/ امستردام [email protected] رغم الاوضاع الاستثنائية التي يعيشها اقليم دارفور , وافرازات الحرب التي ما زالت ماثلة حتي هذه اللحظة في الاقليم وما افرزتها من الجرائم والقتل و الدمار والخراب والتشريد الي معسكرات النازحين التي تحيط بعواصم الولايات والظروف المعيشية الصعبة والحرجة لانسان الاقليم جراء فقدان كل وسائل الدخل والاعتماد الكلي للمنظمات الانسانية. الا ان ولاة الولايات في وادي والاقليم في وادي اخر .. فبدل ان توظف هؤلاء الولاة الامكانيات الشحيحة المتاحة لخدمة انسان المنطقة ومعالجة الاشكاليات الموجودة وتسيير الامور في كل النواحي الصحية والتعليمية والخدمية والتحديات الانسانية والامنية والاجتماعية والمجاعة التي تضرب مساحة شاسعة من الاقليم .. ولكن للاسف تسخر هذه الامكانيات في برامج ومشاريع لا علاقة لها بشعب اقليم دارفور من بعيد ولا قريب ولا تمثل اولوية له وانما تزيد من الاعباء والاوضاع الكارثية بالاقليم مقابل ملتقيات ومهرجنات ودوريات رياضية ثقافية تحقق مكاسب سياسية شخصية للولاة لخدمة اجنداتهم الذاتية الغرائزية . رغم الزبد الذي ذهب جفاء في عهد والي شمال دارفور بضياع اموال مشاريع التنمية بميزانياتها المفتوحة من اعمار الدار والنفرة الخضراء والراعي والرعية من دون ان تحقق الولاية اي تقدم ملموس في مجال التنمية والخدمات .. الا ان والي الولاية يخرج إلينا في كل مرة بتنظيم نشاطات كرنفالية جديدة تكلف الولاية الكثير من دون ان تحقق لها اي فائدة تذكر .. فنظمت الولاية في الاعوام الماضية مهرجان القرأن الكريم في مناسبة جمعت مشاركين من جميع انحاء السودان , وكذلك الدورة المدرسية بكل تكاليفها , وايضا اجتماعات ولاة كردفان ودارفور ومجالسهم التشريعية لما سمي بمناقشة قضايا الامن والتنسيق بينهم بعد تأسيس تحالف كاودا , والان في هذه الاثناء تنظم الولاية ما سمي بملتقي قضايا الاعلام بمدينة الفاشر لمدة ثلاثة ايام بحضور وزارة الاعلام الاتحادية ووزارات الاعلام في كل ولايات ما تبقي من السودان فضلاً عن وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ولفيف من الاتباع والمقربين من الوالي في العاصمة ودارفور في تظاهرة سياسية اعلامية تكلف الولاية ميزانية مهولة لترحيلهم من وإلي مناطقهم ومعيشتهم وكل ما يلزم لراحتهم علي حساب واحتياجات انسان الولاية من نازحين ومنكوبي سوق المواسير .. ويخاطب نائب البشير علي عثمان طه يوم غد الاثنين الكرنفال الختامي لهذا الملتقي العبثي التي يستنزف امكانيات الولاية ومواردها المالية علي مقربة من معسكرات النازحين ومنكوبي سوق المواسير. يجئ هذا الملتقي والوالي مهدد بالاعفاء بعد الترتيبات الجديدة بعد توقيع اتفاقية التجاني سيسي بالدوحة ودخول الوالي في صراعات مع التجاني سيسي الذي صرح باعفاء ولاة دارفور وفقاً لقوانيين الطوارئ وتشبث الولاة بشرعيتهم الانتخابية المخجوجة .. فكبر الذي وضع نفسه في خانة رأس الحربة ضد الوافدين الجدد من الدوحة وتصريحاته المستفزة حيالهم .. فهو يصعد الامور اعلامياً بالاساءات والعنتريات ومن ثم يلجأ الي الحشود والتعبئة كما تم في قاعدة الزبير محمد صالح الذي جمع اعضاء المؤتمر الوطني بالولاية ونواب دارفور بالبرلمان وبعض الهتيفة والمطبلاتية ليستعرض عضلاته ضد الوافد الجديد التجاني سيسي .. والان هذا الملتقي الاعلامي العبثي امتداد لحشود الوالي لتحقيق بعض الانجازات والمكاسب قبل ان يبت البشير في امره .. فنأمل ان يعفي هذا الوالي حتي تستعيد الولاية عافيتها وياتي من يحس بحجم الازمة التي تعيشها الولاية ويتحمل المسؤولية ازاء انسان الولاية الان الي ان يتحقق التغيير الشامل المنشود لكل الدولة السودانية في القريب العاجل.