الترابى وعقدة الأستاذ والسر قدور!! عبد الغفار المهدى [email protected] الملاحظ أن زيارة الترابى الى مصر الحالية التى جاء اليها مبشرا باجتهاده فى ما يتعلق بالفهم الصحيح للاسلام والمتجدد خصوصا وأن المسلمين ركنوا الى الفقه القديم الذى توارثوه ولم يطلقوا لعقولهم حرية التفكير والاجتهاد لتطوير الفقه الاسلامى ،هى حجر الأساس الذى أنطلق منه وهو يتفادى الأسئلة الحرجة التى ضيق بها المصريين عليه الخناق خصوصا فيما يتعلق بمحاكمة واعدام المفكر الأستاذ محمود محمد طه وأنذاك كان ضمن السلطة التى حاكمت وأعدمت الشهيد المفكر لمجرد أنه كان يفكر بعقله ويتفكر وهى الدعوة التى يدعوا اليها الآن الترابى ويحض عليها المسلمين لكى يعودوا ويسيدوا العالم من جديد مع التأكيد على قبول الاسلام والتعايش مع الأخر خصوصا وكما يؤكد ويحرص فى كل لقاء على معرفته بجميع التنظيمات الأسلامية فى العالم من اقصى الشرق الى أقصى الغرب وهو يبشر بنهضة اسلامية تتبنى الديمقراطية فى المنطقة،وهنا يكمن التناقض فى أحاديث الترابى والتى دوما ما يغلفها بالكثير من الضحكات والنكات بمناسبة أو بدون ولآادرى هل هى الثقة المفرطة أم الشعور بالكبرياء والزهو عندما يطرح أفكاره المثيرة للجدل والمتقلبة حسب المرحلة السياسية التى يعايشها الترابى والتى تخدم مصالح أفكاره ومذهبه الذى يسعى اليه؟؟ واذا كانيؤمن بالحوار كما يؤكد لماذل لم يحاور الأستاذ الشهيد فى أفكاره الغريبة التى وصفها بشريعة محمود تارة وتارة أخرى يركز على معرفته بأسرة الشهيد وبالأفكار التكفيرية له ولأتباعه ويصف معرفته بأن أحدهم تزوج من فتاة عمرها 6 سنوات فى أسلوب ينم عن عقدة يعانيها الترابى منذ أمد بعيد من الأستاذ الشهيد والا ما تحدث بهذه السخرية عن الشهيد وأسرته وأتباعه وربما تكون عقدة الشيخ الترابى الذى يدعونا للتفكير بعقولنا وعدم حصر المعرفة فى الامام فقط أو ولى الأمر لم يكن أنذاك يستطيع أن يحاجج المفكر الشهيد بالمنطق والا ما كان قد ترك هذه الفرصة وهو الذى يسعى للمحاورة والمعرفة ويحث عليها الآخرين،الترابى يعرف تماما أن مبرراته تلك لم تقنع الكثيرين ممن أستمعوا اليها لأن معظمهم يعرف تاريخه السياسى فى السودان قديما وحديثا وهو الآن يتبرأمن تلاميذه وأتباعه الذين غدروا به وأخرجوه من عباءة العراب والمفكر لنظام الانقاذ والذى كان يريد من خلاله أن يطبق مشروعه الذى طبقه تلامذته وكانت نتائجه وبالا على السودان وشعبه وعاد به الى الخلف عشرات السنين... الترابى الذى قال أن قوانين سبتمبر وضعها أثنان من الضباط جاء بهم نميرى ،ورمى جميع أخطائه على عاتق العسكر الذين عمل معهم أو تحتهم أو موجها لهم كما فى (الانكاس) وليس الانقاذ وشاركهم فى الحكم فى كثير من الأحيان وجد فيهم ضالته أيضا لاخراج عقدته التى أصابته من جانبهم حيث يرفعونها لأعلى مكانة ثم لم يلبثوا أن يحسوا بخطر منه يتخلصوا منه ويخرجونه من عباءة الأمامية التى يسعى لأرتدائها..يغالط التاريخ الآن وهو يخاطبنا بطريقته الهاشة الباشة الساخرة من عقولنا ويعطى نفسه حق التفكير عن الجميع ،ويكفر عن أخطائه التاريخية برميها على عاتق من رموه خارج دوائر صنع القرار،ولا يملك الا أن يسخر من الذين هزموه فى ميدان الحوار والفكر الذى يدعو اليه والطعن فى أسرهم بطريقة تنم عن خبث ودها أكثر مما تنم عن فكر وعلم .. ربما ذكرنى الترابى وهو يتملص من الأسئلة المباشرة بالجنوح للتحدث عن أرائه الفقهية المثيرة للجدل ،حتى أن أحد الصحفيين المصريين كان يجلس أمامى قال لمن يجاوره (بص بهرب من السؤال أزاى) وهو فى ظنه أن معظم من يحملهم أخطائه من الأموات أو من أولئك الذين يعيشون على ماضى أجدادهم الذى أنتهى بنهاية دورهم أو الطرق الصوفية التى يهاجمها بطريقة ناعمة والديمقراطيات الطائفية كما وصفها ، بالشاعر السودانى الكبير الأستاذ (السر قدور) وهو يروى روايات عن أشخاص جميعهم من الأموات عايشهم فى قديما ولايمكن لأحد أن يناقضه فيما يقول اذا كان صحيحا أو غير ذلك وهذا ما جعل تاريخنا مكتوب على الأهواء أكثر من الحقائق والوقائع والمفكر الترابى يريد أن يقنعنا بنفس الطريقة التى أدت بنا لما نحن فيه من فشل،وهى الديناصورية التى عانى منها السودان ولازال يعانى بمعنى أوضح (الكنكشة) والتى يمارسها الكثير من من يسمون نفسهم بالرموز فى السودان فى جميع المجالات والذين أثبتت رمزيتهم فشلهم وخيبة أمل الشعب السودانى فيهم والذى يعرف أن الترابى جزء أصيل فى التدهور الذى أصاب السودان ولازال كغيره يسعى ليأمنا سياسيا ودينيا ولازال أثر تجربة مشروعه الفاشل كامنة فى ربوع السودان المريض فى جميع المجالات ،،فلتعتزلوا جميعا تريحوا وترتاحوا..