حلاقة الانقاذ.. ورؤوس اليتامى! محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] كثيرا ما يضرب مثل تعلم الحلاقة أو الزيانة بالبلدى في رؤوس اليتامي على مجرب المهنة التي لم يتقنها عن دراسة أو تخصص ، فلا يثق فيه الزبائن فيضطر الى ممارسة مهنته بالمجان في الذين لا حيلة لهم الا القبول بمقدار خبرته المتواضعة ، اما لضيق ذات اليد واما لانهم لا وجيع لهم يدافع عنهم مهما بلغ الضرر برؤوسهم من التسلخ والتشوهات وما يعانونه من ألم تحت وطأ ة حدة أمواس وايادي الحلاق المتسلط الراجفة ، ولعل أطرف ما يصل اليه ذلك الحلاق وهو متشبث برأس اليتيم الغلبان في اصرار ، أنه حينما يعجز عن عمل الحلاقة ( الكاريه ) وتفشل كل محاولات تقييف الرأس من كل الجوانب وتنفلت المسالة من بين خبرته الضعيفة رغم طول المدة التي يمكثها لانقاذ الموقف ، فانه يحسم الأمر باللجؤ الى ( زيانة ) الرأس صلعة ، ليريح نفسه من الأمر برمته ومن ثم يطبطب على جسد اليتيم المجهد من معاناة طول جلوسه على ذلك الكرسي الساخن وهو يقاوم الالام رأسه الناقحة ، و كلمات الحلاق الغبية تكاد تفقع مرارته ، بقوله ، أن شعر رأسك سينبت قريبا ، وسا ظبط لك المرة القادمة حلاقة لن يكون مثلها لا في أمريكا ولا اليابان ! وهكذا نحن مع تجريب الانقاذ الاقتصادي ولكن بالثمن الغالي للفشل، لو أخذنا جانب الفشل الاقتصادى ، فقط كمفردة واحدة من تجاربها على بلادنا ، الآن هي تفعل معنا مثل ذلك الحلاق ، لم تستطع أن تحسن ادارة اقتصادنا ، وتعترف بذلك ، ولكنها بكل بجاحة المصر على معاودة التجربة في رؤوسنا ، قالت لنا نعيما على اعادتكم الى مرحلة حلاقة ( الزيرو ) وتعدنا بعقدين آخرين من الزمان على رأي تاجر العملة الطليق دكتور قطبي ، ومن ثم فعلينا أن ننتظر بلوغها مهارة اصحاب الصالونات الفاخرة ، لتعيد ترتيب الحلاقة بصورة ، يحق لنا بعدها أن نتباهي بها ونحن نغرس أمشاطنا وخلالاتنا في الشعر المموج ، بفضل نجاح التجربة القادمة !التي تعدنا بها حكومة انقاذنا الرشيدة ! في كل البلاد تحدث الازمات الاقتصادية ، لكن المعالجات لاتتم بالتمنيات ولا بالاستخفاف بالازمات ، وانما بالمحاسبة الشفيفة التى تؤدي الى طرح الثقة في الحكومات ، بل وقد تضطر بعضها الى العودة للناخب ليقول رأية في برامج معالجاتها ، فان هي اخفقت في الحصول على ثقة الناس توارت لمن يملك حلولا انجع ، لامن قبيل التجريب في رؤوس يتامتها وأنما بطرح برامج جادة ، وان كان فيها معالجات تصل الى مرحلة الكي ، فيتقبلها الناس بوعي المشارك القانع باسباب ودوافع الازمة التي تكون مطروحة على بساط الشفافية ، ومعروفة لابسط مواطن ! مشكلتنا الآن هي مركبة ومعقدة وليست ازمة عابرة ، يمكن تجاوزها ، كما تفعل الدول التي تدرك اين نقاط ضعفها وكيف تسعي لتقويتها !ولديها بدائل ومصادر الحلول الداخلية والخارجية وتعرف كيف تسّخر الموارد ، وترشد الانفاق وتوجه الانتاج ، ويتم ذلك كله دون أن تصدأ عجلة الحياة المعيشية اليومية للمواطن ولا يفتقر الى أساسيات معيشته المعتادة بالقدر الذي يهدر كرامته ، وقبلا كرامة الدولة لتصل الى مرحلة التسول ، حتي من دولة الجنوب الوليدة! نعم العالم فيه دول كثيرة وكبرى تعاني من ضوائق اقتصادية ، بلغ الحد بشعوبها الخروج الى الشوارع للتعبير عن ضيقهم ، ويكفي أن حكوماتهم لا تسلبهم حقهم في التعبير عن ذلك الضيق ، نعم هي تواجه حالات الانفلات والتخريب ، حفاظا على الممتلكات والأرواح وحق التعبير في ذات الوقت وهي معادلة لاتحسمها طلقات الرصاص الحي ولا قصف المتظاهرين بالدبابات ، ولا بوصف نافع لهم وحتي قبل الخروج بأنهم ، ممولين للخروج من الأثرياء الشيوعين ولا بنعتهم بالسكارى ولا بتحديهم بان كانوا رجالا فليخرجوا لمواجهة الة بطش مجاهدى النظام ، وهنا يكمن الفرق في بديهية نشوب الأزمات ، وطريقة المعالجات ! فهل سنصبر على حكمة الانقاذ التي بلغت بنا بعد فشلها في تظبيط الحلاقة في رؤوسسنا الحد الأقصى، وعادت بها الى حلاقة الصلعة ، حتي ينبت شعرنا من جديد لتبدأ في تجريب جديد لاعادة حلاقته ؟ هو سؤال نطرحه ، بحثا عن الاجابة ونحن نتحسس تلك الرؤوس التي تجاوز اذى أمواس الانقاذ فروتها وتغلغل الى العقول التي مسها الاستغفال والاستهزاء بها مبلغا ، عند المثقفين والعارفين ببواطن الأمور وهم ، صامتون ، أما أهلى البسطاء ، فخير أجابة عن نقحة رؤوسهم الدامية ، هي تحسس البطون أولا قبل الرؤوس اليتيمة ، أعانها الله على مصيبتها في حلاقتها ، انه المستعان .. وهو من وراء القصد.