بسم الله الرحمن الرحيم النظام يبلع تهديداته لجنوب السودان ناشفاً ويقول سلفاكير لن يحتاج إلى تأشيرة زيارة ! عبدالغني بريش اليمى // الولاياتالمتحدةالأمريكية [email protected] ليه ما بحتاج لتأشيرة زيارة ! مش أجنبي ولا أنا غلطان يا ناس الإنقاذ ؟ عندما علم نظام الإنقاذ بنتائج استفتاء جنوب السودان والذي جرى في يناير 2011 ، وصوت فيه الأغلبية الساحقة من الجنوبيين لإستقلال دولة جنوب السودان - هددت حكومة الشمال بعدم السماح لأي جنوبي بالبقاء في الشمال بعد التاسع من يوليو 2011 وهو التاريخ الذي إنفصل فيه جنوب السودان عن شماله رسمياً ؛؛ وبالفعل تعرض عدداً كبيرا من الجنوبيين للخطر في أرواحهم وأموالهم وممتلكاتهم منذ استقلال الجنوب على أيدي مواطنين شماليين مواطنين - ومن هذه الحوادث المؤسفة حادثة حرق القطار الذي كان يحمل جنوبيين إلى دولتهم الجديدة في المجلد وبابنوسة ، ومات في الحادث عدد غير محدد منهم وجرح آخرين وفقدانهم لممتلكاتهم دون أن تنظر السلطات السودانية في خليفة الحادث وتقديم الأشخاص المسؤولين للمحاكمة . تصريحات حكومية شمالية كثيرة أيضاً دعت إلى الإنتقام من دولة جنوب السودان لإقامتها علاقات دبلوماسية وسياسية كاملة مع دولة إسرائيل التي تعتبرها هي عدوها التأريخي - كما أن أعضاءاً بارزين ومتنفذين في حكومة البشير هددوا بإجتياح الجنوب إذا لم يوقف دعمه للحركة الشعبية قطاع \" الشمال \" ، ومنعت الحكومة ذاتها التعامل الإقتصادي والتجاري مع الدولة الوليدة بعد أسبوع فقط من الإعلان الرسمي لإستقلاله ، والتهديد بحرمان الجنوبيين المقيمين في الشمال من الجنسية المزدوجة ، وتهديدات أخرى . كنت أعتقد بأن النظام الحاكم في شمال السودان الذي أطلق هذا الكم من التهديدات العشوائية سيكون قادراً على تنفيذها ، لكن تأكد لنا بما لا يدع مجال للشك , بأنه مجرد نمر من ورق , وذلك استنادا إلى هذا الخبر الذي جاء في صحيفة الوطن السودانية بتاريخ الخميس 6 اكتوبر 2011 : (( أوضح الناطق باسم الخارجية العبيد أحمد مروح أن الدولتين لم تقرا حتى الآن نظام التأشيرة بينهما، مرجحاً أن تتزامن زيارة سلفاكير مع بدء المفاوضات المتوقعة بين الحكومتين . وأشار إلى أن وزارة الخارجية أجرت اتصالات مع القائم بأعمال سفارتها في جوبا ووزارة خارجية الجنوب لمتابعة الترتيبات الجارية للزيارة )) . السؤال هو : لماذا لا يحتاج شخص أجنبي يحمل أوراقاً أجنبية إلى تأشيرة دخول للبلاد ؟ طبعا عذر الناطق الرسمي بإسم الخارجية السوانية بعدم حوجة سلفاكير الأجنبي لتأشيرة زيارة إلى العاصمة السودانية الخرطوم لعدم اقرار الدولتين لنظام التأشيرة عذر أقبح من قبيح ، فالجنوبيون أصبحوا أجانب بمجرد إعتراف الخرطوم بالدولة الجديدة ، فهذا الإعتراف الرسمي يعني اقراراً لتأشيرة الزيارة والدخول ، وإلآ لماذا يوجد قائم بأعمال سفارة الخرطوم في جوبا ؟ . السبب الحقيقي لهذه اللهجة التي تبدو تصالحية في ظاهرها من نظام الإبادة الجماعية الحاكم في الخرطوم تجاه دولة الجنوب ، هو أن النظام مزنوق جدا جدا ، اقتصايا وسياسيا ، ولذا غيرّ من تكتيكاته وخطابه الخشبي إلى لغة تحتوي هي الأخرى على مفخخات سياسية . إن اللغة التي لجأ النظام مؤخراً إلى استخدامها تجاه الجنوب تؤكد أنه يعاني من ضعف في بنية اقتصاده ويبحث عن طوق للنجاة ، وقد ازداد هذا الاقتصاد ضعفا مع إنفصال الجنوب وذهاب 80% من بترول السودان معه ، وليس هناك شئ ينقذ هذا الاقتصاد إلآ خضوع البشير لشروط سلفاكير مارديت ، وفي أفضل الأحوال استرضائه بكل السبل ، وإلآ فإن هذا النظام لم يصمد طويلا أمام الغلاء الفاحش في السلع الأساسية والضرورية وعدم الإستقرار السياسي في البلاد مع الحرب المشتعلة في كل من جبال النوبة والنيل الأزرق منذ شهر يونيو المنصرم . يجب على النظام السوداني عدم ممارسة النفاق والإستهبال كقوله مثلا إن رئيس دولة جنوب السودان لا يحتاج إلى تأشيرة دخول إلى دولة شمال السودان ! هذا الكلام فيه تضليل عظيم ، فإذا كان بعض الأجانب لا يحتاجون إلى تاشيرة دخول من سفارات الخرطوم في الخارج ، فإنهم حتماً يحتاجون إلى تأشيرة دخول في نقاط الدخول - كمطار الخرطوم مثلا - فلماذا الضحك على الناس والقول بأن تأشيرة الدخول تحتاج لإقرار بين الدولتين ؟ فلماذا هذه الجرسة والرجفة ؟ وبعدين كون النظام أعفى سلفاكير من تأشيرة الدخول - فهل هذا يعني أن كير سينسى ما فعل نظام الخرطوم بأهله ويقول كل شئ تمام التمام ؟ . وأيضاً - أليس النظام نفسه اشتكى مرارا وتكرارا من علاقة جنوب السودان بإسرائيل - بالقول إنه أصبح وكراً ومحطة لوكالة الاستخبارات الإسرائيلية \" الموساد \" ؟ ومش كان من الحكمة أن تفرض السلطات السودانية تأشيرة دخول لناس جنوب السودان طالما النظام يخشى من ناس الموساد ويقول إنهم موجودون في جوبا ؟ هذا النظام إذا كان مقتنعا فعلا بإتهاماته لدولة جنوب السودان بإحتضانها للموساد ! فإن عليه منح تأشيرة الدخول لفخامة الرئيس سلفاكير مارديت والوفد المرافق لسيادته ، لأنه قد يكون من بين المرافقين الجنوبيين ضباطاً موساديين ، مما قد يضع الأمن القومي السوداني في مرمى الهدف الإسرائيلي - يعني ( ممكن يكون مع الجماعة الجايين الخرطوم ديل واحد بتاع الموساد) . في الختام لستُ ضد لقاء قادة دولة جنوب السودان مع ناس شمال السودان ، لكن دون نسيان أن التُهم التي وزعها نظام البشير على دولة جنوب السودان الوليدة كبيرة ، ولا يمكن أن تمر بدون أن يدفع أهل الإنقاذ الثمن ، وأن لا تسعى أي جهة بإغراء الجنوبيين وإغوائهم لإقناعهم بالتنازل عن حقوقهم الوطنية والقومية . والسلام عليكم