عينان جميلتان للكحل والعين الثالثة للطعن فى الظل..!! سيف الحق حسن [email protected] ما رأيكم فى هذا الوضع البائس التعيس الذي يحبطنا جميعا و يضطر فيه البعض منكم لتقويم بعض اصحاب السلطة الرابعة وقادة الراى العام ممن يجب أن يقولوا كلمة الحق فى وجه السلطان الجائر فيقوموا الحاكم (غصبا). ولكنهم للأسف لديهم عينان مكحلتان لا يمسهما السلطان، وعين ثالثة لا ترى الأفيال وتصوب سهامها فى الظلال. فهم الذين يجب ان يبصروا الراى العام وينشروا الوعى التام ولا ان يهتموا بتكحيل الشعب حتى يعمى. \"اذا رأيتم فيّ اعوجاجا ، فقوموني بسيوفكم \"، هكذا قالها الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه للناس عامة. ولا مجال للمقارنة بين العمرين. ولكن هذا الآنف الجاثم يلخص الفساد دوما لثلاث: - فساد المسؤولين الكبار الذين يقومون بتوقيع العقود نيابة عن الدولة ويأخذون عمولات. وهنا يتحدى السيد البشير وزمرته أن يوجد فساد بينهم..!! - فساد الموظفين الصغار الذي يتمثل في عملية اختلاس أو تقديم خدمة مقابل الحصول على منفعة أو عمولة أو رشوة. وهذا لا ينكرونه ولكن يقولون انه قليل جدا ويمكن التحكم به وذلك لأنه بعيد عنهم كليا. - فساد المؤسسات الأمنية والعدلية، وهو (فساد) حماية المفسدين بتحجيم صلاحيات الجهات المنوطة بمحاسبتهم، أى فساد مركب. وهذا أيضا يبريئون أنفسهم منه..!! فهذا الكلام المطلق فى الهراء يريد به السيد المهرطق أعلاه أن يدرأ شبهات الفساد والإفساد عن نفسه الشريفة ودائرته الزكية المسلط عليها الضؤ. فهذا الفهم يجب أن يدحض وهذا الفكر يجب أن يرفض. فلذلك يحب أن لا ينقاد قادة الرأي كالأعمياء بعيونهم الثلاثة وينحصروا فى هذا الركن وينصرفوا عن السبب الرئيسى وشتى ألوان وأصناف الفساد الأخرى. الفساد أستشرى فى كل مفاصل الدولة ولو أتينا بأعمى، ليس لديه ولا عين واحدة، فمن السهولة أن يكون رأس حربة رائع ونموذج فذ وينجح فى إحراز أهدافا كثيرة فى مرمى الفساد. ولا خير فينا إن لم نقلها، وجل من لا يسهو ولا يخطئ ولكن هذا للتقويم. والله يكثر من قائلى الحق. فالأستاذ ضياء أصاب حين قال: ((فإن في الدولة مضغة إذا صلحت صلح كل عمل الدولة واستقام على جادة الخير وهذه المضغة هي الأجهزة العدلية!)). ولكن نريد أن نذكره من هو الذى يرعى ويربى و وظف ومكّن لهؤلاء لتبوء دار المؤسسات الامنية والعدلية، بل من الذى فصل القوانين لتبدو الجدران مطلية. اهم اناس وطنيون محايدون ام ينتمون لجهة محددة!!. فإذا لم نبين هذه المكامن والجحور ونمزق التستر بالدقون فلا تعدوا أن تزيد هذه الكتابات إلا ذر الفساد فى العيون. فبعيناى المتواضعتين التين لا تقويان على الضوء الجاهر والتين مثل عينى أى إنسان عادى يمكن للدود أكلهم يوما، أود أن أقول: أرى أن الفساد لا ينتهى إلا بإجتثاثه من أصله. وهذه النقطة يجب أن يُذكر بها الجميع كل من يتطرق للفساد الذى أصبح روتين مع تطبيعه، وذلك حتى لا يتوه فيغنى \"تواه أنا كل الدروب جربتها\" ويتوهنا معه. فإذا كانت (المؤسسات الأمنية والعدلية) هى المضغة فأين العلقة التى أتت بالمضغة؛ بل أين نطفة الفساد التى يأتى منها المنى الذى يمنى بالفساد والإفساد. سنجد أن مصدرها تراب واحد، جاء غصبا، أغنى نفسه وتمكن، ثم أقنى أخلاقه وتجنن فتعفنت نفسه وتنتن، فأنى تستقيم المضغة لتكون فى أحسن تقويم!!.