إذا (تجمد) البترول القادم من الجنوب فى الأنبوب بسبب استمرار (الجمود) فى المباحثات الجارية بين حكومتي الشمال والجنوب فى أديس أبابا فعلى هذا الشريان النفطي السلام إذ سيؤدي الى (جلطة كالدموية) ستقضي حتما على مستقبل العلاقات ومن المؤكد سيكون أثرها ضارا بالدولتين فلا تظن أي منهما أن الأخرى هى المتضررة لوحدها.. هذه قناعة المراقبين للمباحثات الجارية سواء الاتحاد الإفريقى الذى يرعى المباحثات أو المجتمع الدولي الذى يتابع كل شيء بدقة.. ثم هناك الصين التى أعلنت وكشفت عن ضيقها وتبرمها من خطورة انهيار المباحثات فهى تتضرر أيضا ومعروف أنها – أي الصين – تستهلك نسبة غير قليلة من البترول السوداني وقد ساهمت فيه مساهمة كبيرة حين ابتعدت الشركات الأمريكية. يقول المراقبون إن الحل الوحيد فى غياب الحكمة والنظرة البعيدة لدى الحكومتين الشمالية والجنوبية والمكاجرات بينهما ومحاولة استخدام بند البترول كقوة تفاوضية ضد الآخر وصلت لحد التشجيع المتبادل لحركات سياسية وعسكرية ضد الآخر، يقولون إن الحل الوحيد هو حل يفرض على الجانبين الشمالي والجنوبي. وهنا ينشأ سؤال أساسي.. من يفعل ذلك وكيف يتم ذلك وبأي وسيلة سياسية أم عسكرية أم اقتصادية؟ والمدى الزمني قبل توقف وتجمد البترول فى الأنابيب فتصبح غير ذات فائدة، ففى نيفاشا وقبلها مشاكوس تم ذلك ودفع المجتمع الدولي الطرفين دفعا أحيانا بوسائل ناعمة وغير مباشرة وأحيانا بخشونة ومباشرة والعالمون ببواطن الأمور يعرفون الكثير المثير لإجبار المتعنت على التوقيع بالتلويح بالويل والثبور فتمت نيفاشا وغيرها بخيرها وشرها، ذلك عندما كان الطرفان تحت سقف دولة واحدة وعناصر الضغط على الحركة الشعبية متوفرة وكذلك على حكومة الخرطوم، ولكنهما الآن يتفاوضان وهما دولتين ذات سيادة فما العمل؟ سؤال يحتاج لإجابة عاجلة قبل فوات الأوان فإذا استمر الجمود الحالي فلات ساعة مندم. صعود الإسلاميين ومصير التجارب ها قد صعد التيار الإسلامي بشقيه السياسي والسلفي الى صدارة الوضعية السياسية فى مصر ومثله فى تونس والمغرب وقبلهم فى تركيا من خلال صندوق الانتخابات الحرة النزيهة ويتوقع أيضا فى ليبيا وسوريا وربما اليمن عندما يسقط النظامان. واستولى الإسلاميون على السلطة فى السودان عبر صندوق الذخيرة أما فى إيران فجاءوا عبر ثورة شعبية استكملوها بانتخابات مشكوك فيها. وواضح أن الإسلاميين قد برزوا بعد فشل تجارب التيارات العلمانية بشقيها الليبرالي واليساري الاشتراكي والقومي الذين جاءوا جميعا للسلطة عبر انقلابات عسكرية حكموا بالقوة والأجهزة الأمنية وتعسفوا وفشلوا فى إقامة استقرار أو وحدة أو ازدهار ونماء ولم تكن لمبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان مكان فى أنظمتهم المستبدة الفاسدة الفاشلة ولم يستعيدوا فلسطين بل هزمتهم ديمقراطية اسرائيل شر هزيمة وأخذت أراضيهم. كل ذلك أحبط الشعوب العربية وجعلها تبحث عن بديل فكانت التيارات الإسلامية برفعها الشعار الإسلامى المتجذر فى النفسية والعقلية العربية الإسلامية فشكلت له البديل ولا عجب فى ذلك فالإنسان عندما يهتز ويضعف فالملجأ دائما هو الدين وكذلك عند الشعوب ولعل هذا يفسر صعود الشعار والتيار الإسلامى كبديل للشعارات والتيارات العلمانية والقومية بشقيها الليبرالي والاشتراكي، كما فشلت أيضا التيارات التقليدية وما فشل حزب الوفد المصري وضعف دوره الآن إلا مثال واضح لذلك. والسؤال الآن هل يستفيد التيار الإسلامي الصاعد من التجارب الإيجابية كتركيا وتونس أم ماذا؟ نواصل. النظام السوري يراوغ مازال النظام السوري المجرم يراوغ الجامعة العربية ويحاول اللعب بالزمن ودماء الشهداء تسيل فى سوريا. على الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أن يحسموا الأمر فلا ينخدعوا وليحولوا الملف السوري الى الأممالمتحدة ويعترفوا بالمجلس الوطني السوري ويطلبوا طرد سفراء النظام السوري من كل الدول.