إليكم الطاهر ساتي [email protected] عودة موسم القبض والترحيل ...!! ** ذات صباح،عندما كان الأستاذ سبدرات وزيرا بالعدل، استوقفني رجل شرطة بقرب مكاتب الصحيفة،وسألني ( انت الصادق ساتي؟)، فأجبت: (لا)، فغضب ثم سأل :( كيف لا؟، انت بتستهبل علينا ولا شنو؟، انت الصادق ساتي)، فأجبت بذات الهدوء ( يا جنابو انت بتعرفنى أكتر مني؟، ياخ أنا ما الصادق ساتي، مالك عايز تشككني في نفسي ؟)، ولم يقتنع، بل رفع صوته :( طيب جيب بطاقتك )، فقلت بهدوء :(حاضر، لكن موش تورينى انت بطاقتك في الأول؟)، فلم يعجبه طلبي، و رفع صوته أكثر مما يجب ( يازول انت ما معترف بالكاكي ده ولا شنو؟)، فأجبت ببرود انجليزي:( معترف بيهو، لكن من حقي اتاكد انك رجل شرطة، يمكن منتحل شخصية شرطي وخاشي ليك في كاكي ما حقك ،هي البلد فيها شنو غير الكاكى؟، اقطع لى الشك ببطاقتك)، فأبرز بطاقته : (هاك شوف، اها دي صورة منو؟، الرتبة دي شنو؟، اتاكدت ؟، يلا أرح طلع بطاقتك ولاعندك فهم تانى؟)، فناولته البطاقة ولم تكن تحمل اسم الصادق ساتي، ومع ذلك أمر قائلا ( أيوة صاح، انا قاصد الطاهر ساتي، انت ذاتك المطلوب، يلا أرح معانا ) .. !! **حسنا،( أرح وين ياجنابو؟، والتهمة شنو؟، ياخ الدنيا صباح،انت كنت بايت هنا ولاشنو؟)، فصرخ:( يازول خلي الكلام الكتير، عندك بلاغ في دنقلا، فاتحو فيك الوالي ميرغني صالح، أي كلام عايز تقولو امشي قولو هناك)، ثم خاطب رفيقه الذي يقف بمكان غير بعيد: ( يا حسن دور العربية، خلاص لقينا زولنا)، ثم التفت الي: ( يلا أرح، ما تضيع زمنا، مشوارنا طويل، لو عندك باقي كلام قولو فى العربية)، فذكرته بأهمية اخطار تحاد الصحفي، فرد : ( أخطرناه قبيل، يلا ارح اركب)، فسألته: (طيب ممكن نمر على المكتب واكلم ناس الجريدة بالحاصل دا، وبالمرة نشرب لينا فنجان قهوة)، فرفض ( لا لا، قهوة شنو؟، نشربها في أم الحسن، ارح اركب)، فسألته :( طيب ممكن نغشى بيتنا، اشيل لى غيار وشوية مصاريف)، ورفض وحسم السجال :( يازول انت ما عايز تركب ولا فهمك شنو؟)، فتوكلت على الله وركبت.. ثم واصلنا الرحلة الى دنقلا بلاندكروزر..وصلنا دنقلا مساء اليوم ذاته، قضية نشر والشاكي فيها والي الشمالية (شخصيا)، ولهذا إجتهدوا في آداء واجب القبض والترحيل بجد واجتهاد، الى أن تم التحري ثم جاء الضامن وأطلق سراحي، فعدت الى الخرطوم مساء اليوم التالى..وتم شطب البلاغ أو حفظه، لا أدري، ولكن بعد عقاب فحواه (الترحيل على ظهر لاندركروز ) ..!! ** وهكذا..لكل زميل قصة كهذه، إذ كانت شرطة الولايات تباغت الصحفيين بأومر القبض الصادرة من النيابات الولائية،وترحلهم- باللواري واللاندكروزرات- الى سجونها بالمدائن والارياف النائية..كان الوضع مرهاقا وبائسا، الى أن أصدر وزير العدل سبدرات منشورا بتخصيص نيابة الصحافة والمطبوعات بالخرطوم كنيابة لتلقي كل البلاغات ذات الصلة بالنشر، وحال بين الصحفيين وأوامر القبض الصادرة من الولايات، بل منح المنشور نيابة الصحافة بالخرطوم حق إطلاق سراح الصحفي ب(الضمان الشخصي)..شكرنا سبدرات على تقديره لدور السلطة الرابعة واحترامه للصحفيين، ولاتزال نيابتنا بقرب مؤسساتنا الصحفية وغير بعيدة عن منازلنا وأسرنا..ولكن اليوم، أبت نفس وزارة العدل - في عهد الوزير دوسة - إلا أن ترجع بنا القهقري وتعيدنا الى (المربع الأول)..لقد تم تأسيس نيابة للصحافة والمطبوعات بولاية الجزيرة، بأمر وزير العدل دوسة، ليبدأ مسلسل القبض والترحيل باللانكدروزات واللواري..فليترقب الزملاء تأسيس نيابة أخرى ذات لاندكروزرات بكادقلي، وثالثة ذات لواري بالضعين، ورابعة ذات دفار بسواكن و..و..هكذا الحال المرتقب في عهد الوزير دوسة، التراجع والرجوع الى إجراءات ماقبل نيفاشا التعسفية.. يجب أن نرفض تأسيس نيابات صحافة بالولايات، ولقد استنكر اتحاد الصحفيين هذا التأسيس المريب، ولكن مجلس الصحافة لم يفعل أي شئ..ونأمل ألا يفعل شئ، فلو فعل ربما يقترح بأن تصدر أوامر القبض والترحيل من معتقلات (أبوغريب وغوانتنامو)..!! ........... نقلا عن السوداني