حديث المدينة القفز إلى الأمام ..!! عثمان ميرغني السيدان الصادق المهدي وحسن الترابي.. تقول الأخبار إنهما تسامحا.. وتعافيا.. ثم قررا التحالف لإسقاط الحكومة.. هذا ما ما قاله راوة الأخبار.. وحيث أن الزعيمين الكبيرين هما من أرباب (السوابق).. لا أقصد سوابق (إسقاط!) الحكومات.. بل سوابق (حكم)! حكومات.. فمن اليقين أن الشعب حتى ولو عزم على إسقاط الحكومة فسيغير رأيه إن لمح في طابور المنتظرين السيدين الكبيرين.. الصادق والترابي. أمس اتصل بي الدكتور بابكر عبدالسلام.. تلاه الأستاذ كمال عمر القيادي بحرب المؤتمر الشعبي.. كلاهما أيدا ما طرحته هنا.. أن إسقاط الحكومة يجدر أن يأتي عبر صندوق الانتخابات.. (ومن تعجل في يومين) ولا يستطيع الصبر العامين المتبقيين.. فليطالب بانتخابات مبكرة.. لكن دعونا نتفق أن أول أركان الإصلاح السياسي المنشود في بلادنا هو التوافق على الاحتكام إلى صندوق الانتخابات.. والعمل بأوفر ما تيسر لتثيبت الضمانات التي تقنع الجميع بنزاهة الانتخابات.. الأستاذ كمال عمر يرى أن الديمقراطية هي سلوك شامل.. وليس مجرد عملية اقتراع تجرى كل دورة برلمانية.. وأنه يجب الصبر عليها واحتمال التدرب عليها.. ويجب التركيز على أن تبدأ من داخل أسوار الأحزاب نفسها قبل القصر الجمهوري.. وفي تقديري هذا طرح متقدم من أحد قادة الحزب الشعبي.. وليت الفكرة تجد لها رواجاً أكبر.. أما الدكتور بابكر عبد السلام.. فهو يتفق مع ما طرحته في حديث الدية أمس.. ومع ما قاله كمال عمر.. بل يرى أن من واجب الحكومة (لضمان الإصلاح الحزبي) أن ترصد ميزانية مقدرة لتمويل الأحزاب.. وفق معادلة لا يشترط أن تكون دقيقة.. لعدم توفر مقاييس لحساب الأوزان الجماهيرية. سبق لي أن اقترحت فكرة (مؤتمر المائدة المستديرة) للتعامل مع القضايا الوطنية الراهنة وتوفير حارطة طريق.. وتمنيت أن لو تفضلت جامعة الخرطوم برعاية مثل هذا المؤتمر لما لها من سبق وموقع وطني.. لكن لم يبدر من جامعة الخرطوم ما يؤكد أنها تقرأ فضلاً على أن ترد على ما يرد الصحف. لماذا لا نعيد الفكرة مرة ثانية إلى السطح.. فلنترك جامعة الخرطوم إن كان يحرجها أن تقع في المحظور الذي وقع فيه سحرة فرعون، عندما قال لهم: (آمنتم له قبل أن آذن لكم).. أي أن مجرد حق التفكير مربوط ب(ترخيص).. وعدم الحصول عليه يورد مصير سحرة فرعون الموارد.. أقترح أن نتبنى نحن في صحيفة التيار فكرة (مؤتمر المائدة المستديرة).. ولمزيد من التجويد في الفكرة.. لماذا لا نبدأ بمؤتمر مائدة مستديرة مصغر.. يضع الملامح الرئيسية للمؤتمر الأكبر الذي يمكن لجهات أخرى أطول ذراعاً وأقوى ظهراً أن ترعاه.. على كل حال.. الفكرة تحتمل مزيداً من الرأي.. التيار