداف او النتائج المتوقعة للثورات.
أولا: النتائج الآنية التي أفرزتها كان من أبرزها:
1- تهاوي عروش الطواغيت، فرأيتم كيف تهاوى نظام زين العابدين بن على الذي كان يعتبر من أكثر الأنظمة صرامة في تكميم الأفواه وتطبيق كل شيء مخالف لعقيدة الأمة، وكذلك كيف تهاوى نظام حسني مبارك الذي كان يسخر كل الشعب في مصر ليعملوا كمخبرين على بعضهم، ومن كان يرفض يزج به في السجن، وفي أهون الحالات كانت توضع أمامه العراقيل لمنعه من ممارسة أعماله التي يسترزق منها، ونظام اعجوبة العصر (القذافي) الذي عمل من اهلنا في ليبيا حقلا للتجارب، فكان كلما خلى بنفسه او رأى في ليله مناما طبقه عليهم نهارا، فكان ما كان من استخفاف بعقول الناس حتى انه كان يعدم كل من شك في انتمائه الفكري، كما حصل من اعدامه لثلة من شباب حزب التحرير بطريقة همجية بشعة أمام الطلاب وفي الساحات، ولكنه الآن يتهاوى ببطء، ليذيقه الله وبال أمره وهو حي يرزق، وما حصل لعلي صالح وما يحصل لبشار، هو كذلك تعذيب بطيء لهؤلاء الفراعنة في حياتهم، وان ما حصل لشارون هو أهون ألف مرة مما يحصل لهم، لأنهم يرون كيف أن الشعوب التي كانوا يعتبرونها حشرات وجرذانا وجراثيم، قد بصقت عليهم ولفظتهم كما تلفظ النواة، وقس عليهم باقي فراعنة العصر فإنه مصيبهم ما أصاب قارعة القذافي وبشار.
2- ازالة حاجز الخوف الذي اقامه هؤلاء الطواغيت من قبل الشعوب في انتفاضاتها المباركة، فلم يعد للتهديد والوعيد من قبل الحكام وجلاوزتهم محل في قاموس الشعب العربي.
3- بدأت الأمة تسترد سلطانها المغصوب، فبعد ان سلب الحكام من الامة حقها في اختيار حاكمها، وطبقوا عليها الحكم الطاغوتي بقوة الحديد والنار، ها هي بدات تستعيد هذا الحق وإن كان بشكل جزئي حتى الآن.
4- تهاوي خرافة الأنظمة الأمنية بشكل لم يسبق له مثيل، فبعد أن كان رجل الأمن يضرب بسيف الحاكم، ولا يخشى في الحاكم لومة لائم، حتى أن الانسان العربي لم يكن يشعر بالأمن الا في غياب رجل الأمن، وقد وصل عدد منتسبي أجهزة الأمن في البلاد العربية أكثر بكثير من منتسبي الجيش، بل أن بعض الدول لا يوجد عندها سوى اجهزة أمنية. وقد تهاوت هذه الخرافة بعدما اختفى رجال الامن المركزي من ميادين المعتصمين في مصر، وها هم رجال الأمن يحسبون الف حساب لأي تصرف من قبلهم، وقد شاهدتم وسمعتم كيف كان ضباط الأمن المصري يتخفون من الناس خوفا من البطش بهم والانتقام منهم على افعالهم، وقد ضبط الناس بعض الضباط المتخفين فأوسعوهم ضربا وتنكيلا، والذي دفع الى تراجع هذا الدور الأمني عامل اساس هو: عدم تناسي الأمة للقادة القمعيين المتمثلين في القائد الأول للقوة الأمنية الى آخر قائد وحدة أمنية الى اصغر رجل امن ينفذ اوامر القمع، وهذا واضح في المحاكمات التي تجري لهم في مصر. وهناك ايضا عامل آخر قد لايؤثر في كثير منهم وهو ما ينتظرهم من عذاب في الآخرة لقوله صلى الله عليه وسلم: \"صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ ...\". وها هي انتفاضة ثانية في مصر انطلقت سببها الأول ليس العفو عن رجال الأمن بل لأنهم أخرجوا بكفالة من السجن، وهم يعلمون أن الحاكم القادم لأي بلد كان، لا يملك العفو عن رجال الأمن الذين وقفوا ضد أهلهم، ولو أن واحدا من الناس أسقط حقه عنهم فإن الآخرين لن يسقطوا حقوقهم، ولا يظننّ هؤلاء ان الأمة لا تعرفهم بأسمائهم وأشخاصهم، وقد سبق ان عفى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة لكنه لم يعف عمن كان يمثل القمع الأمني والفكري للدعوة، وأمر بقتلهم حتى لو تعلقوا بأستار الكعبة.
