[email protected] مازالت كل النقاشات اليومية تفضى لمزيد من السخط ... فالحال مائل في بلادي ...منذ وقت الاستيقاظ حتو أوان النوم ... ومازال البلاد تدار بفعل (راقص) .. وقول هزيل .. وكلام (ما بياكل عيش) ... ومازالت البلاد ترزح تحت نير حالة الاستفزاز (الإسلاموية) .التي لم تدع غير محض خيارين أمام كل الذين انتهجوا الوسائل السلمية لوقت طويل طريقا لكيما تكون هذه البلاد صالحة للعيش بها ...!؟ الخيارين هما ..(اما نشيل سلاح ... أو نخليها ليهم) ...فلقد استنفذنا كل تقنيات الصبر في التعامل مع المسألة السودانية، وما من حلول قابلة للأنتظار عند من ..لا يملكها ...أو يحاول انتاجها .. أو انتهاجها ..أو حتى التلويح بامكانية المساعدة في التوصل إليها ... لذا فإن مسألة التخويف والهرش والتهديد تعبر عن مستويات اليأس التي افضت بهذا التوتر البائن لمن يحكمون...!! المؤتمر الوطني في الساحة السياسية ..يعد (الأن) أضعف الكيانات السياسية الموجودة فهو حزب بلا أفكار ..ولا توجهات .. و لامبادئ ..حزب قابل للتلون والتشكل على أصابع ثلة من المتنفذين ..حزب يتمترس خلف واجهات الدولة الدفاعية ..الجيش...الأمن ...والشرطة.. حزب يجتهد في خلق وتأطير القوانين اللازمة لنهب ما في جيوب الناس نتاجا لعرق جبينهم ودون (لا مقابل لا خدمات) ... المؤتمر الوطني ..الحزب ذو الألف وجه (والألف أخ المزعومين)..حزب عمل (المكياج) المستمر على تفسخ وجهه كالكثير من الفتيات بحثاً عن الحمال ولفت الأنظار ..حزب مستأسد على الناس بفقه القوة التي تفصل شعرة بسيطة بين المرء وخياراته في السير بدربه (حين يقنع من حياته نفسها وتغلبه الحلول السلمية) ..! إن المسالة لا تحتاج للمبررات والاسانيد والدلائل على هذا السوء البائن للحال السوداني(المائل) الذي نحشو به أدمغتنا(رغم انفنا) منذ وقت الاستيقاظ حتى أوان النوم .. حقيقة لا يهم ان تقدم مذكرات (إصلاحية) ... من الداخل للداخل ..إن الاشتراطات التي يجب أن تقبع خلفها مسيرة الإصلاح والتغيير الحقيقية لا يمكن ان تفضى لأي استقرار سياسي بالبلاد مالم تكن ملائمة للأفكار الجماعية ومستصحبة أن أي خيار غير مطابق لمفهوم دولة القانون والمواطنة يمكن أن يجعل الاستقرار السياسي حلماص بعيد المنال .. إن محاولة الاستقواء بالتيار الديني لتشكيل خارطه سياسية جديدة امرا غير محمود العواقب ..فمها تقوى السلفيون بالدولة ..أو احتمى المتصوفة من وراء سلطانها (وهم من دعموها من قبل) ...فإن مسالة التخلي عن النزاع المسلح والسير في درب العنف ضد الدولة أمر غير قابل لمحوه من المشهد السياسي السوداني طالما يراهن المؤتمر الوطني على فقه الالاعيب السياسية .. والتستر (مرة اخري) من وراء ثوب التدين لاعادة السيطرة على مقاليد الأمور .. وإن عملية الاهتياج والبحث عن مسوغات لخوض حرب لن (تنسينا) الاستحقاقات الأساسية الواجبة التقديم من قبل المؤتمر الوطني ...فخيار الحرب سيكون وفتها عبثاً وجنوناً سياسياً سيفضى لكسر عظام الظهر للدولة السودانية ..فقد انتهى عهد الوثوق بالمؤتمر الوطني كمنظومة سياسية مكتملة الرشد .. ولم يعد هو المكون السياسي القادر على السيطرة على (داخله) ناهيك عن البلاد ..!!؟ الأحزاب السودانية يشوبها ما يشوبها وهي غير قادرة على البحث عن حلول ..حلول من الداخل ..حلول مع الأخر حلول للوطن ..حلول متوازنة مع رغبات الشعب السوداني وطموح المنظومات السياسية ...تتغلب فيه ..مصالح الوطنوالرغبة الحقيقية في (إلغاء) النظريات السياسية الفاشلة فيما سبق . أعتقد أن الكثيرين من أبناء هذا الوطن ...(خلا) ..المتمتعون بالسلطة والثروة والجاه ...قد أمنوا طوال الفترة التي اعقبت التوقيع على نيفاشا على فقه (جنباً سلاح) العسكري..وتوفير الجهد وابتلاع المرارات ..لإنقاذ الوطن ..إنقاذ حقيقي من براثن المطامع والرغبات الشخصية والمغامرات الطائشة ... لكن الأن تتزايد الرغبات من قبل (الجميع) في النظر للخيار المسلح الذي يمكن من النظر للشعب السوداني (الغير منتمي سياسياً) بحيث يبقى بعيداً عن محاولات المؤتمر الوطني إلصاقه بحاملي السلاح بدءاً من (فزاعة) الاجندة القبلية مروراً بما يسميه الاجندات الخاصة .. أو الاجندات السياسية التي يحاول المؤتمر الوطني ربطها بالاجندات الأقليمية والدولية فالمؤتمر الوطني برهن انه الحزب الذي لا يجيد (الإذعان) إلا لمن يحمل السلاح...!!؟ لذا .. فها نحن نحمل قلم ..وفكرة.. وحنجرة للصراخ.... وأكف للتصفيق ..والضغط على الزناد ..وأقداما للمسير...والركل.. وأعين للتحديق.. والمشاهدة.. والتصويب ... وعزة نفس أبية .. (ولاخوف) مطلقاً من البشر..نحمل روحاً واحدةً ..وميعاد موت معلن.. ووطن في حدقات العيون... فاحذروا يا هؤلاء ...!!؟