العصب السابع بصيرة الطاغية..!! شمائل النور لا زال بعض طغاة المنطقة يتمسكون بنظرية المؤامرة للبقاء في الكراسي حتى لو كان ذلك على جُثث شعوبهم، بل بإمكانهم أن يحكموا الأرض دون جُثث، هؤلاء حجتهم في \"الخلود\" هي أنهم لا يجدون من يؤتمن عنده الوطن والشعب، وكأنهم قاموا بأداء الأمانة على أكمل وجه، وكأن الأوطان التي هم حكامها ورثوها عن آبائهم، وكأن الشعوب التي يفتكون بها ويقتلونها آناء الليل وأطراف النهار قد اشتروها بحر مالهم، بالتأكيد هو منطق وحجة تكشف بؤس عقلية هؤلاء وأنانيتهم وقصر بصيرتهم وبصرهم، فما دام الحاكم الطاغية الذي يقتل شعبه ويستبيح دماءه ولا يقبل مجرد كلمة تغيير، بالتأكيد هو لا يستطيع التفكير إلا بهذا المنطق الملحد. بعد القرارات القطرية في الجامعة العربية والتي علقت عضوية سوريا كخطوة أولى في طريق الضغط على النظام السوري حتى يجد لنفسه مخرجاً آمناً، ثم أعقبتها بعثة مراقبين عرب،ثم قد تليها قوات عربية،، بعد هذه القرارات سارع اليمني علي عبد الله صالح بإعلان قرب موعد تنحيه خلال أيام وأنه سوف يطير إلى الولاياتالمتحدة، وقد لا يعود، عبد الله صالح ظل يُعلن بصورة متكررة أنه مستعد لتسيلم السلطة، فقط يريد من هو أهل لثقة الشعب حتى يتولى زمام أموره، تناسى أن الشعب عندما خرج ينبغي أن يفهم أنه غير مرغوب فيه.. ولا زالت اليمن تعترك في مرحلة المبادرة الخليجية وقانون الحصانة الذي يقي الرئيس وعشيرته ومعاونيه شر المساءلة القانونية ولو أن المعارضة وشباب الثورة في اليمن قبلوا بقانون الحصانة كان أفضل لها، بناءً على مبدأ أقل الخسائر.. لأنه وبهذه الوضعية لن يتنحى طاغية، ولن يتم تسليم السلطة بشكل يحفظ أمن اليمن الذي تتنازعه القاعدة من جهة والحوثيون من جهة أخرى، وأظن أن صالح لم يجد القوي الأمين حتى الآن.. الشعوب التي خرجت للشوارع أرادت تغييراً حقيقياً، وقطعاً هي تعي أكثر من حكامها الذين لا يرون أبعد من بساطهم الأحمر، تعي تماماً مصلحتها، ودون أقل شك، إن حُرست الثورات التي قامت في المنطقة العربية من اللصوص الذين يجيدون سرقة الثورات والثروات، فلن يكون من السهل حكم هذه الشعوب بذات السياسات القديمة البالية التي تمهد لعقلية مثل التي لا ترى غيرها من هو أهل لائتمان الأوطان.. لكن الواضح أن هؤلاء الطغاة على ظلمهم لشعوبهم فهم يريدون لهم ألاّ ينعموا في المستقبل وهاهم يزرعون بذرة للفتنة والطائفية. العقلية التي يُفكر بها الحكام هي عقلية واحدة في كل شيء، يؤمنون إيماناً عميقاً بنظرية المؤامرة، يظنون أن الخلود قُسم لهم، يحسبون ألاّ أحد غيرهم يؤتمن على الوطن، ويحسبون أنهم يحفظون أوطانهم من شر الأجنبي، في الوقت التي تستغيث فيه شعوبهم بهذا الأجنبي، بل هم أشر من الأجنبي الذي يزعمون.. كم يلزم من الوقت حتى يفهم هؤلاء الطغاة..؟؟ التيار