[email protected] لا يجاهر بصفاته السلبية إلا المعتوه و لا يمشي الخيلاء و يكلم الناس بلا استحياء إلا سيئ الخلق و لا يكلم الناس بكذب إلا عديم الإيمان و إن تعجب فمن رئيس قوم سام الناس أصنافا من الظلم و امتدت يده إلى أموال العامة فاستغنى و أباح المال العام لعشيرته بلا حدود فتوسعوا طولا و عرضا في الضياع و الحسابات المصرفية و لا يزالون .. ثم يأتيك البشير يريد أن يستخف بعقولنا حين يكلمنا بما يملك من ضياع و مزارع و لو كنت الطاهر التوم لنقبت الحقائق قبل اللقاء عن المسجد الذي بناه عمر لأبيه .. كم كلف؟ و هل كان من حر ماله؟ و إن أجاب بالإيجاب كان الحساب ولد. إن قائدا هذه صفته لن يردعه ضمير و لا خشية من الله فكيف باستحياء و خوف من الناس .. سيوغل في الظلم أكثر و لن يدخر جهدا أن يجعل من بشار قدوة له في قمع معارضيه .. لا يهمه غير أن يظل على سدة الحكم مخدوعا بالهالة الرئاسية التي إن أنعم النظر لوقف على أنها وبال عليه في الدنيا قبل الآخرة و حتما سيفر منه مستشاروه و مساعدوه و وزراءه .. أنت يا أيها البشير تقود مركبة فاقدة للصلاحية نحو مصير مهلك و المصيبة أنك تجر معك إلى ذلك المصير بلدا كاملا بشعبه .. تريد صلاحا و إصلاحا؟ فات الأوان .. جف الزرع و الضرع ... تريد تملصا من جرائمك و عفوا؟ فات الأوان .. سالت الدماء و أزهقت الأنفس و ضُيِّعت الحقوق.. انظر قاتلك الله يمينك و يسارك .. فوقك و تحتك .. لن تقف على غير دمار للأنفس و المال و الأخلاق و الأرض و العرض .. لأجل ماذا تحكم؟ كن رجلا ولو لمرة واحدة و أغلق كتاب الكذب و التلفيق الذي تتلوه على أسماعنا صباح مساء و قدم استقالتك و استقالة حكومتك ثم انتظر حكم الله و حكم الشعب عليك و لتعلم أنك مع شروق كل اليوم تزيد الأمور سوءا لأن الأمر قد انفرط .. هناك ثمة قنبلة موقوتة لمّا تنفجر بعد و إن فعلت فهي حرب ضروس .. تلك هي الفتنة القبلية التي نفختم نارها من تحت الرماد فاتقدت .. كاد الجيل الجديد أن ينسى معنى القبلية و لكن الآن الكل يستصرخ قبيلته و يحرضها على نيل الحقوق و لا ذكر بالواجبات .. هذه القبائل تجيشت و تسلحت لأنكم أفهمتموها بأن الحقوق تؤخذ غلابا .. و حتى إعلان استقالتك و استقالة حكومتك نرجو أن تكف أنت و رجالك عن الكلام لأنكم لا تحسنونه و هو ضار بنا أكثر مما ينفع .. و لكم أن تفهموا أمرا واحدا: الإستقالة ليست عربونا للعفو عنكم و لكن وقفا للتدهور المريع الحادث و السلام.