حديث المدينة اضغط على (Reset) عثمان ميرغني الوضع السياسي في البلاد إذا استمر على حاله فسينجب مزيداً من الاختناق والكوارث .. وإضاعة الوقت .. ولا شيء يُخرجنا – بسرعة – مما نحن فيه غير التفكير ال(لا) تقليدي.. الخروج من المُسلمات والنظر بروح خلاقة للحلول والخيارات..أعيد شرح اقتراحي الذي كتبته هنا قبل عدة شهور.. المعطيات التي أمامنا لا تمنح أي برهان على تغيّر الحال في السودان في القريب المنظور.. الحكم )التعددي!!) المتاح حالياً مُجرّد وهم وصوري إلى أبعد درجة.. حزب واحد هو المؤتمر الوطني يحكم بالأصالة عن نفسه والوكالة عن شركائه في الحكم.. فشركاؤه من الأحزاب الأخرى مجرد (ضيوف) مهذبون إلى أبعد مدى.. لا يجرحون خاطر نملة دعك من فيل.. شعارهم (إن فاتك الميري.. أدردق في ترابو).. فهم في حالة (أبو الدرداق) إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. السودان يُكابد حالة (حُكم الحزب الواحد) ولو (تجمّل) بالأزهار الصناعية من حوله.. ولا يُمكن أن يتحقق الاستقرار السياسي في مثل هذه الحالة.. فبعد أكثر من (23) عاماً من حكم الإنقاذ تأكد يقيناً أن الانفراد بالحكم لا يحقق سلامة الحكم.. حتى ولو ظنّ قادة المؤتمر الوطني غير ذلك.. الحل الوحيد لإنقاذ البلاد من الفتن وتوطين الاستقرار فيها هو عمل (Reset) .. تماماً مثلما يفعل المرء حينما يواجه مشكلة في جهاز الكمبيوتر.. لا تجدي معها المعالجة اللحظية.. فيمد يده إلى زر إعادة التشغيل (Reset). عملية (Reset) يجب أن تتم بمنتهى الحذر والدراية والعناية... حتى لا (يطش) نظام التشغيل ويتعطّل الوطن بأكمله ويدخل في حالة شلل كامل.. الفرضيات التي أنطلق منها في تصميم حل جذري لما نعانيه تنطلق من مُعطيات الوضع الحالي ووميض النّار تحت الرماد.. فالتعويل على إعادة تجديد الوطن سياسياً من خلال الانتخابات القادمة – إذا استمر الحال على ماهو عليه- أمر فيه من السذاجة ما يقترب من حدود (البلاهة).. فالانتخابات القادمة بعد عامين بإذن الله ستأتي بحزب المؤتمر الوطني كاملاً غير منقوص.. إلا ببعض المقاعد التي (سيتبرّع) بها لبعض الأحزاب لزوم ديكور التعددية (المصنوعة) .. والسبب علاوة على أن المؤتمر الوطني ممسك بتلابيب السلطة والمال.. أن الأحزاب مقعدة كسيحة.. راضية من الغنيمة بمناشيتات الصحف بين الحين والحين.. قلة إحسان وطول لسان.. لماذا لا نُهنّدس وضعاً دستورياً تعددياً حقيقياً الآن.. اليوم وليس غداً.. بصورة أكثر من مأمونة.. نُجري تعديلاً دستورياً (لا حاجة لدستور جديد).. بموجبه نستحدث نظام التجديد النصفي للمجلس الوطني (البرلمان) بحيث تُجدّد نصف عضوية المجلس كل عامين.. بدلاً من انتخابات كاملة كل أربع سنوات.. تقام انتخابات نصفية كل عامين.. المؤتمر الوطني يتنازل بطوعه ولا يخوض انتخابات التجديد النصفي هذا العام.. عملياً يصبح البرلمان أكثر تعددية بدخول نصف عضويته من الأحزاب الأخرى.. التي ستتنافس بكل جدية وينتخب الشعب النُوّاب الجُدد بمنتهى النزاهة والصدقية.. البرلمان الجديد سيُكمل التعديلات الدستورية المطلوبة (أو إجازة دستور جديد إن أصروا على ذلك).. التي أتوقع أن يكون من بينها استحداث نظام رئاسي مختلط.. يسمح بمنصب رئيس الوزراء ووزارة يعتمدها البرلمان. الوقت ليس في مصلحتنا.. والإخلاد لروتين الحال الراهن.. يجرنا جراً الى هاوية سحيقة.. التيار