(1-3). [email protected] عرض سياسي. عندما ننظر للساحة السياسية السودانية يصيبنا احساس بالحباط تجاه مستقبل السياسة في السودان وذلك ناتج طبيعي لحالة الهرج السياسي للمؤتمر الوطني والعجز القاتل لاطراف المعارضة السياسية المدنية والنظرة الاقصائية لقوي الهامش السياسي تجاه المركز. بدايةً لابد لنا من تسليط الضوء علي مواقف المؤتمر الوطني السياسية باعتباره القوة المؤثرة سلباً في الساحة السياسية ولنتمكن من ذلك لا بد ان نستصحب تأثيرات الربيع العربي الحالي في اقليمنا فنجد ان المؤتمر الوطني يحاول الخروج من المأزق الحالي سواء اكان اقتصادياً او سياسياً بطرق موغلة في الانتهازية كعادته دوماً فنجده اقتصادياً مثلاً وصل حد التملق لرجال الاعمال امثال الوليد بن طلال في اشارة واضحة لعجزه عن اقناع دول الخليج بدعمه وذلك لفقدانه ثقة هؤلاء في استخدامه الصحيح للاموال وهو نفسه غارق في صراعاته الداخلية بين جناحين الجناح الاول يتحدث عن فتح المشاركة في الحكم للاحزاب السياسية حتي لو كانت صورية وحتي هذا الجناح نفسه رغبته هذه لها هدفان سياسيان الاول هو برغماتي صريح لتجاوز اثار الثورات الشعبية العربية بتشكيل حكومة من الطيف السياسي وتجاوز المواجهة الشعبية باعتبار ان الاحزاب مهما ضعفت وقمعت تستطيع ضبط ايقاع الجماهير المطالبة بالتغيير ودونكم الثورتين المصرية والتونسية. اما الهدف الثاني فهو مزدوج المقاصد ويتمثل فيانه بدل ان يتحمل المؤتمر الوطني وحده تبعات الانهيار الوطني المتمثل في انفصال الجنوب والفشل الاقتصادي الناتج من سياساته فلتكن اللعنة الشعبية الموجهة للحكومة موزعة علي كل الاحزاب. الجزئية الاخري في هذا الازدواج هي محاولة تجنب الصراع الداخلي مع الجناح المتشدد الذي يري انه وبوجود الجيش والقوات النظامية الاخري الي جانبه لا خوف علي سلطة المؤتمر الوطني وان الضغوط الخارجية مهما عظمت يستطيع النظام تجاوزها عبر باب المساومات السياسية والامنية مع المجتمع الدولي وكمثال لذلك الارتماء في حضن ايران لابتزاز امريكا ودول الخليج وفي نفس الوقت التعاون مع حلف الناتو والثوار الليبيين ضد نظام القذافي في شكل يوضح مدي انفصام الشخصية التي يعانيها المؤتمر الوطني في سياسته الخارجية. هذان الجناحان يقودان النظام حالياً والبشير مستفيد شخصياً من هذا التناقض لان اي من الجناحين يزايد في مواقفه الداعمة للبشير في محاولة لاستمالته الي جانبه والبشير مستمتع بهذا لكن الشئ الذي يسترعي انتباهنا هو ان البشير في خطابه الاخير في الكرمك رغم احتشاده بالالفاظ لم يتعدي بكلمة علي امريكا مع ان الرجل تلقائي جداً خاصة في خطبه المرتجلة مما يعني اما انه قد نضج سياسياً باعتبار ان كلماته لا بد ان تكون محسوبة او انه ينظر لمؤتمر المانحين المزمع عقده في تركيا في بنظرة الاستجداء لذلك كما يقول اهل الكرة (هدي اللعب شوية)... نواصل ان شاء الله.