حديث المدينة الله.. في!! عثمان ميرغني نائب رئيس الجمهورية.. الدكتور الحاج آدم.. في يوم ما كانت صوره في الصفحات الأولى.. إعلان كبير يطلب القبض عليه.. فهو المتهم الأول في محاولة تخريبية ضد الحكومة.. وأفلت من قبضة الحكومة ولاذ بالخارج.. إلى أن قيّض الله له مساحة عفو جعلته يعود إلى وطنه وأهله وأسرته مطمئناً آمناً.. وتمددت مساحة العفو عن المتهم الأول.. لينسلخ عن حزبه المؤتمر الشعبي ويعود إلى حزبه الأول المؤتمر الوطني.. ثم يعتلي درجة.. داخل المكتب القيادي ويتولى واحدة من أهم أمانات الحزب.. ثم تنفرج أسارير السياسة عن قرار رئاسي بتعيينه نائباً لرئيس الجمهورية.. الرجل الثالث في سنام مؤسسة الرئاسة.. الحاج آدم في محاولته الانقلابية ضد الحكومة.. ذات الحكومة التي صار نائباً للرئيس الآن فيها.. لم يكن وحده.. كان معه ثلة من العسكريين وثلة من المدنيين.. أما العسكريون.. فأنعم الله عليهم بعفو رئاسي سريع رفع عنهم أغلال السجن وخروجوا إلى أحضان أسرهم والمجتمع.. وظل في السجن المدنيون من الشباب الذين ما أطلقوا رصاصة واحدة بل ولا عمّروا خزائن السلاح بالرصاص.. الشباب صدرت في حقهم أحكام بالسجن (5) و(10) و(15) سنة. أصحاب العقوبة ب(5) سنوات أكملوها بالزيادة وخرجوا.. أصحاب العقوبة ب(10) سنوات ستنتهي مدتهم في مارس القادم، أي بعد أربعة أشهر.. أما أصحاب العقوبة (15) عاماً فهم سينتظرون إلى ما بعد الانتخابات القادمة.. ليخرجوا من السجن في العام 2016.. كل هؤلاء الشباب كانوا متهمين في قضية المتهم الأول فيها صار الآن نائب رئيس الجمهورية.. لكنهم محرمون من درهم عفو.. يفرج عنهم حتى قبل أربعة شهور فقط من نهاية حبسهم.. رغم أن المجرمين المحترفين يطالهم عفو يرفع عنهم أحياناً نصف العقوبة كما حدث أكثر من مرة في مناسبات مختلفة.. لكن النكاية الأكبر.. أنه بدل العفو- تلك القيمة التي مجدها الله في كتابه الكريم - زادت سلطات سجن كوبر العقوبة شدة وبأساً.. للدرجة التي تعذر على الأسر زيارة هؤلاء المحكومين في العيد.. تصوروا.. في العيد.. موسم الرحمة والصلات الاجتماعية.. عزّ على السلطات أن تمنح هؤلاء الشباب نسمة صلات طيبة مع أبنائهم وزوجاتهم وأمهاتهم.. الشباب المحكومين في قضية متهمها الأول في قلب القصر الجمهوري حاكماً في يده القلم.. يا سعادة نائب الرئيس د.الحاج آدم.. من عزّ عليه صنائع المعروف في من زُج بهم في السجن بسببه وتحت قيادته.. لن يرجو شعب السودان منه خيراً.. القائد الحق لا يترك جنوده في صقيع العذاب ويتدثر بدفء السلطة.. يا سعادة نائب الرئيس.. إما أنك موقن أن هؤلاء الشباب ثلة من المجرمين الذين يجب أن يظلوا حتى آخر رمق خلف القضبان.. أو أنت عاجز عن العفو عنهم.. وفي الحالتين.. لا فائدة منك لشعب يرى بأم عينيه القائد بين قوسي النكران أو العجز. ويا أهل دارفور.. الذين باسمكم دخل الحاج آدم القصر الجمهوري.. ماذا ترجون في من لم يستطع فك أسر من كان قائدهم.. كيف يفك أسركم من المحن والفتن.. ما ظهر منها وما بطن؟؟ التيار