الجمهورية التالية .. غمد بلا سيف..! محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] في ابريل عام 1969 من القرن المنصرم وبعد أن حكم فرنسا لمدة احدى عشر سنة وعلي اثر الاضطرابات التي عمت فرنسا في آواخر عام1968 استقال الجنرال شارل ديجول ..فقط لان الشعب لم يعطه أغلبية مريحة ليحكم وفقا لتصور طرحه في استفتاء نال فيه ستة وخمسين بالمائة من تأييد الأمة..فرأى الرجل الحكيم أن هنالك ستة وأربعون بالمائة لم يوافقوا علي برنامجه المطروح أو جزءا منه.. فآثر ترك رئاسة فرنسا متنحيا لخلفه والتي عاد اليها محررا من الألمان عقب الحرب الكونية الثانية..وحكمها لاحقا وهو منتخب من شعبها .. تماما مثلما جاء مانديلا الي رئاسة جنوب افريقيا وقد ترجل له سجانه منحنيا أجلالا .. وكانت رأس مانديلا مرفوعة وتسلم مهمة التأسيس لدولة الديمقراطية والحرية الوطنية وهو الذي قضي في سجون حكم التمييزالعنصري الأبيض سبعة وعشرين عاما خلف القضبان .. وكان من الممكن أن يخرج مبكرا ولكّن ذليلا منكس الرأس لو أنه انكسر بكلمة واحدة تدين النضال ضد العبودية .. ثم استراح فيما بعد عن الحكم باختياره وقد سكن في قلوب أمته معززا مكرما في حياته وفي مماته بعد عمر طويل!. ..مثلما بقي ديجول في قلوب الفرنسيين حتي بعد رحيله! ديجول بدأ من الصفر تقريبا مع دولته التي كانت بناها التحية واقتصادها اثرا بعد عين فترك لبقية الجمهوريات بعده دولة عظمي في عالم عصب الحياة فيه الاقتصاد الذي يسبق كل اولويات القوة بما فيها التفوق العسكري الذي يدخل من باب المال والصناعة دون شك وعلي متون الحرية للشعب والعلم والديمقراطية الحقة.. مانديلا يقضي الآن سنوات تقاعده كأب للشعب فخورا بانجازاته مرتاح الضمير يرمق ابناءه في أعجاب وتباهي في دولة صارت حذوك النعل بالنعل مع الدول الكبري اقتصاديا و عسكريا بترشيد مواردها والعض علي هيكلية هرمها الديمقراطي واتسعت دائرة حركتها السياسية لتلعب دورا اقليميا ودوليا في كل القضايا من علي درب الحكمة التي سلكها الرجل العظيم ومشي عليها تلامذته .. وهاهو ثابو أمبيكي الذي تنحى طائعا ممتثلا لحكم اللوائح والغالبية الحزبية من الرئاسة لاسباب فسرت بانها انتهاك لقدسية التعاطي الديمقراطي داخل أجهزة الحزب الحاكم ..وانتقل عن السلطة دون غبن أو عناد ودون أن ينتقص ذلك من حسه الوطني ولم يفت في عضد ايمانه بالديمقراطية .. فاتخذ لنفسه دورا رياديا جعل اسمه في واجهات الصحف والقنوات أكثر مما كان عليه وهو في قمة الحكم ! هي أمثلة فحسب وغيرها كثير في عالمنا المعاصر ..كمهاتير محمد الذي قفز بماليزيا الي مصاف الاقتصادات الكبري ..ثم ترجل هو الآخر..مبتسما بوجه يتطلع مع شعبه الي غد افضل وليس بالضرورة أن يكون هو ربان السفينة مدى الحياة.. لم يقل أحد من اولئك أنا المحرر ..ومن بعدي الطوفان ولم يمن آخر بسنوات نضاله وطالب بديمومة الحكم ثمنا لسنوات حريته..ولم يمسك الثالث بمفاتيح السلطة كلها ويقول لاأحد يدخل من بعدي فانا الباني..! الا يتعلم قادتنا من تلك الدروس المجانية في أدبيات تداول الحكم..وفن صناعة الزعامة التي تخلد في قلوب الشعوب وليست تتحجر في كراسي السلطة وتجثم علي الأنفاس .. ولو أدي ذلك الي عزل البلاد من أجل شخص واحد وجعل مواطنيها منبوذين في صالات الترانزيت وأعين كاميرات محاربة الارهاب ترقبهم حتي في دورات مياه المطارات والمدن..!؟ الا يستحق في رؤيتهم المثقوبة وليست الثاقبة حدث خروج ثلث مساحة الوطن وخمس مواطنيه أن يرجعهم للشعب في انتخابات مبكرة لقياس الرأي العام تكفيرا عن كبوة جوادهم في سباق تحقيق الوحدة الوطنية..؟ في بلادتتطلب المرحلة أن تعد لنفسها دستورا يعيد لحمة ما تبقي من تفككها الأثني الديمغرافي ..