وقد بدت ك ( عروس مُعصفرة ) !! موسى محمد الخوجلي [email protected] ( 1) وبعد غياب لعامين عن مدينتي القطينة أكتب بعض مما جادت به القريحة .. كنت أرى في ( سري ) أن مدينتي ( القطينة قد فقدت ربيع عُمرها ) وأن هِمتها قد إندثرت .. كنت أظن ( نحولها ) بلية أحاطت بثغرها أو بلاء أصابة جسدها ولكنني وجدتها : ولكل جسم في النحول بلية ..... وبلاء جسمي من تفاوت همتي فتعلق إنسانها بالهمة وبما خف من الدنيا وأثقل ميزان الآخرة كنت اظنها كانثى قد ( طِيف بها ) كما أُخريات في عهد الإنقاذ وما ذلك إلا لعلمي بجهل ولاة ( بلادي ) وعموم النفاق الذي غطى القلوب وسكن الأفئدة .. ولم يأخذ معظم الناس بمقولة الحُكماء : إذا رأيت صاحبك على خطأ وأخذ يفعل ما لا يصلح فلا ينبغي أن تعقد على ما يقول ( خُنصراً ) ... وكنت موقناً أن مُعتمدنا الهُمام قد ألقى ( منجله ) في حصاد غيرما وقته ونام ... وظني الآن أن ( الهمة وحدها ) لن تكون الحل لمعضلات أظنها تطوق إنسان الوسط الذي تصرم عليه الدهر وظل الآخرون يرتفعون من حوله لا ينكسر لهم غرض ولا يُرد لهم طلب ولا يرتفع عليهم من أحد .. وقد ظل الوالي ومعتمدنا ( يكدون ) علينا صباح مساء وخيرهم ( قليل ) وشرهم ( مُستطير ) .. ولن يكون حال ( القطينة ) بأفضل حال من الباقين لولا تلك الهِمة التي ( تسورت ) معاصم رجالها ) وخرجت نسائها من ( لص ) الكسل إلى مزيد من النشاط والعمار .. وإني هنا بمكان من التفاؤل لما وجدت من ( ثُلمة ) صغيرة عبر بوابة الدخول فلعلي في قادم الأيام آتيكم من النبأ بالمزيد . فقد باع المعتمد كل شئ ولم يبق لأهل عروس النيل إلا تلك ( الهِمة ) !!!! ( 2 ) خرجنا من مطار الخرطوم قبل الرابعة صباحاً ... خرجنا من صالة القدوم والخرطوم ( نائمة ) وكأن ضجييج العالم من حولها والإنفصال وتداعياته لا يعنيها في شئ .. تذكرت قريبي الذي استشهد في الجنوب وقد دخل الأحراش وغيضانها في زمن غابر ليس كاليوم حيث كانوا يتترسون والسماء تهلهم ماطرة والأرض ملتهبة بألغامها وقد ناطحوا الجدران بالجدران وقد فقدهم ذويهم واشتد عليهم فقدهم وبكوهم كالعُكر الجلال وأكثر ولم يكن بنا فراسة إذ ذاك لنقول لهم كفوا حسبكم إنها لعبة الساسة ولو كان فينا رشيد لقال لهم على ( رُسلكم ) .. منعطفات طريق الموت بادية ك قطع الليل المُظلم يتبع بعضها بعضاً فتنبت حيناً وتجتمع أُخرى نذير شر أراه بعيني ولكن إدلهام الليل بدأ بالتشظي رويداً رويداً وبدت العواكس المنصوبة عند المُنعطفات تأتي أُكلها .. فتنير لك بعضاً من دروب ومنعطفات طريق الموت ... من على البُعد بدت جنة بلال ك ( عروس مُعصفرة ) في يوم زفافها .. رغماً عن بعض العتمة حينها جرت الدمعات سجاحة سخينة شوقاً للقاء الوالدة كأنها خائفة في ثناياها خُطوب .. ولم يكن ذلك إلا حديث نفس ذهب في حينه .. ( 3 ) والناس هنا ينظرون من الأعراف ينتظرون نهاية حكم الكيزان .. ولم ينقطع الأمل والتأويل في هذه المدينة وهي تنتظر التغيير القادم .. وهؤلاء القوم قد رموا الوطن المبتور ب ( فيفاء قفرة ) وكانوا يظنون أنهم يطالون عرش ( السماك ) ملك وسلطان وعز .. ولكن هيهات .. فقد ظهرت الحقيقة جلية في كبد السماء لا بل ك ( عُرف الديك ) يستبين ( ضُحى ) .. وستزول كما ثُل عرش عبساً وذبيان إذ زلت أقدامها مع النعل .. وقد ذُهل أصحاب العقول وعجزوا بفطنتهم عن إدراك كُنه هؤلاء القوم وحاروا وتشاخى الصغار ملأ السمع والبصر .. ذُهلوا لما رأوا ضحك الثوار المزعومين عليهم إذ وعدوهم رفاهية وأمن وسلام وعدالة ملأ السمع والبصر يأمن ُفيها خائفهم ويُنصر فيها ضعيفهم ، يربح فيها التاجر ويتعبد في ظلالها المتدين ؟؟ فقد سفهوا أحلام شعب لأكثر من عشرين عاماً وجعلوه يجهل مع الجاهلينا كتسفه الرياح مُهتزة أعاليها من الرياح النواسم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ومن يعش عشرين عاماً ... لا أباً .. لك يسأم أبو أروى - القطينة 03-08-2011