قولوا حسنا البترول السودانى..الجمود الضار محجوب عروة [email protected] اذا (تجمد) البترول القادم من الجنوب فى الأنبوب بسبب استمرار (الجمود) فى المباحثات الجارية بين حكومتى الشمال والجنوب فى أديس أبابا فعلى هذا الشريان النفطى السلام اذ سيؤدى الى (جلطة كالدموية) ستقضى حتما على مستقبل العلاقات ومن المؤكد سيكون أثرها ضارا بالدولتين فلا تظنن أيا منهما أن الأخرى هى المتضرر لوحدها.. هذه قناعة المراقبين للمباحثات الجارية سواء الأتحاد الأفريقى الذى يرعى المباحثات أو المجتمع الدولى الذى يتابع كل شئ بدقة.. ثم هناك الصين التى أعلنت وكشفت عن ضيقها وتبرمها من خطورة انهيار المباحثات فهى تتضرر أيضا ومعروف أنها – أى الصين – تستهلك نسبة غير قليلة من البترول السودانى وقد ساهمت فيه مساهمة كبيرة حين ابتعدت الشركات الأمريكية. يقول المراقبون أن الحل الوحيد فى غياب الحكمة والنظرة البعيدة لدى الحكومتين الشمالية والجنوبية والمكاجرات بينهما ومحاولة استخدام بند البترول كقوة تفاوضية ضد الآخر وصلت لحد التشجيع المتبادل لحركات سياسية وعسكرية ضد الآخر، يقولون أن الحل الوحيد هو حل يفرض على الجانبين الشمالى والجنوبى. وهنا ينشأ سؤال أساسى من يفعل ذلك وكيف يتم ذلك وبأى وسيلة سياسية أم عسكرية أم اقتصادية؟ والمدى الزمنى قبل توقف وتجمد البترول فى الأنابيب فتصبح غير ذات فائدة، ففى نيفاشا وقبلها مشاكوس تم ذلك ودفع المجتمع الدولى الطرفين دفعا أحيانا بوسائل ناعمة وغير مباشرة وأحيانا بخشونة ومباشرة والعالمون ببواطن الأمور يعرفون الكثير المثير لأجبار المتعنت على التوقيع بالتلويح بالويل والثبور فتمت نيفاشها وغيرها بخيرها وشرها، ذلك عندما كان الطرفان تحت سقف دولة واحدة وعناصر الضغط على الحركة الشعبية متوفرة و كذلك على حكومة الخرطوم،ولكنهما الآن يتفاوضون وهم دولتين ذات سيادة فما العمل؟ سؤال يحتاج لأجابة عاجلة قبل فوات الأوان فاذا استمر الجمود الحالى فلات ساعة مندم. صعود الأسلاميين ومصير التجارب ها قد صعد التيار الأسلامى بشقيه السياسى والسلفى الى صدارة الوضعية السياسية فى مصر و مثله فى تونس والمغرب وقبلهم فى تركيا من خلال صندوق الأنتخابات الحرة النزيهة ويتوقع أيضا فى ليبيا وسوريا وربما اليمن عندما يسقط النظامان. و استولى الأسلاميون على السلطة فى السودان عبر صندوق الذخيرة أما فى ايران فجاءوا عبر ثورة شعبية استكملوها بأنتخابات مشكوك فيها. وواضح أن الأسلاميين قد برزوا بعد فشل تجارب التيارات العلمانية بشقيها الليبرالى واليسارى الأشتراكى والقومى الذين جاءوا جميعا للسلطة عبر انقلابات عسكرية حكموا بالقوة والأجهزة الأمنية وتعسفوا وفشلوا فى اقامة استقرار أو وحدة أو ازدهار ونماء ولم تكن لمبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان مكان فى أنظمتهم المستبدة الفاسدة الفاشلة ولم يستعيدوا فلسطين بل هزمتهم ديمقراطية اسرائيل شر هزيمة وأخذت أراضيهم. كل ذلك أحبط الشعوب العربية وجعلها تبحث عن بديل فكانت التيارات الأسلامية برفعها الشعار الأسلامى المتجذر فى النفسية والعقلية العربية الأسلامية فشكلت له البديل ولا عجب فى ذلك فالأنسان عندما يهتز ويضعف فالملجأ دائما هو الدين وكذلك عند الشعوب ولعل هذا يفسر صعود الشعار والتيار الأسلامى كبديل للشعارات والتيارات العلمانية والقومية بشقيها الليبرالى والأشتراكى، كما فشلت أيضا التيارات التقليدية وما فشل حزب الوفد المصرى وضعف دوره الآن الا مثالا واضحا لذلك.والسؤال الآن هل يستفيد التيار الأسلامى الصاعد من التجارب الأيجابية كتركيا وتونس أم ماذا؟ نواصل. النظام السورى يراوغ مازال النظام السورى المجرم يراوغ الجامعة العربية ويحاول اللعب بالزمن و دماء الشهداء تسيل فى سوريا. على الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الأسلامى أن يحسموا الأمر فلا ينخدعوا وليحولوا الملف السورى الى الأممالمتحدة ويعترفوا بالمجلس الوطنى السورى ويطلبوا طرد سفراء النظام السورى من كل الدول.