في التنك برلماسي أم برمائي؟ بشرى الفاضل [email protected] الفشل الذي لازم تطور الحركة السياسية السودانية -يقول أمين حسن عمر مستشار رئيس الجمهورية- مرده نخبوية القيادات الحزبية. فالحركة السياسية - يقول المستشار الرئاسي - بما فيها الحزب القائد لا تشمل سوى عدد محدود لا يتجاوز ربع السكان وشيوخ الأحزاب يلازمهم داء النسيان والتوهم ويتمترسون في مناصبهم ويمنعون بروز قيادات شابة باطروحات متطورة. جميل هذا الاعتراف بربع السكان الذي يتشارك فيه الحزب الحاكم مع بقية الاحزاب فهو على الأقل اعتراف يطعن وإن كان بطريقة ملتوية في نزاهة الانتخابات الماضية ؛ حيث أن جميع من شاركوا فيها لا يتجاوزون هذا الربع الذي قال عليه. لكن الفشل في تطور الحركة السياسية ليس مرده ما ذكره السيد أمين بل تدخل الجيش في الحياة السياسية السودانية ؛ فلولا الانقلابات لأكملت البرلمانات المنتخبة دوراتها كل أربع سنوات بشكل طبيعي راتب ولقاد ذلك الشعب لمعرفة قادته الحقيقيين الذين يخدمون قضاياه بحق ولا يخدمون مصالحهم الذاتية أو الحزبية. الإنقلابات تاتي بقادة مفروضين على الشعب يضخم الإعلام سيراتهم الذاتية بما يسوى ولا يسوى.هم يتعلمون الحكم عبر التجربة والخطأ كما يتعلم المزينون المبتدئون الحلاقة في رؤوس الغير؛ ثم يأتون بعد إخفاقهم ليتباكون عن أسباب هذا الفشل متناسين أنهم هم أنفسهم جزء أصيل من المشكل لا الحل. ونصح امين حسن عمر بتأسيس نظام أسماه ب\"البرلماسي\" بدلا عن النظام الرئاسي الذي لا يلائم كما قال تركيبة المجتمع السوداني، وقال ان النظام «البرلماسي» يكرس جزءاً من الصلاحيات للرئيس، ولكن النظام البرلماني يقلل من تلك الصلاحيات ويجعلها في يد الأحزاب، ولم يفت أمين بعد تقديم اقتراحه هذا الذي تأخر لأكثر من عشرين عاماً أن يقول (إننا لا نثق كثيرا في الأحزاب). ونعتقد ان هذه دعوة هوائية جاءت متأخرة فإذا كان النظام الرئاسي لا يلائم تركيبة المجتمع السوداني فلماذا يجعل سيادته من نفسه مستشاراً فيه؟ لماذا لا يستقيل ويطرح مقترحاته هذه -التي من غير الممكن تنفيذها والحال في حاله- من الخارج من دكة المثقفين الحادبين على مصلحة البلد؟ قال نظام برلماسي فهل يقصد هذه الكلمة أم برمائي أم لعل ذلك كان طيفاً راوده من حلم الأماسي؟