حديث المدينة (اللي .. بعده)..!! عثمان ميرغني صنم رابع هوى.. الأول كان صدام حسين.. الثاني زين العابدين بن علي.. الثالث حسني مبارك.. الرابع معمر القذافي.. ولا تزال صالة المغادرة تنتظر إكمال إجراءات الآخرين.. القاسم المشترك بينهم جميعاً.. أن الرجال الأربعة لم ينعم الله عليهم بالعبقرية أو الذكاء أو التميز الذي يستحق صاحبه الخلود والمجد.. كانوا مجرد رجال أكثر من عاديين.. لكن موهبتهم الوحيدة أنهم جميعاً كانوا مصاصي دماء.. قادرين على إراقة دماء شعوبهم كما يريقون الماء في أحواض الزهور.. وبالتحديد العقيد معمر القذافي.. كان شاذاً في كل تصرفاته.. معتوه أو مجنون لا يعرف كيف يتحدث أو يتصرف.. المرة الوحيدة في حياتي التي رأيته فيها كفاحاً.. في فنزويلا في قمة أفريقيا وأمريكا الجنوبية.. نصب خيمته في ساحة الفندق الذي أقيم فيه المؤتمر.. وكنت في قاعة المؤتمر عندما مر من أمامي مباشرة محاطاً بسرب من الفتيات الحارسات.. يلبس جلبابه المزركش الطويل ويوزع الابتسامات على المتفرجين على مركوبه المثير للدهشة والضحك معاً.. ومع ذلك أقام في شعبه رئيساً ل(42) عاماًً كاملة.. حتى أسأنا الظن بشعب ليبيا.. بصراحة.. ظننّا أن شعب ليبيا قطيع من الحيوانات الداجنة.. فما دام حاكمه مجنوناً ينطبق عليه قول شاعرنا أبي الطيب المتنبي: ومثلك يؤتي من بلاد بعيدة ليضحك ربات الحداد البواكيا لكن ثورة (17) فبراير 2011 برهنت أننا لم نعرف شعب ليبيا حق معرفته.. الشعب الأعزل من السلاح الذي لما خرج للشارع في ثورة جماهيرية سلمية.. وجه له القذافي كل آلته الحربية. لم يتردد الشعب أو يعُد إلى خدره.. حمل السلاح.. تدبروبا عليه خلال يوميات الغضب.. وصاروا يقارعون العقيد المجنون ضربة بضربة.. وطاردوه مدينة فمدينة.. إلى أن كانت المفاجأة الكبرى حينما باغتوه في لحظة أذان المغرب يوم عشرين من رمضان الماضي.. فانقضوا عليه في عقر عاصمته .. فهرب.. وصار طريداً.. انطبق عليه نفس ما شتم به شعبه. (الجرذان) فصار يتخفي من حجر إلى جحر.. حتى اندكّ آخر معاقله.. ولم يكن أمامه من مهرب إلا الموت.. أجدني مداناً لشعب ليبيا باعتذار.. على كل الظنون –وبعض الظن إثم- التي ظلت في أذهاننا.. عندما ظننا أن المجنون لا يمكن أن يحكم إلا شعباً من المعتوهين.. ويستمر القطار في سيره.. ليركب عليه مسافرون آخرون.. قريباً جداً بإذن الله يلحق الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ليحصل على البطاقة رقم (5).. بعد أن أكمل النصاب القانوني المطلوب من دماء شعبه والأرواح التي قطفها برصاص جيشه وعسكره. ومزيد من البطاقات جاهزة.. البطاقة رقم (6).. و(7).. إلى آخر البطاقات. لماذا لا يعتبر الحاكم بنهايات غيرهم.. فيقرروا أنه (بيدي .. لا يد عمرو).. يقدموا استقالاتهم وهم في عنفوان حكمهم.. التيار