[email protected] 1 - غياب الأبوية ! اجتماع الهيئة المركزية ( 6 -7 أبريل 2012م ) ، الناجح بكل المقاييس ، برهن بالبيان بالعمل على ثوابت كثيرة نذكر منها الآتي : أولا : + حزب الأمة حزب مؤسسات ، ويلعب على المكشوف ، بدون أي غتغتة ( أبوابه وشبابيكه وطاقاته مفتوحة على الآخر ) ! ثانيا : + لا يؤمن حزب الأمة بالوصاية الأبوية ولا بالإشارة ! كل عضو فيه سيد قراره ، ويمثل قراره الفردي طوبة في بناية القرار الجمعي ! ثالثا : + جميع أجهزة الحزب والعاملين فيها، مراقبين مراقبة صارمة ( 24 على 7 ) ، وتحت مجهر واسع المجال ،يمكن لأي عضو في الحزب النظر من خلاله ! رابعا : + نهج حزب الأمة ونهج عناصره ، نهج حضاري وإسلامي ، يقبل الرأي والرأي الآخر ، في جو من المحبة واحترام القرار الديمقراطي ! خامسا : + كافة أجهزة حزب الأمة منتخبة بواسطة مؤسسات دستورية ! ومحاسبة أمامها ؛ وخاضعة للمساءلة ؛ وكسب الثقة ! أو التغيير بواسطة المؤسسات الدستورية! سادسا: + في حزب الأمة ، تخرج من مؤسسية ، تدخل في دستورية ! تخرج من دستورية ، تدخل في ديمقراطية ! تخرج من ديمقراطية تدخل في قانونية ! تخرج من قانونية تدخل في شفافية ! تخرج من شفافية تدخل في حرية ! باب مفتوح ودوار ، لا مجال فيه للإستبداد والتسلط والفساد والإفساد ! سابعا : + في كلمة كما في مئة ، أثبت حزب الأمة أنه حزب متجدد ، ومفعّل مؤسسيا وديمقراطيا ! كانت نتيجة الإجتماع كسبية ! الكل كسبان - كسبان ، في الجوهر وفي الشكل ! + في الجوهر شدد الحزب على ضرورة التوافق القبلي على بديل جديد لنظام البشير قبل الحديث عن إطاحته ؛ واتفق على أن ( هدم ) نظام البشير سهل ، ولكن الصعب ، والواجب التركيز عليه هو( بناء ) نظام جديد وبديل ، ليحل محل نظام البشير بمجرد سقوطه ، حتى لا يقعد الناس في الصقيعة ، تحت المطر ! + في الشكل ، دفن الإجتماع ، في جو من المودة والمحبة ، الخلافات الصحية بين بعض البعض من عناصر الحزب ، ودخلت عناصر التيار العام ( دار الأرقم ) آمنة مطمئنة ! وتقبل الأمين العام السابق سحب الثقة في مسلك حضاري مهنئا الأمين العام الجديد ، ومؤكدا أنه سيظل جنديا من جنود الحزب! + أما معدو وموقعو مذكرة السبعة ( الخميس 9 فبراير 2012) ، والذي اتضح أن عددهم لا يتجاوز ال 138 عنصرا ، فقد نسوا أنفسهم ، ونسيهم الناس ! اتفق الجميع على الحجر عليهم ، وتحويلهم إلى مستشفى التجاني الماحي ، ليريحوا ويرتاحوا ! لماذا ؟ بعد كل هذه الأبواب ، والشبابيك ، والطاقات المفتوحة ، التي تجعل من بيت حزب الأمة كتابا مفتوحا ، يمكن للسابلة والعنقالة الإطلاع على أدق خصوصياته ، يأتي 138 من الفتية يحاولون الدخول إلى بيت حزب الأمة بحفر سقف البيت بمرزبة ( مذكرة ) أعطاها لهم سادة الإنقاذ ، بدلا من الدخول عبر الأبواب ، والشبابيك والطاقات المفتوحة ! إذا لم يكن ذلك مسوغا لتسكين هؤلاء الفتية في مستشفى التجاني الماحي ، فما هو المسوغ ؟ 