وبعدين في لعبة الحريق هذه؟! محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] الفاصل اللغوي بين .. المغامرة.. والمقامرة..ليس الا تبادل حرف من الحرفين الجارين في معابر ومخارج الكلام ، وكثيرا ما يأخذ علينا بقية الناطقين بلغة الضاد . اننا في السودان .لا نحسن تخريج هذين الحرفين ضمن كليات النطق بهما . فنجعل القلب غلبا . والغفران ..قفرانا ! ونحن بحكم خروجنا من حدودنا وربما هذه واحدة من محا سن الشتات في أرض الله الواسعة. وانتشار القنوات التي تتلاطم موجاتها في بحور الفضاء الاوسع. اننا ايضا قد وجدنا ركوب الفزرة في ألسنة من يدعون انهم مضريون خلّص أو عدنانيون من أبوكفة. أو قحطانيون أقحاح ! فأهل الخليج تتداخل عندهم حروف الضاد والظاء .. فيما أهل المغرب يستعصي عليهم حرف الثاء.. ولعل كل الذين نطقوا كلمة الثوار في معمعة التغطية الاعلامية لثورة ليبيا ، ما كانوا لينطقوها على مختلف مستوياتهم الثقافية ، الا توارا . أما استبدال القاف الفا في اللهجة المصرية والشامية فهو تنضح به المسلسلات التي تراجعت قليلا مع هجمة أخبار الثورات ..يا ..ألبي عليها. وحيث أن موضوعنا مرتبط ضمنيا مابين ألسن العرب ومسلسل الثورات. التي لاتبتعد كثيرا في نتائجها عن الحريق الذي يعقبه التناحر وليس اعادة البناء . وكما كان مدخلنا الى الحديث هو ذلك الحريق. نجد انها كلمة ايضا مستخدمة في التعبير عن حالات بعينها لاتبتعد كثيرا في المعنى. فمثلا عندنا في السودان ( المقامرون ) لديهم لعبة ورق تسمى الحريق . وفي دول المغرب العربي . ( المغامرون ) وهم الشبان الذين يتسللون الى الدول الأوربية عبر مراكب التهريب يسمون هذه الرحلة بالحريق.. والمتسلل المفرد يسمي حارق باعتباره مغامرا لا يبالى بالنتيجة من قبيل ( يا غرّق يا جيت حازما ) تماما كالمقامر في لعبة حريق الورق ، فهو يراهن احيانا بمرتب الشهر وربما يخسره في جرة ورقة أو حتى يخسر منزله وربما عرضه وهو لايبالى . ولا يشعر بعاقبة المقامرة الا بعد حصاد الندم. ذلك بالضبط ما يفعله الديكتاتوريون . فيجمعون في تعنتهم بين المغامرة بتاريخهم السياسي و حكمهم و المقامرة بمقدرات وبناء اوطانهم . فيذهب كل ذلك تحت حوافر حماقاتهم ، ولا يتعظ من يقتفون أثرهم من مآلاتهم السيئة. منذ عهد نيرون وهتلر . فصدام حسين هدد بحرق اسرائيل ، فأحترق هو وبقيت اسرائيل تمد لسانها طويلا وتحيله الى لسان أفعي يحصد ارواح الفلسطينين كلما انطلقت صواريخ الصفيح من ورشة الجهاد الاسلامي لتحرج حركة حماس التي اعتزلت لعبة الحريق واستعاضت عنها بلعبة حكم الشايب التي تبدل اوراقا كثيرة بكارت الولد شاليط! الراحل / الأممي القذافي..هو الاخر خرج من الساحة الخضراء مرة هابطا اليها من طائرة هيلوكوبتر قبل الحظر الجوي في رواية غير مسنودة أو خارجا من ممر ارضي محصن حسب رواية الثقاة الأكثر اعتمادا ، وذلك لتعذر المغامرة بالمرور عبر الشوارع التي يؤمها الملايين وهو الذي يسكن قلوبها كما كان يباهي بعدم حصول الناتو عليه الا في سويداء تلك القلوب. هو الأخر أعلن انه سيحيل ليبيا حريقا لن يستثني جحرا لجرذ. فخسر لعبة الحريق ، حينما غا مر بالخروج صباحا من قلعته الحصينة سرت ، فسحبته يد الثوار من طاولة المقامرة وحرقت كرته الأخير ، لتنطوي صفحته الى الأبد! وهاهو شبل الأسد المحصور في بقايا العرين المتهالك يخرج علينا اليوم مهددا بحريق كبير لن يبقي ولن يذر اذا ما اقترب منه أحد مغامرا بلمس شاربه من الأمام. أو دنا أحدهم مقامرا بالعبث في الناحية القريبة من ذيله. ولم يفسر العارفون بلعبة البوكر والحريق معنى هذا الكلام الكبير ولو يتكرموا مشكورين بتنويرنا عن الورقة الهامة التي سيرمي بها الشبل المخدوع ، في نهاية اللعبة ! حتي نحتاط نحن الذين لانملك من ادوات اطفاء الحريق الا. مظاهرات علمائنا الأجلاء التي حرستها الحكومة من العين والحسد . حتي لا تتحول هي الأخرى الى حريق يجيد أهل السودان اصول تحريك لعبته في طاولة الثورات ، وان بدوا الى حين لاهين عن ذلك وهم يرددون في عدم مبالاة .. ( دّور بينا البلد داك أحرق الجازولين يا البابور جاز ) ولعلهم يقصدون الجاز الوزير الذي ساهم في اخراج الجازولين والبنزين لتحترق اباره في لعبة مغامرةالسلام الأعرج وطاولة مقامرة نيفاشا التي كسبها الجنوبيون الذين سبق أن هددتهم الانقاذ في ايام جاهليتها الأولى بسياسة الأرض المحروقة . فتراجعت عنها بعد أن حرقتها المديدة .. وأهو.. كله حريق! والله المستعان .. وهو من وراء القصد..