5- كسر حاجز الصمت من قبل الشعوب، فكسرت القيود التي كانت تكمم الأفواه، ولم تجد الأنظمة المتهاوية بدا من القبول بذلك.
ثانيا: النتائج المادية المطلوبة:
ان انعدام الاستقلال السياسي والاقتصادي ووجود الفساد العام أسس لحقبة زمنية اسقطت الامة باسرها في مهالك الردى. وكذلك انعدام الأمن، فانعدام الاستقلال السياسي صنع من كل ذلك واقع لم يشهد له العالم مثيل، فكان لا بد من ان تكون أولى النتائج المرجوة من هذه الثورات هو:
1- انفكاك التبعية السياسية للغرب: وقد لوحظ بشكل واضح تدخل دول الغرب وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في الثورات التي حصلت وتحصل الآن في عالمنا العربي، للالتفاف عليها وقد نجحوا حتى الآن في ابقاء بقايا فلول نظام بن علي وبقايا فلول نظام مبارك في الحكم، وادخلوا المقربين من القذافي على خط الثورة في ليبيا، ظنا منهم أنهم سيبقون الامر في ايديهم، لذلك كان لزاما أن تستمر الثورات إلى أن يحصل التغيير الجذري الذي لايبقي من أصول ومنابت الأنظمة البائدة والآيلة للسقوط أي اثر.
2- انفكاك التبعية الاقتصادية ومحاولة صندوق النقد لتكريس الهيمنة على الدول (فمثلا مصر اقترضت في 5/6/2011 ثلاثة مليارات من صندوق النقد الدولي)
وإن من أكثر الاسباب التي توثق التبعية للغرب هي الهيمنة الاقتصادية من خلال اغراق البلاد بالديون، وهذا جعل من العالم عامة ومنه العالم الاسلامي مزرعة لمن يتحكم في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وان الازمات الاقتصادية العالمية التي اصطلت بنارها كل شعوب العالم، ما هي الا نتاج التبعية الاقتصادية للغرب الراسمالي التي تطبق هذا النظام العفن، الذي جعل الثروة تتركز في ايدي القلة القليلة، إذ اظهرت دراسة حديثة للمعهد العالمي لتنمية البحوث الاقتصادية التابع لجامعة الامم المتحدة في هلسنكي ان 37مليون شخص في العالم يمتلكون 41% من الممتلكات في العالم، وهذا العدد يشمل كل من يملك اكثر من نصف مليون دولار، لكن هناك دراسة اشارت الى ان 691 شخص يملكون 2.2تريليون دولار، أي ان عدد من يملك ثروات العالم هم بعدد الطواغيت في عالمنا، بمعنى ان الشعوب وما تملك هي من ممتلكات الحكام، وان أكثر من نصف عدد سكان العالم يعيش على أقل من دولارين في اليوم، ولقد كان تطبيق النظام الإقتصادي الرأسمالي على المسلمين بل على العالم هو سبب أساس في شقاء البشرية، وسبب هذه الأزمات الاقتصادية التي عصفت وتعصف بالعالم أجمع، وما اسواق المال الا جزء من هذه الأزمة التي وصفها الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا بأنه: (كازينو عالمي يديره الأمريكيون)، ولقد بدأوا بالبحث عن اقتصاد بديل للاقتصاد الراسمالي ومن قبله الاشتراكي وطرحت عدة بدائل منها الإقتصاد المختلط، والاقتصاد الإسلامي، ولقد طبق النظام الاقتصادي في الاسلام أكثر من الف عام لم تعرف خلاله البشرية اية أزمة اقتصادية، فهو الذي يضمن تحسين الظروف المعيشية للناس، وتحقيق العدل في شتى الميادين الاقتصادية.
