قولوا حسنا ماذا وراء الماء العكر؟ محجوب عروة [email protected] وصلتنى معلومة خطيرة عن مشكلة الماء العكر أريد توصيلها الى المسئولين ليحققوا فيها ان كانت صحيحة، فقد علمت من مصادر مطلعة أن السبب الرئيسى هو شبهة فساد فى العطاء الخاص بمادة التنقية التى تقوم بتصفية ماء النيل من العكارة، وأن مسئولا قد اعترض على نوعية تلك المادة وفترة صلاحيتها. أرجو أن يتم التحقق فى الأمر وكيف ولماذا أصبح الماء عكرا، هل من فساد المادة وانتهاء مدة صلاحيتها مثلا كما تقول المصادر، أو بسبب عدم توفير ميزانية خاصة لأصلاح الشبكة، أم بسبب عدم توفر عملات أجنبية لشراء المادة كأستعداد مسبق للخريف والطمى المتزايد فى مجرى النيل، أو ليس هذا وذاك بل بسبب قصور هيئة مياه الخرطوم كما ذكرت أمس الأول فى مقالى؟ فالأمر لا يخرج من واحد من تلك الأحتمالات. هذه وغيرها أسئلة موضوعية وأساسية لابد أن يشملها التحقيق ونحن كصحافة مهمتنا ليس التحقيق القانونى والأدارى بل ننشر ونعلق على ما نسمعه من مصادرنا الخاصة لنضعها بين يدى المسئولين ونواب المجالس التشريعية على المستوى المركزى والولائى والمحلى ان كانوا يرغبون فى الرقابة و المحاسبة.. الشعب يريد معرفة الحقيقة كاملة وبكل الشفافية وبأسرع مايمكن فلا يعقل أن يدفع المواطنون الضرائب والرسوم والجبايات بصورة أرهقتهم، حتى تكايف تعليم أبنائهم رغم أن الدستور قرر مجانية التعليم بنص واضح وبعد ذلك تعاقبه الدولة بماء عكر هو أولويات وأساس حياته وحياة اسرته خاصة الأطفال فيضطر الى علاجهم عندما يمرضوا بسبب الماء العكر و الذى أصبح هو الآخر علاجا تجاريا كذلك رغم أن الدولة من مهامها توفير العلاج مجانا خاصة للحالات الطارئة ولكنها لا تفعل. مطلوب بيان عاجل ووضح وصادق من السيد والى الخرطوم، ومطلوب تحرك من المجلس التشريعى لولاية الخرطوم، فاذا لم توفير الماء النظيف من مسئولية الأثنين فما هى مسئوليتهم السياسية والأخلاقية تجاه المواطنين. اذا صدقنا ما صرح به السيد الناطق الرسمى لهيئة مياه الخرطوم بأن سبب العكارة هو هطول أمطار غزيرة فى الهضبة الأثيوبة فان ذلك يكشف قصورا فى الأداء اذ كيف لا تتحوط الجهات المسئولة للأمطار الغزيرة القادمة من ألهضبة الأثيوبية فما نعلمه أن مستوى الأمطار العالية ليست الأولى فى تاريخ السودان، وهل سيحصل المواطن سنويا على نسبة العكارة كلما جاء الخريف فى الهضبة الأثيوبية أم سيكون الأمر غير ذلك ويستفاد مما يحدث اليوم؟ لا أعتقد أن هذا هو السبب الحقيقى، دعونا نعرف الحقيقة.