العصب السابع تلاعب بقوت الشعب..!! شمائل النور قبل أيام كشف البرلمان عن رقم فلكي هو قيمة ما يستورد به السودان من الخارج، وهو 100 مليون دولار، وقبلها بأيام كشف رئيس اتحاد الصيادلة عن حجم المستورد من الدواء سنوياً والبالغ 500 مليون دولار سنوياً، هذه قيمة أدوية تضم قائمة طويلة من الأمراض، وتلك سلعة يومية واحدة من قائمة طويلة من السلع الاستهلاكية، فهل الفرق بين قيمة استيراد الدواء سنوياً وقيمة استيراد الألبان فرق منطقي؟؟ إذاً الألبان يُمكن أن تدُرج بحسب قيمتها الفلكية هذه الي قائمة الأدوية باهظة الثمن ثم النادرة..السودان بطبيعته التي خلقه الله بها غني بثروة حيوانية هائلة ينبغي على أقل تقدير أن تقيه شر غلاء اللحوم والألبان.. هاتان السلعتان لا يدخل فيهما مدخل من الخارج،، كل مدخلات الإنتاج محلية لاعلاقة لها بارتفاع سعر الصرف،، لكن القصة هي أنّ القطاع الخاص الاستثماري الذي يعمل في مجال إنتاج الألبان المجففة والمبسترة يحتكر الألبان من داخل المزارع.. في مقال سابق عن أسعار الألبان غير المعقولة أفادني الصحفي محمد عبد الباقي بصحيفة \"أخبار اليوم\" بأنّه تحصل على معلومات واقعية من بعض أصحاب المزارع أثناء تحقيق أجراه عن ارتفاع أسعار اللبن، الحاصل أن إحدى الشركات المنتجة للألبان كادت أن تنشئ أفرعا لها داخل هذه المزارع، تقوم الشركة بشراء كل الإنتاج من الحليب اليومي وبأسعار مغرية إضافة إلى تقديم خدمات أخرى لأصحاب المزارع المحتكرة على شاكلة خدمات علاجية ومدخلات إنتاج وغيره.. مما جعل أصحاب المزارع يفضّلون هذا الخيار الجاذب على أن يبيعوا إنتاجهم خارج المزارع وبأسعار عادية أو أقل من عادية...حسناً،، ينبغي أن يعني هذا الاحتكار على الأقل أن تقدّم هذه الشركات التي تتخطف اللبن الطازج من مزارعه ينبغي أن تقدم منتجات في متناول الجميع وأقل سعراً من المستورد بكثير بل وأكثر جودة منه لكن الواقع يقول غير ذلك، الارتفاع في أسعار اللبن أصبح معياراً حقيقياً لارتفاع غير منطقي في أسعار كثير من السلع الاستهلاكية، والذي لا يشبه ارتفاعه ارتفاع باقي السلع التي تخضع لسعر الصرف مثلاً أو تعتمد على مدخلات إنتاج من خارج السودان. الآن في السوق السعر بين الألبان المستوردة والمنتجة محلياً شبه موحد بفارق بسيط جداً، هذا إن وجد هذا الفرق حتى هذه الساعات، وهذا يضع سؤالا مُلحاً، لماذا يساوي سعر السلعة المنتجة محلياً سعر السلعة المستوردة إن احتكمنا لسعر الصرف، باتفاق الجميع على مدى جودة المستورد، ورداءة المنتج المحلي، وأعني بالتحديد الألبان المجففة.. الاجابة التي ترد بها الحكومة هي أنّ مدخلات الإنتاج بالنسبة للمنتج المحلي باهظة الثمن، نظراً للأسعار عالمياً... استيراد الألبان المجففة بهذا الرقم الفلكي دليل على شراهة استهلاكها وهذا ليس دليل عافية أبداً... عبد الرحمن الخضر ونفر معه أعلنوها قبل أيام، أنّ التلاعب بقوت الشعب خط أحمر.. لكي لا يصبح الأحمر أكثر اخضراراً هذا نموذج لسلعة من مجموعة سلع تتحكم فيها الرأسمالية. التيار