ثالثا: النتائج المتوقعة للثورات والهدف المنشود
لقد حصل في دول المنظومة الإشتراكية في بداية العقد الأخير من القرن الماضي، أن ثارت الشعوب على الحكام والأنظمة المطبقة، ولكن لعدم توفر البديل عندهم، لم يجدوا بدا من قبول النظام الراسمالي، فانتهى بهم المطاف الى أسوأ مما كانوا عليه، لهذا يجب على قادة الفكر والرأي أن يوفروا البديل المناسب، بشكل واضح لا غموض فيه ويخلوا من العموميات والعبارات الجوفاء التي لن تحل من المشكلة شيئا سوى دغدغة المشاعر والعواطف، كما نشاهد من خلال الترويج الإعلامي الممنهج لهذه الطروحات، واننا نحمل مشروعا نهضويا متكاملا لخير هذه الأمة بل لخير العالم أجمع، وسوف نسلط الأضواء على جوانب من هذا المشروع في مؤتمرنا هذا ان شاء الله. والذي يعتمد على قيام نظام سياسي واقتصادي كامل الاستقلال عن النظام الرأسمالي الديمقراطي: فبعد أن ادركت الشعوب أن سبب بلائها ليس فقط الحكام بل الحكام وما فرضوه من انظمة عيش يطبقونها عليهم، لفظت الأمة النظام الديمقراطي كنظام حكم شكلا وموضوعا وان لم تلفظه اسما بعد، لأن أغلب الاحزاب والحركات وقادتها وخاصة الاسلامية تدعو لها على اعتبار انها لا تخالف الاسلام، وهذا النظام الديمقراطي قد وصفه بعض القادة الغربيين بالسوء قبل ان يسوقوه لنا، فوصفه تشرشل بقوله: الديمقراطية اسوا نظام اذا استثنينا النظم الاخرى، او هو النظام الأسوأ في غياب الأسوأ، ويقول الدكتور أندرياس سوفرنيو في كتابه \"الفلسفة العلاجية للفرد والدولة\": \"إن أفلاطون قد رفض الديمقراطية بشكل كامل، ويقول البروفيسور إريخ كوفميل أستاذ الفكر السياسي بجامعة سسكس بالمملكة المتحدة في كتابه “الفكر اللاديمقراطي": “إن أفلاطون قد وجه العديد من الإنتقادات للديمقراطية ، ولكن يمكن تلخيص إنتقاداته في عدة أطروحات محددة ، هي:
1- النظام الديمقراطي هو نظام تعددي يفتقر لأي نوع من الوحدة السياسية
2- الديمقراطية تجنح دائماً للإستجابة ولاتباع (رغبات) الشعب و(تقلباته) ولا تستجيب (للمصلحة العامة) التي غالباً لا يدركها السواد الأعظم من الشعب
3- الديمقراطية هي نظام سياسي يديره بعض الحمقي!
كما أنّ الأمة أدركت كما أدرك العالم ان النظام الاقتصادي الرأسمالي هو سبب الأزمات الاقتصادية في العالم ومن اهم الاسباب التي ادت الى شقاء العالم.
فما هو النظام الذي سيكون بديلا لهذه الأنظمة؟ هل هو نظام ديمقراطي أم شمولي ام توافقي ام علماني ام ديني؟ أو كما يصنفه البعض امبراطوري وملكي وجمهوري وبابوي وأميري وسلطاني؟ وكلها لا تعدو نسخا معدلة عن بعضها البعض.
