الترابى..مبشرا ونذيرا للمصريين..ومراهنا على ضعف ذاكرتنا!! عبد الغفار المهدى [email protected] جاء الترابى الى مصر مبشرا المصريين بالمد الأسلامى على طريقة اعمال العقل والفكر ليواكب الفقه الاسلامى متطلبات العصر الحديث ،ومنذرهم فى نفس الوقت من ترك السياسية والحكم للعسكر،والذين لايطيق حكمهم منذ زمن (معاوية) وحتى زمن (البشير) أو كمال قال ،وذلك فى الحلقة التى أستضافته فيها الاعلامية (منى الشاذلى) فى برامجها الشهير (العاشرة مساء) على قناة دريم . الترابى كما وصف نفسه بالرمز وأن الكثير من الرموز تتعرض لما يتعرض له وهو ينفى الاتهامات التى وجهت له من خلال الأسئلة التى تلقاها على الهواء وأكثرها جرأءة الأسئلة التى طرحها عليه مدير تحرير صحيفة الشروزق المصرية ،حول تقلب أفكاره ورؤاه مابين تواجده السابق فى السلطة وبعد خروجه منها،وخصوصا فيما يتعلق باعدام المفكر السودانى (محمود محمد طه) بسبب معارضته لقوانين سبتمبر،ثم محاولة أغتيال مبارك،وتسبب مشروعه الاسلامى فى فصل جنوب السودان،فنفى الرجل علاقته بمحاكمة محمود محمد طه ولم ينسى فى نفس الوقت أن يؤكد أن المفكر الشهيد قد خرج عن الملة، ونفى أن يكون له علم بمحاولة أغتيال مبارك ،وهناك بعض الأسئلة لم يرد عليها الشيخ مثل السؤال الذى تعلق بمجهوداته وهو بكل هذا الزخم واسهامه فى حل قضية دارفور ومشاكل السودان عموما. أى متابع للشأن السودانى لايدهش من الطريقة والبراعة التى تنصل بها الترابى من جميع الجرائم السياسية التى أرتكبها جماعته ولازالوا ووضع نفسه موضع المقوم والمصحح،خصوصا فى السؤال الذى تعلق بالدفاع الشعبى وقوله أنه كان يشارك كمتطوع ويحارب من ضمن المحاربين ولكن ليس فى ميادين القتال بل فى من خلال المحاضرات وغسيل مخ الشباب وذفهم لزوجاتهم من الحور العين كما كان يردد ومن خلفه حواريه الذين تربوا على أياديه البيضاء من غير أى سؤ فى عهد من أتى بهم رغم هذا الكم من الفساد والسؤ فى الأخلاق من قبلهم، بمعنى أن غرر به وليس هو من غرر بالآخرين والذين كانوا يسيرون على نهجه وهديه الذى جعل أسامة بن لادن كغيره من الأسلاميين فى العالم يسعى للتعرف اليه والتقرب منه،وذلك على حسب فلسفة الشيخ الترابى أن البعض يظن أنه أكثر الناس فقها وعلما ووضعوه فى منزلة الامام وهو ليس بذلك ،ووصف انتخابات 1986 بأنها ديمقراطية طائفية جاءت على أساس القبيلة ،ونسى فضيلته أو تناسى أن تلامذته ومن خلال مشروعه ونظرياته أطروا لهذه القبلية ووطدوا أركانها عندما أستخدموها لتوطيد وتمكين أنفسهم فى السلطة،لم يخلو حوار الترابى من المغالطات التاريخية وبامكان رواياته تلك تقنع الشعب المصرى وليس الشعب السودانى الذى حرمه مشروعه الحضارى من أبسط حقوقه فى العيش الكريم ناهيك عن الديمقراطية التى يطالب بها وهو أبعد ما يكون عنها والأدلة على ذلك كثيرة،والأغرب من ذلك هو رده على سؤال الأغتيالات التى عرفها السودان فى عصرهم والتى لم تفتح حتى التحقيقات بشأنها وأختصر الأمر فى الضباط البعثيين الذين قاموا بمحاولة انقلابية وتمت محاكمتهم وقتل منهم من قتل وسجن من سجن،مع ملاحظة (البعثيين) تلك،ونسى بقية ضباط قوات الشعب المسلحة الذين تم أغتيالهم بطرق مختلفة حتى فرغوا الجيش من مضمونها وحولوه لمليشيات ،وقد تكمن الحقيقية الوحيدة فى حديث الترابى أنه فعلا لايطيق العسكر وتلك الأعداد الكبيرة من الضباط الذين تمت تصفيتهم فى السودان قبل ما يعرف بالمفاصلة وشهادتها الحقيقية فى أن السلطة مفسدة خصوصا لرجال الدين والسودان فى عهدهم الميمون شهد فساد لاقبل له به ولازال.. الترابى الذى ضحى به حواريه من طائفته وهو الذى يستنكر الطائفية على الآخرين وخرجوا عن دائرة طوعه والتى كان يسيرهم بها وأفكاره التى كان يضعها لهم من أجل تواصلهم مع العالم الذى بسبب أفكاره عاقب الشعب السودانى والذى لازال يعانى حتى الآن من مياه الشرب ناهيك عن بقية الضروريات ،يأتى ليدعى الديمقلراطية التى أحلها الآن على نفسه وحرمها على الآخرين ابان عهد امامته وأنقلب على شرعيتها،ياتى الآن لينادى بها ولا ينسى فضيلته أن يؤكد بأن أول انتخاب فى الدنيا جرى بين الخلفاء رضى الله عنهم (عثمان بن عفان وعلى ابن طالب) وهو المفكر والمنظر فات عليه ما ورد فى كتب التاريخ على الحضارة الرومانية وهوخريج جامعات أوربا..والله لقد هرمنا وهرم الشعب السودانى من ترهاتكم وفلسفتكم أنتم وبقية الأحزاب التاريخية التى أهلكته ولازالت تطمع فى القضاء عليه وأنتم تتبادلون عليه وتتحدثون بالنيابة عنها وتعبرونه شعب فاقد الذاكرة... ولا حول ولاقوة الا بالله العلى العظيم