[email protected] لو وجدت كلمات تعادل مقام المحتفي به لما عجزت عنها لكن بعض الهامات تعلو عن ان تعادلها كلمات المديح مهما بلغت جمالاَ والقاً فلكم سيدي العتبي حتي ترضي. السيد الحبيب الامام الصادق المهدي رجل تحس معه بمعني ابيات المتنبي التي اراد بها مدح ذاته وما دري ان سيأتي بعده من ينطبق عليه هذا البيت: انا الذي نظر الاعمي الي شعري.. واسمعت كلماتي من به صمم هذا البيت ينطبق تماماً علي السيد الامام لاننا لو نظرنا للساحة الفكرية نجد الامام ركيزة اساسية بين مفكري السودان والعالم الاسلامي ولو دلفنا للساحة السياسية هذا الرجل ومنذ ولج السياسة السودانية في خمسينات القرن العشرين وحتي الآن لم يتنازل عن المركز الاول لاحد من اقرانه نعم يتغيب احياناً لكن دوماً هو الذي بيده تتحرك بركة السياسة الساكنة في السودان. رجل يجبرك علي احترامه لانه لا يري الا بشوشاً مبتسماً حتي في وجه الد خصومه كأني به يتمثل قول الحق سبحانه وتعالي ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي احسن ).السيد الامام رجل تمثلت به قيمة التسامح في اوضح صورها وانت تراه يترحم علي السفاح جعفر النميري رغم كل ما فعله هذا الاخير وتلك لعمري مقدرة لا تعادلها شجاعة الدنيا بأكملها. بل وحتي مع الانقاذ تري الرجل يبذل النصيحة تلو النصيحة لان الرجل يضع نصب عينيه الوطن قبل الحزب والشعب قبل الطائفة. هذا الرجل في صفاته الانسانية تري معني الاسلام الوسطي المعتدل النقي من دنس طرفي النقيض المتطرفين والمفرطين. هو الذي تجد لديه الرؤية الوسطية المستنيرة التي تنفذ لعقلك قبل ان تخاطب عواطفك. رجل حتي مع الغلاة في الدين تجده لين العريكة هادئ الصوت يخاطبهم بلغة المرشد الحاني لا المخالف الحانق وتجدهم يرمونه بأقذع الالفاظ وما سمعنا له رداً تخطي حدود الادب لا لشئ الا تمثلاً بقوله تعالي وعباد الرحمن الذين يمشون في الارض هوناَ واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما). السيد الامام سياسياً قد تختلف معه او تتفق لكن دوماً وطوال تاريخه تجده شاغل الناس بخطواته السياسية واجمل ما فيها ان بقية اقرانه يبادروا بمهاجمته والتقليل من شأن خطوته وقراره ومن ثم بعد قليل من الزمن تجدهم قد ساروا في طريقه واتخذوا خطوته بل ويسابقونه فيها لا يعترفون بانهم ساروا علي منوال الامام لانها آفة السياسيين السودانين الا وهي الكبر والغرور الزائف وغمط حقوق الاخرين وكدلالة لهذا المعني يمكن للواحد منا الرجوع الي كل التغيرات الكبري في الساحة السودانية من لدن مصالحة النميري في عام 1977م الي اتفاق الحزب الاتحادي مع المؤتمر الوطني الحالي مروراً بجيبوتي والحكم متروك لكل من القي السمع وهو شهيد. السيد الامام يحسب له انه لم يدخل منصباً الا باختيار الناس وتلك لعمري خصلة يندر وجودها او قد لا توجد في دول العالم الثالث ان يكون هنالك مثقف وزعيم طائفة ورئيس تيارسياسي وليس حزباً فقط وتعرض عليه الفرصة للمشاركة في الحكم الشمولي ويرفض بكل بساطة لأن ايمانه بالحرية والديمقراطية يمنعانه من ذلك هذا التمسك الذي اورده المعتقلات ومصادرة ممتلكاته لكنه لم يجبره يوماً علي الانحناء لرغبات الدكتاتوريين او بيع مطالب شعبه في سوق النخاسة السياسية. سيدي الامام وانت تكمل عامك السادس والسبعون اليوم امدك الله بالصحة ودوام العافية . هي ولا شك رحلة طويلة في سوح العمل السياسي والفكري والانساني وتجربة ثرة بالمفيد والمهم فهلا تفضلت بحصرها في سفر يحكي عنها لانها وبلا شك قد تصبح مرجعاً لنا وللاجيال القادمة تحكي رحلة رجل لا زالت مستمرة . رحلة رجل لم تكبله قيود النسب من ان يبذ المفكرين في مجالهم ولا قيود الطائفة من التحول لرمز قومي ولا قيود الوطن الجغرافية من البروز كشخصية تمثل الاسلام في ابهي صور اعتداله في العالم الاسلامي. في الختام السيد الامام ننقده ونشيد به لكن يحسب له انه وبعد ستة عشر عاماً من حكم النميري نجح في ظرف عام واحد ان يقود حزب الامة لنصر انتخابي يشبه المعجزة لحزب كان وما زال صاحب البلاء الاكبر في التصدي للشمولية. هذا النصر وحده يكفي كشاهد علي قيمة القيادة ومقدرتها. بقي ان نقول فيك سيدي الامام انك وبايمانك بالديمقراطية وحرصك عليها في دولة من افريقيا ودول العالم الثالث وعند رؤيتي لنقد الناس ومدحهم لك اثق في انك من تنطبق عليه مقولة الرجل الذي سبق زمانه ومكانه. لكم سيدي كل التحايا وعاطر الامنيات بموفور الصحة والعافية والسلام عليكم.