الحريات الأربعة يحيى العمدة [email protected] لا اخفى فرحتى بالانفراج الذى حدث فى علاقة شطرى السودان الشمالى والجنوبى ، وظلت قناعتى راسخة بان الغيوم ستنجلى وتصفو الاجواء المتكدرة وان طال الزمن ، فما يحدث الان لا يعدو كونه ردود افعال لاخطاء وتقديرات يسائل عنها اجيال مضت ولا يد للاجيال الحالية دخل فيها ، فالعلاقة بين الشمال والجنوب علاقة تعتقت عبر الزمن والانفصال لا يتعدى اطر السياسة ويبقى الوجدان متصلا ،حتى وان حاول البعض نسف كل الجسور والروابط الانسانية والتاريخية . وما حدث فى اديس ابابا هو رجوع للصواب وتحكيم للعقل والمنطق ، فالسياسات فى بلادنا يتحكم فيها القلة ولا تعبر عن مصالح الشعب ، بل تضر بتلك المصالح ضررا بالغا فى كثير من جوانبها . فاذا طرحنا اسئلة مشروعة على الساسة وصناع القرار فى بلادنا ، ما هى المصلحة فى تقطيع اوصال اسرة مكونة من اب من الشمال وام من الجنوب ؟ وما ذنب الاطفال وماهو مصيرهم ؟ فى ظل الاصرار على تطبيق اجراءات صارمة تحرم هؤلاء من علاقات القربى من الام . فساستنا يبحثون عن علاقات ممتدة تتعدى حدود الجوار مع شعوب وامم اخرى اليس من الاجدى ان نهتم بجيراننا الاقربون ،وخاصة ممن تربطنا بهم اواصر الدم والقربى . سيظل اهل الجنوب جيران لنا الى ان يرث الله الارض ومن عليها ، ولا مجال لان نطوى ارضنا ونرحل عنهم بعيدا ، سيظل التواصل بين قبائل التماس المتداخلة تواصلا تفرضه المصالح المشتركة ، فاهلنا من قبائل المسيرية والفلاتة والرزيقات ونزه وبنى سليم وسائر القبائل الرعوية لن تتخلى عن تواصلها والترحال نحو الجنوب الا اذا وجدت البديل او اجبروا على التخلى عن حرفة الرعى .وصناع القرار لا ندرى هل يجهلون ام يتجاهلون هذاالواقع ، فالدول والامم المنتجة فى حالة بحث دائم وتنافس محموم حول الاسواق ، واهلنا فى الجنوب فى حوجة الى منتجاتنا ،فلماذا نحرمهم ونحرم انفسنا من تبادل المنافع ، لماذا يصر ساستنا على اعتماد سياسات الاضرار بالمصالح ، ان مقالى لا يصادف هوى بعض المتطرفين ممن وقعوا تحت تاثير الكراهية العمياء وحب الانتقام . نحن نعلم ان هؤلاء المتطرفين النافذين يتواجدون فى الدولتين وان اتفاق الحريات الاربعة قد ازعجهم واربك حساباتهم ، لانه اتى عكس ما يشتهون ، وسيعملون ما فى وسعهم لمناهضة هذا الاتفاق ، الذى نعتقد انه خطوة فى الاتجاه الصحيح ولنا لقاء