و يحفظ ترابها الجغرافي من تناثر لابد أنه سيحدث ما داموا يصرون علي تفصيل الدستور وفق ما تشتهيه مصالحهم الذاتية ضاربين بعرض الحائط التنوع الذي يستوجب التعقل في التعاطي والايثار والحكمة واحترام صوت الفعاليات الأخري والتي لا يستطيع أن ينكر أحد ايا كان..شعبيتها علي الأرض وان بدت هي ضعيفة علي منصة العمل الميداني لاعتبارات ساهمت فيها عصبة الانقاذ بتطبيق سياسة التشظية واقتناص القاصية عن جمعها..! كيف يستقيم لنا الأمر لنبني دولة كبيرة وقد رهنتنا جماعة قليلة العدد حبيسين في دائرة عقلها السياسي الخانقة الضيقة التي أنفضحت اهدافها وفشلت مشاريعها السياسية والعقائدية وبشهادة أهلها المنقسمون عنها..! فتحطم اقتصاد البلاد وتبدد في تراشقات حكامنا والعصبة الموالية فسادا واستغلالا للنفوذ واخفاقا في مشروعات غير مدروسة..ورفعت الدولة يدها عن الخدمات الاساسية وقلصت ميزانيتها بما يعادل التسعين في المائة لحساب الانفاق علي الأمن والجيش والمراسم ومخصصات لا تحصي ولا تعد لمسئولين فاقوا في تعدادهم سكان مدينة كاملة .. في وقت يتشكل فيه مجلس وزراء امريكا من افراد لايتعدون اصابع اليدين يقودون دولة تحكم العالم..سياسيا واقتصاديا وعسكريا! فيما تتولي الموسسات الدستورية والتشريعية وحكام الولاياتالمتحدة المنتخبون حقيقة لامجازا واجهزتهم المساعدة والرقيبة فيها تصريف مسئولياتهم بانضباط يحكمه الدستور والقانون ولا يوجد كبير علي المحاسبة أو الاقالة ..! لان الحكم مبدأه مصلحة الأمة والوطن..لا شعارات فضفاضة تصبح نغما ناشزا ممجوجا في الخطب ..وينعق بها أعلام أعشي وأصم فتغدو مثارا لسخرية حتي الأطفال الذين حفظوها عن ظهر قلب..! فاين نحن من كل ذلك في بلاد يحكمها نظام لمدة اثنين وعشرين عاما ..جلب عليها هو وحزبه كل ويلات الدمار والمقاطعة والريبة والحروب والتقسيم وجرّب في شعبها كل الوان التعذيب البدني والنفسي والعقلي تجنيا علي الدين الحنيف والشريعة السمحاء في تطبيق ارتد بانسانية اهلها الي مراتب الحيوانات في نظر حكامه أو دون ذلك..! والذين لازالوا يصرون علي أكمال مشوار الفشل فينا يتقدمهم رئيس صار اسمه سبة في جبين وطن..أجتهد في نصاعة وجهه علي مدي التاريخ قادة وثوار وساسة يتقدمهم شعب عظيم..لتأتي الانقاذ وتلطخ كل ذلك التاريخ ببصاق خطلها و قصر نظرها.واستعلائها الاقصائي.. ولا زالت تتوعدنا بالمزيد من شرور الوعود علي مستوي التدهور الاقتصادي والتقسيم التي أعدت له مسرح العمليات الجراحية للتقطيع في أكثر من موضع..فضلا عن سياط القوانين التي ستوضع علي طاولات المحاكم التنطعية للبدء في جولات جديدة باعادة قوانين سبتمبر في نسختها الجديدة لما بعد مرحلة شريعة الدغمسة التي أكتشف النظام ورئيسه و فقهاؤه انها كانت خارج النص وسيئة الاخراج في تطبيقها المتهاون..في سنين الرخاء التي بسطتها الانقاذ شبعا في بطون من يسرقون ترفا وسترا في عروض من يزنين اشباعا للرغابات لاانكسارا للحاجة !.. فقرر رئيسنا وقد دانت له دولة العروبة والاسلام النقية أن يعيد انتاج السيناريو كتابة بحد السيف .. علي أجساد شعب جمهوريتة التالية ! لست أدري هل يصفق الشعب تاييدا لها عند افتتاح ستارة عرضها .. أو ينتفض بتكسير المسرح قبل العرض ؟ ..أم انه سيستكين صمتاعلي مضض ويتثاءب متناوما من الممل خوفا من حد ذلك السيف .. الذي يبدو انه سقط من الممثل قبل دخول المسرح لو تعلمون..!؟ وما هو عالق بكتفه..ليس الا غمدا بلا سيف .. ففيما الخوف .. من الغرق ونحن من خاض كثيرا بحور الثورات و الانتفاضات في سالف الزمان وعلي المدى القريب..! فحواء السودان مازالت حبلى ولود وفي شارعنا زنود وعقول وشباب قادرون علي قيادة رسن القافلة التي اذاما انطلقت فلن تؤوب ..ياوطني ..وطن الجدود نفديك بالأرواح نذود وطني ..وطني..وطني.. وعلي الله فليتوكل المتوكلون انه الغالب والمستعان .. وهو من وراء القصد..