كلما ذكرت الحكومة المدعو البرنامج الثلاثي لاستدامة النمو ، فاعلم بأنه نمو الرأسمالية الطفيلية التي ظلت ولمدة 21 عاماً في درس ( العصر ) بكسر الصاد . وعلي ذكر الطفيلية فكلما نهضت عمارة تنطح السحاب في كافوري والمنشية فاعلم بأن الناس قد ماتت من الجوع في القدمبلية . وكلما استلف مزارع " قروشاً " من بنك لزراعة القمح أو القطن فإنه ذاهب إلي سجنه برجليه ، معقولة تزرع قطن بي 4 مليون بالدين وتبيعو بي 2 مليون !! معناها حواشتك طارت . وكلما احتفلت أسرة بتخريج إبنها أو ابنتها بالزغاريد والأناشيد زاد عدد العاطلين واحداً أو واحدة ووقف في صف التمويل الأصغر عشرات الضحايا من الحالمين والقوارير والذين في طرفهم " قنابير " . وكلما تري مبني آيل للسقوط في وسط حي فاخر فاعلم أنها مدرسة مهملة يجري تجفيفها عمداً لأخت السادن فلان وخال المدعو علان . وكلما صرف " محمد أحمد " الماهية دق الباب " بتاعين " النفايات والموية والمحلية وناس الصحة وسيد اللبن وسيد الدكان ، فيهرب صاحبنا إلي غير رجعة وتطلب زوجته الطلاق للغيبة وخوف الفتنة . وعلي حس الفتنة ففي القانون السوداني ما يبيح زواج الطفلة إذا وجدت مصلحة ، أي مصلحة ؟؟ كان طلاب جامعة الخرطوم في السبعينات يسيرون مظاهرة كبري قبل الامتحانات إسمها " المظاهرة المارسية " ومن ضمن شعاراتها التي يقصد بها " المكاواة " الثانوي العام حاجة تمام ... الثانوي العالي عرس طوالي . ويمكن علي حس قانون الطفلة أن نضيف " بنات الأساس .. آخر احساس " . وكلما أنبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سنانا ، وهي من شعر المتنبي الرصين وحكمه البالغة وبالمناسبة فإن من أولويات ميزانية الحكومة الجديدة العسكرة والهنكرة – ولمن لا يعرف الهنكرة فهي صنو السمكرة . وكلما سافر وفد حكومي إلي بلاد الواق الواق ، كلما زاد عجز الميزانية واتمحن أبو الدرداق . وكلما رأي التنابلة ميداناً في حي من أحياء الخرطوم ، باعوه في المزاد المقفول . أما عائدات البيع فهي تورد للخزينة العامة يوم القيامة العصر . وكلما عاين عمك " الكابتن " لخريطة السودان المشرومة قال في سره جدودنا زمان وصونا علي الوطن ، ولم يطف بخاطر جدوده اتفاقية نيفاشا وقصور في أبوابها " دقن الباشا " . كلما النسمات عطروني فاجأوني دموع مطروني ، كان هذا شعراً رصيناً في الخمسينات قبل أن تهجم علينا " راجل المرة حلو حلاة وقالت لي انكشح ودا الجنن بوبي يا هيثم " . الميدان