ياهو دا .. انسان السودان ..ومن زمان ! محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] الأخ الدكتور محمد يوسف أحمد المصطفي الذي شغل منصب وزير الدولة بوزارة العمل الاتحادية ممثلا للحركة الشعبية خلال الفترة التي أعقبت توقيع اتفاق نيفاشا وحتي قيام الانتخابات الأخيرة ثم انزي بعد ذلك عائدا الي مهنة التدريس الجامعي التي هجرها بعد أن اذاقته الانقاذ الأمرين في المعتقلات عند سنواتها الأولي فنفد بجلده والتحق بقيادة الحركة في اديس ابابا في ذلك الزمان..هو من ابناء صراصر بالجزيرة ونجل المناضل اليساري المزارع والقيادي الشيخ يوسف أحمد المصطفي أمد الله في ايامه والذي يمت بصلة القرابة لعائلة الرئيس عمر البشير بذات مستوي قرابة السيد ياسر عرمان لتلك الأسرة ..كان منزل دكتور محمد في اديس مفتوحا لكل السودانين هناك بمن فيهم أعضاء سفارة السودان بصفتهم الشخصية طبعا يترددون لتلبية دعواته الرمضانية كشان السودانيين مع بعضهم ..وسط دهشة سلطات الامن الأثيوبية التي كانت ترقب ألأمر.. وحينما زار الرئيس البشير اثيوبيا وقتها جاءه الدكتور محمد بحكم القرابة وسلّم عليه في مقر اقامته رغم أن جيشي الحكومة والحركة كانا في غمرة الاقتتال ميدانيا.. ضحك مع البشير وجلس له علي كتف المقعد دون كلفة وتبادلا الطرائف .. والسلطات الأثيوبية التي لم تكن على وفاق تام مع الانقاذ وتأوي الحركة..ترصد اللقاء وتعقد حاجب الدهشة.. كيف لمعارض أن يفعل ذلك مع سفارة و رئيس دولته التي هرب منها خوفا من بطش الحكم وحركته تحارب جيش الحكومة في الميدان ..!؟ في عرفهم ذلك فعل محّرم دونه التصفية.. ولا يمكن أن يحدث ولا في الاحلام .. وبعدما غادر الرئيس اديس ابابا كان تصنيفهم للدكتور محمد يوسف أنه عميل مزدوج .. فانقضوا عليه واودعوه السجن وصادروا سيارته وبددوا ممتلكاته رغم انه استاذ جامعي لديهم ويتمتع بحصانة الأممالمتحدة.. وبعد لاي و جهد خرج ولكّن بخفي حنين مغادرا الي البحرين كأستاذ بجامعاتها وممثلا للحركة بمنطقة الخليج..وزرته هناك بعد تلك الزرة.. لا حقا وفي حفل زواج كريمة الدكتور محمد ذاته في الخرطوم وهو وزير عن الحركة شارك اشقاء وشقيقات البشير وجاءت زوجته فاطمة خالد وكان ياسر عرمان حضورا وقد شاهدتهم وهم يتعانقون بالدموع .. نعم فرقتهم السياسة لكّن جمعتهم صلة الرحم في فرحة مشتركة...شأن كثير من العائلات في مثل ذات الوضع..! فهل هذا دأب سيء يحسب علي السودان واخلاقياته وعادته أم جيد يحسب له؟ وهو نهج علي عكس عقلية كثير من الشعوب والدول في تقييم مثل هذه المواقف..فمن يعرف أحدا هناك يعرف قريبا حتي لمعارض لنظام الحكم في بعض البلاد ولعلكم تعرفون الكثير منها.. ينوبه دون ذنب جناه من العذاب الوان اقلها الأختفاء خلف القضبان أو تحت الأرض دون أن يدرى احد مكانه..!بل لاحظنا ونحن في الغربة انهم وهم بعيدون عن أوطانهم يفرون من بعضهم فرارا خوفا من رصد حكوماتهم البعيدة لهم ولا يرتادون حتي المساجد التي يرتادها المعارضون رغم الالاف الأميال التي تفصلهم عن بلدانهم خشية أن يشي بهم متلصص فتحرم عليهم العودة الي الابدّ؟ من غيرنا من الشعوب يستطيع اعلاء صوته في سرادق العزاء يسب الحكومة ويلعن من يشاء علي مستويات هرمها ولا يهمه من يسمع ذلك أيا كان مركزه ..ثم يحمل صينيته قافلا الي بيته لا يلوي علي أحد ؟ نعم هناك ظلم وتعدى وتجاوزات ارتكبها ألاسلاميون عندنا لتمكين سلطتهم ركوبا علي متون القدسية لمبدأهم وترسيخا لأقصاء الأخرين دون وجه حق وباسم الدين تجنيا وزورا.. نعم هم اثروا من وراء ذلك وأفقروا الانسان السوداني وأهانوا كرامته باستعباد لقمة العيش له ولكنه يظل ذلك السوداني أمرأة كان أم رجل لايماري الا الحقيقة دون خوف ولاينكسر له عود مهما داست عليه عجلة الباطل ..ضميره وأخلاقه لا ينفصلان عن مبادئه التي رباه عليها اباؤه فان سكت ففي صمته كلام مخيف وان نطق فزفرته حري ..