ونحن نقول إن النظام المتوقع والمرشح كبديل للأنظمة السائدة على مستوى العالم الاسلامي خاصة وعلى مستوى العالم عامة ليس شيئا مما ذكر، بل هو نظام الاسلام المنبثق عن عقيدة لا اله الا الله محمد رسول الله، والذي يتمثل في نظام الخلافة الإسلامية، وقد بدأت الدعوة لهذا النظام بشكل واضح وملحوظ في منتصف القرن الفائت، ولاقى دعاتها شتى أنواع القهر والتضييق السياسي والامني والاعلامي من قبل القائمين على الأنظمة في عالمنا الإسلامي، ومع ذلك فإنهم استطاعوا ايصال الفكرة الى كافة فئات المجتمع من خلال الإتصال الفردي، وحاولوا مخاطبة الناس بشكل عام من خلال المنابر المختلفة، وقد حوصروا بشكل فظيع حتى لا يصلوا الى مخاطبة المجتمع بشكل مفتوح، ووضعت العراقيل أمامهم وشنت عليهم الحرب من قبل القوى الظلامية المتمثلة بالأنظمة القمعية ووجوهها المختلفة من موالاة ومعارضة، ومن قبل بعض العملاء الفكريين، واستطاعوا بجهود مضنية التأثير في فئات واسعة من الامة الإسلامية حتى أصبحت الخلافة الآن مطلبا عاما، تنبري لحربه كل قوى الحرس القديم من خلال الترويج لفكرة الدولة المدنية اللادينية.
وقيام نظام الخلافة الإسلامية هي مسألة وقت، وقد بشر بها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه ستكون بعد هذا الحكم الجبري خلافة على منهاج النبوة، أي أنها تشبه دولة النبي صلى الله عليه وسلم، والخلافة الاسلامية كنظام حكم طبق عمليا كأحكام شرعية يجب الالتزام بها لأنها من السنة الفعلية للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ارتكزت على قواعد ثابتة مأصلة في كتاب نظام الحكم للنبهاني، وهي ليست دولة مدنية أو دينية، بل هي دولة بشرية يحكمها البشر ويطبقون فيها الأحكام الإسلامية المنبثقة عن العقيدة الإسلامية، من المصادر الشرعية وهي الكتاب والسنة وما أرشدا اليه من قياس واجماع صحابة فقط، تطبق على كل من يحمل التابعية مسلما أو غير مسلم دون تمييز بين الناس على اساس الدين او العرق او اللون.
وقد أعددنا مشروع دستور اسلامي يستند الى هذه المصادر أي الكتاب والسنة وما ارشدا اليه، ليكون جاهزا للتطبيق الفوري والمباشر في الخلافة الراشدة الثانية التي بشر بها رسولنا صلى الله عليه وسلم والتي قد أظل زمانها.
وقد أدرك قادة الفكر والسياسة في الغرب، أن قدوم الإسلام وقدوم دولة الخلافة، أمر حاصل اليوم أو غدا، وقد ورد ذلك تصريحا في كثير من أقوالهم وما تخفي صدورهم أعظم، وهنا اذكر أقوالا لبعض هؤلاء القادة:
هذه الأقوال أشرت اليها دون ذكرها لضيق الوقت
أ- قال هنري كيسينجر في خطاب له ألقاه في الهند في 6/11/ 2004م في مؤتمر هندوستان تايمز الثاني للقادة ما يلي: \" إن التهديدات ليست آتية من الإرهاب، كذلك الذي شهدناه في الحادي عشر من أيلول سبتمبر، ولكنّ التهديد آت من الإسلام الأصولي المتطرف الذي عمل على تقويض الإسلام المعتدل المناقض لما يراه الأصوليون في مسألة الخلافة الإسلامية\".
ب- وقال ايضا \" إن العدو الرئيسي هو الشريحة الأصولية الناشطة في الإسلام التي تريد في آن واحد قلب المجتمعات الإسلامية المعتدلة وكل المجتمعات الأخرى التي تعتبرها عائقاً أمام إقامة الخلافة.(مجلة النيوزويك في عددها الثامن من نوفمبر2004).
