جددت الحكومة دعوتها لحركة العدل والمساواة بالانخراط في العملية السلمية بدلا عن العمليات العدائية، ونفت بشدة المعلومات التي رشحت عن مقتل زعيم الحركة خليل ابراهيم نتيجة غارة نفذتها طائرة مجهولة، ووجهت انتقادات لاذعة لاحزاب المعارضة واتهمتها بالتخابر مع دولة اجنبية لاسقاط النظام، وهددت بشن حرب اقتصادية على جنوب السودان حال استمراره في ايواء الحركات المسلحة، وقالت انها لمست قناعات غربية بطي ملف دارفور واحلال السلام. وتوقع رئيس مكتب متابعة سلام دارفور امين حسن عمر، في مقابلة مع برنامج «مؤتمر اذاعي» الذي بثته الاذاعة السودانية امس، عدم بروز تداعيات سالبة على الارض بعد مقتل خليل، مضيفا ان قيادات الحركة ستضطر الى اجراء مراجعة شاملة بعد مقتله لانه كان اكثر تشددا في انفاذ اجندة مسبقة، ونفى الانباء التي رشحت عن قصف طائرة مجهولة لموكب خليل، وزاد «العدل والمساواة اشتهرت بمثل هذا التهويل». وجدد رئيس مكتب متابعة سلام دارفور، دعوته لحركة العدل والمساواة بالانضمام الى عملية السلام، واكد ان «فرص الحوار كبيرة داخل الحركة رغم الخصومة التي بيننا» ، واستدرك قائلا «شريطة ان تنتهج طريق السلم وايقاف العمليات العدائية والانضمام لحوالي 22 شخصا من الحركة ينتظرون السلام في الدوحة» ، وزاد «الحكومة على استعداد لتحاور حتى قاطع طريق قرر ان يضع السلاح». ولوح رئيس مكتب متابعة سلام دارفور بشن حرب اقتصادية واغلاق المنافذ المؤدية الى دولة الجنوب حال استمرارها في دعم وايواء الحركات المسلحة، وتابع «خياراتنا كثيرة ومنها اجراء تدابير مشددة على الصعيد الاقتصادي والذي سيحدث انهيارا للدولة الناشئة»، وذكر ان هناك قناعات غربية باغلاق ملف درفور لضمان اوضاع مستقرة في منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان ، وقال ان مسؤولي الغرب يتحدثون مع الحكومة حول الوضع في المنطقتين اكثر من دارفور، مضيفا «ملف دارفور مجرد ورقة ضغط بالنسبة لهم» ، وقلل من التهديد الاسرائيلي للمنطقة، وقال ان?الدولة العبرية «بعبع روج له الاعلام وعلينا ان نتبع سياسة عدم التهوين والتهويل». وانتقد امين احزاب المعارضة ، وقال ان هناك اكثر من جهة حزبية تتخابر مع دولة اجنبية لاسقاط نظام الخرطوم. وذكر أمين حسن عمر، ان الفشل الذي لازم تطور الحركة السياسية في البلاد مرده لنخبوية القيادات الحزبية، وتابع «الحركة السياسية بما فيها الحزب القائد لا تشمل سوى عدد محدود لا يتجاوز ربع السكان» ، وقال «ان شيوخ الاحزاب يلازمهم داء النسيان والتوهم والامل وتمترسوا في مناصبهم ومنعوا بروز قيادات شابة باطروحات متطورة». ونصح بتأسيس نظام اسماه ب»برلماسي» بدلا عن النظام الرئاسي الذي لا يلائم تركيبة المجتمع السوداني، وقال ان النظام «البرلماسي» يكرس جزءا من الصلاحيات للرئيس، ولكن النظام البرلماني يقلل من تلك الصلاحيات ويجعلها في يد الاحزاب، وزاد «لا نثق كثيرا في الاحزاب».