تحرق من يحاول البصق علي صبره النبيل..! مناسبة هذ ا الشبال الطويل ولطفا.. انني وفي مقال الاربعاء الماضي اشرت الي صديق اسلامي بانه معتدل.. ومن منطلق علاقتي ومعرفتي الشخصية الوطيدة به ورغما عن اختلاف توجهاتنا السياسية .. فانهالت الاحتجاجات من الجانب الموالي للاسلامين انتقادا للتوصيف في حد ذاته .. بل وذهب البعض الي القول انه لايجوز تصنيف المسلمين الي متطرف ومعتدل ونظيف وقذر على حد رأي واحد من التعليقات الذي خلط مابين استخدام المصطلح في مفهومه السياسي للاسلامي .. و الاشارة الي المسلم مطلقا من الجانب الفقهي ..! كما لم اسلم من الجانب الكاره لهم الذي يحسبهم باعتبارهم صنف واحد ليس فيه خيار و أنما كلهم بربطة المعلم فقوس ..! وقد اوفت عني الأخت الدكتورة ام أحمد في تفسير قصدي للمصطلح من المنظور السياسي وليس الفقهي ولعلها قد ارضت كل الأطراف بمعرفة الأكاديمية المخضرمة و دبلوماسية السياسية الواعية.. والحقيقة مع أحترامي لكل الاطراف فلابد من التاكيد علي حقيقة ديمقراطيتنا الشعبية المتأصلة..في علاقاتنا الاجتماعية التي باتت عادة وماركة مسجلة لشعبنا حصريا في التعاطي مع الخصوم لاسيما السياسين منهم ..اذ لا يقطع خلافنا صلة رحم أو تواصل في الأفراح والأتراح وحتى الزيارات الأسرية.. ولقد تعلمت الدرس الأول في هذا الجانب حينما خسر والدي عليه الرحمة في اول انتخابات برلمانية بعد ثورة اكتوبر 1964 المنافسة أمام مرشح حزب الأمة الراحل طيب الذكرالشيخ احمد عبد الدافع علي مقعد الدائرة 70 الحلاوين وكنت وقتها صبيا في العاشرة أو نحو ذلك .. وكانت الجماهير تحتشد في منزلنا انتظار ا لمواساة الوالد في خسارته فحضر متاخرا عدة ساعات بعد فرز الأصوات في مركز المعليق وحينما وصل لقريتنا مناقزا مع صلاة العشاء وسأله المؤيدون بقلق عن سبب تأخره ..قال ..انه ذهب من هناك الي مدينة المحيريبا لتهنئة منافسه الفائز..! تلك كانت الصورة الأولي.. وصورة أخرى.. فبعدما صوتت الأحزاب اليمينية لصالح قرار طرد النواب الشيوعين من البرلمان عقب تلك الانتخابات و انفضت الجلسة يقال والعهدة علي الراوي أن بعض النواب المطرودين وصلوا الي بيوتهم في سيارة رئيس الوزراء محمد أحمد محجوب الذي صوت لصالح طردهم.. صورة ثالثة .. الكل شاهد صور الأستاذ / محمد ابراهيم نقد زعيم اليسار السوداني وكان من أوائل المهنئين للدكتور الترابي بعد عودته الأخيره من ضاحية كوبر السياحية القريبة من مستوطنة كافوري.. صورة رابعة.. الأخ / محمد حسن احمد البشير شقيق الرئيس وحتى لحظة عودته النهائية للسودان زاملنا في الاغتراب ما يزيد عن الخمسة عشر عاما بعد استلام شقيقه لمقاليد الحكم ..ولم يكن المغتربون في تعاطيهم معه اجتماعيا ينظرون اليه من هذا الفهم الا قلة من الحواريين الملتزمين تجاه التنظيم وبعيدا عن انظار الأغلبية الناقمة علي أخيه ونظامه والتي لم يكن هو يشعرها خلاف ذلك والا انفضوا من حوله..! اذن هي ثقافة سودانية شعبية راسخة فينا حيثما كنا نختلف في المبدأ ونتواصل وديا و اجتماعيا .. كما تعلمنا من الأزهري وزروق والمحجوب وبابو نمر و دينق ماجوك.. هي عادة تخصنا منذ الأزل لم تجلبها الأنقاذ ولن تبيدها أبدا رغم ما ابتدعته من اساليب في اقصاء الخصوم والتنكيل بهم في بيوت الأشباح وطردهم ومطاردتهم في صقيع المنافي وأنا واحد منهم ومثلي كثر.. فهي روح سودانية .. يحسدنا عليها الآخرون .. نعم قد نختلف مع الكيزان ونبغض نهجهم ونهبهم ولكن من منا ليس في عائلته او عشيرته أو له صديق ممن يختلف معه سياسيا ايا كان مبدأه الا ويتداخل معه بعيدا عن السياسة في اتراحه وافراحه .. ومن منا طرد احدهم أو سحب كفه عنه وهو يمد له كفيه بالفاتحة او يسجل اسمه في دفتر النقطة ..هو واقع ورثناه وجبلنا علي هضمه بروحنا السودانية .. فما لله لله وما لقيصر لقيصر .. وان شاب أدبيات ذلك المبدأ شيء من الشروخ جراء تداعيات سوء أخلاقيات نفر ما في هذا العهد ولكّن لابأس..فمن ينسي منهم أو تناسى لابد أن نذكره وذلك من حقنا علي بعضنا ومن حق الوطن علينا جميعا..فالجميع سنمضي حاكما ومعارضا وسيبقى الوطن لأجيال لانريدهم أن يشبوا علي غيرميراث الفضيلة..تتنازعهم الأحقاد والأحن.. فما ورثناه .. وشم يجب أن يظل منقوشا في سيمائنا الي الأبد كسودانيين وكفي .. وارجو الا تفهموني غلط لذا فاستميحكم في وقتكم الغالي عذرا و جمعتكم التي ارجوها سعيدة .. اعانكم وأعاننا الله .. انه المستعان وهو من وراء القصد..