ج_ وتحدث رئيس وزراء بريطاينا آنذاك توني بلير أمام المؤتمر العام لحزب العمال في السادس عشر من شهر تموز 2005م، فقال \" إننا نجابه حركة تسعى إلى إزالة دولة إسرائيل، وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي، وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تحكّم الشريعة في العالم الإسلامي عن طريق إقامة الخلافة لكل الأمة الإسلامية\"
د- وقال وزير الداخلية البريطاني في ذلك الوقت تشارلز كلارك في كلمة له في معهد هيرتيج في 6/10/2005 ) لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات حول إعادة دولة الخلافة ولا مجال للنقاش حول تطبيق الشريعة الإسلامية).
ه- وصرح جورج بوش الابن في خطاب له للأمة الأمريكية في 8/10/2005 قائلاً : (يعتقد المقاومون المسلحون أنهم باستيلائهم على بلد واحد سيقودون الشعوب الإسلامية ويمكنونهم من الإطاحة بكافة الحكومات المعتدلة في المنطقة ومن ثم إقامة إمبراطورية إسلامية متطرفة تمتد من اسبانيا إلى اندونيسيا ).
و- وفي 14/1/2006 نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالا علقت فيه على كلام بوش حول الخلافة وجاء في المقال أن المسلمين متلهفين لعودة الخلافة وأن الخلافة تشكل خطرا يهدد الغرب وإدارة بوش بالذات مما دعاه لذكرها
ز - قال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في حفل توديعه :أنهم يريدون الإطاحة وزعزعة أنظمة الحكم الإسلامية المعتدلة وإقامة دولة الخلافة.
- وفي 5/12/2005 قال (دونالد رامسفيلد) في تعليق له حول مستقبل العراق وكان ذلك في جامعة جون هوبكنز: (ستكون العراق بمثابة القاعدة للخلافة الإسلامية الجديدة التي ستمتد لتشمل الشرق الأوسط وتهدد الحكومات الشرعية في أوروبا وأفريقيا وآسيا وهذا هو مخططهم لقد صرحوا بذلك وسنقترف خطأ مروعاً إذا فشلنا في أن نستمع ونتعلم).
ح - قال الرئيس الفرنسي ساركوزي في 24/8/2007م : لا داعي لاستعمال لغة الخشب لأن هذه المواجهة يرغب فيها \"المتطرفون\" الذين يحلمون بإقامة الخلافة من إندونيسيا إلى نيجيريا، رافضين أي شكل من أشكال الانفتاح وأيّ شكل من أشكال الحداثة والتنوع\" بحسب زعمه. وقال حينها: إنه لا يستهين بإمكانية المواجهة بين الإسلام والغرب.
ط - قال المستشرق البريطاني مونتجومري وات: إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام، فإن من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى.
ي - وقال القس سيمون: إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية، وتساعد التملص من السيطرة الأوربية، والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة، من أجل ذلك يجب أن نحوّل بالتبشير اتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية.
ك - وقال سالازار: إن الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن أن يحدثه المسلمون حين يغيرون نظام العالم.
ل - لما وقف كرزون وزير خارجية إنكلترا في مجلس العموم البريطاني يستعرض ما جرى مع تركيا، احتج بعض النواب الإنكليز بعنف على كرزون، واستغربوا كيف اعترفت إنكلترا باستقلال تركيا، التي يمكن أن تجمع حولها الدول الإسلامية مرة أخرى وتهجم على الغرب. فأجاب كرزون: (( لقد قضينا على تركيا، التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم .. لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين: الإسلام والخلافة. فصفق النواب الإنكليز كلهم وسكتت المعارضة .
م - في 26/6/2004صرح رئيس أركان القوات المسلحة الأمريكية ريتشارد مايرز أثناء شهادته أمام لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: بأن الإرهابيين في العراق يريدون إقامة خلافة إسلامية والعودة إلى القرن السابع.المصدر: منتديات كتاب العرب
أقوال بعض الغربيين في الوحدة الإسلامية والخلافة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.