2 - أهرامات السودان ! على خلفية مذكرة السبعة المذكورة أعلاه، نرى من واجبنا، إزالة التغبيش ، وإعادة التعريف بزعماء واهرامات السودان ، في تاريخنا الحديث ، دون إفراط في تقدير قيمهم ، أو تفريط في تسجيل عطائهم ! وعلى خلفية اجتماع الهيئة المركزية لحزب الأمة ، نبدأ بالسيد الإمام ، ونتبعه بالأستاذ الإنسان عبد الخالق محجوب ، والأستاذ الفكرة محمود محمد طه ، ونختم الحلقات بالمعلم الموسوعي منصور خالد ! فإلى الحلقة الأولى من حلقات السيد الإمام ! 3 – الرجل المجتهد ! دعا المجتهد إلى تجديد الفكر الإسلامي بما يضمن انسجامه مع العصر، ولا يتعارض مع قطعيات الوحي وصحيح السنة، ويفتح المجال أمام المسلمين لكسب رهان التقدم ، بعد أن قادهم غلق باب الإجتهاد إلى التخلف! مرجعيته قطعيات الوحي وصحيح السنة ، وإعمال عقله ، ودراسة اجتهادات من سبقه من السلف الصالح ؛ والمزاوجة بين الواجب والواقع في وسطية تيسر ولا تعسر ، على هدى الآية 16 من سورة التغابن : ( فأتقوا الله ما أستطعتم ... ) ! هذه هي الوسطية الحميدة والعاقلة ، التي يدعو لها المجتهد ... دينا ودنيا ! الإجتهاد والتجديد هما النبراس الذي يهتدي به المجتهد ليكون صالحا في نفسه ، ومصلحا للكافة بصدقات فكره وزكوات اجتهاده ، وسماحة أخلاقه ، وإستقامته الأسطورية ، والقدوة الحسنة التي يضربها للعامة بكريم أعماله ! المجتهد ممن عناهم الإمام علي بقوله : كونوا دعاة الناس بغير ألسنتكم! رغم انه أبو الكلام ... يتكلم بالحق ، وينطق بالحق ! فالوزن عنده يومئذ الحق ! قال : الدين ليس تجهما وعبوسا ! والدين ليس مظاهرا وطقوسا ! الدين إيمان وفيض سماحة ! فأسعد وأسعِد لا تكن منحوسا ! السيد الإمام رجل مجتهد ، يتميز بخاصيتين متفردتين بين القادة والزعماء السياسيين السودانيين ، وقادة وزعماء الفكر والمعرفة العالميين ! الخاصية الأولى أن بلاد السودان ليست وطنا يعيش الصادق فيه، وإنما هى وطن يعيش في الصادق ! احتسب الصادق نفسه ، وعمره ، وما ملكت يداه ، لبلاد السودان ، وأهل بلاد السودان ! الثانية أنه كشكول من العبقريات في شتى ضروب المعارف الإنسانية ... السياسة ، الفكر ، الأدب ، الثقافة ، العلم ، الفقه ، الدين ، الفن ، الرياضة والتربية ، وما رحم ربك ! هل سمعته يقول : ( إن للإنسان حياة بعد الموت عند رب العالمين، وفي الدنيا كذلك في خالد الأعمال ) ! كلمات تقطر شهدا فكريا خالصا ! ونتناول في هذه الحلقة الأولي جزئية متفردة تميزت بها شخصية السيد الإمام ، ونلقي عليها بعض الأنوار الكاشفة ، آملين أن تسمع كلماتنا من به صمم ، ومؤملين أن يرى حروفنا من به رمد ! هذه الجزئية هي تفرد السيد الإمام وتمتعه بالنضوج النفسي الكامل ! ماذا نقصد بالنضوج النفسي الكامل ؟ معرفة المميزات دون اغترار ، والنقائص دون احتقار للذات ، والوضوح ، والصدق ، وحسن الظن ، والكرم خصوصا في زكاة وصدقات الفكر ؛ والإبتسام في وجوه الغير، وعدم التسرع في إصدار الأحكام وإدانة الآخرين ، وقبول النقد بصدر رحب ، والتسامى فوق الصغائر، والحلم ، والرحمة ، واصراره على مشاركة الآخرعند اتخاذ أي قرار، وقبل كل ذلك تواضع يخفي جوهر عظيم داخل مظهر متواضع ! ألم يصفه السيد حسن نصرالله قائلا : هذا رجل باطنه خير من ظاهره... يرتفع كالنجم الثاقب بإتضاعه ! هذا رجل يسعى لتصويف السلفية ، وتسليف ( من السلف الصالح ) الصوفية ، ليقتل فكرة التكفيريين ! لنرى بعض الأمثلة لصفاته المتميزة ، التي نورد عشرينية منها ، نستعرض أربع منها في هذه الحلقة الأولى ، وأربع في الحلقة الثانية ، التي تحكي ونساته مع تيمان الكنداكة ! فإلى الرباعية الأولى ! أولا : + رجل أمضى ليله وسحابة نهاره يكتب وينقح ويحرر في خطبة من حوالي ثلاثة آلاف كلمة ألقاها على جمع من صغار ( الشفع ) ، في داره في يوم الأربعاء 21 مارس 2012 ؟ قالت عنقالية من عوام أطراف كنابي المناقل في الجزيرة المروية ، وهي تضرب أخماسها في أسباعها ، في استغراب ما بعده استغراب : لم نسمع بهذا في أبائنا الأولين ؟ يا صادق انا سائلاك قول لي بكل صراح انحنا هل جنينا ام عقولنا نحن نصاح ؟ + إما أن يكون الصادق قد جنّ في بلاد ينهر إمام الجامع ( الشفع ) ، ليفسحوا المجال للرجال الكبار في صفوف الصلاة؟ + وإما أن يكون هو العاقل الوحيد في بلاد الجن هذه ؟ الصادق يخطب في أطفال...هذه من علامات الساعة : + في بلاد السكارى ، وماهم بسكارى ، ولكن عذاب الإنقاذ شديد ! + في بلاد الذين هم بلا ظلال ! + في بلاد الضل الوقف ما زاد ! + في بلد ضلك وراك ما بشبهك ! + في بلد يقول شاعرها ملعون ابوكي بلد ! 4 - حكاية ! في هذا السياق نحجيكم بقصة تحكي صراع طريف حول ظل حمار ! حمار تم تأجيره لطبيب أسنان ، كان يريد أن يصل إلى مريض في قرية ما ! وحينما اشتدت حرارة الجو في الصحراء القاحلة ، جلس الطبيب تحت ظل الحمار ! هنا احتج صاحب الحمار باعتبار أنه قد أجّر الحمار و ليس الظل ! وتطور أمرالنزاع حتى وصل للقضاء ! وتداعت الأحداث حتى أن المدينة انقسمت لحزبين : حزب الظل ... وحزب الحمار ! وأدى ذلك لنشوب حرب أهلية قضت على المدينة بأكملها ! وفي النهاية تساءل الحمار الذي هرب من قاعة المحكمة ! هل أنا الحمار الوحيد في هذه الحكاية ؟ وهل الصادق العاقل الوحيد في بلاد الجن هذه ؟ ثانيا : + رجل كتب ميثاق ثورة أكتوبر 1964 ، كما كتب مانفستو انتفاضة أبريل 1985 ، وقاد المفاوضات حتى تم كنس الطواغيت ، وعودة الديمقراطية ، وحكم الشعب ! في ثورة أكتوبر، وكذلك في انتفاضة أبريل استولد المجتهد مفهوم ( قوة الضعفاء ) ، القوة المعنوية التي نجحت في تفكيك نظام عبود وتدمير نظام نميري ، بالتي هي أحسن ، ودون إراقة دماء كثيرة! وهو ذات المفهوم الذي يدعو إليه حاليا في محاولة لتغيير نظام الإنقاذ بالطرق السلمية ... الأجندة الوطنية والجهاد المدني ! هل رأيت ( الضعفاء ) العزّل يكنسون المستبدين إلى مزابل التاريخ في تونس ومصر وليبيا واليمن ؟ في بلاد السودان ، بدأ الضعفاء العزل في مواجهة الأبالسة ، بعدما انهارت جدران الخوف ، التي تم بناؤها على مدى 23 عاما ! صبر المجتهد مع وعلى أبالسة الإنقاذ صبرا أيوبيا ... حفاظا على دم أهل بلاد السودان ! قال : لم تعظون قوما الله مهلكهم ؟ قالوا : معذرة إلى ربكم ، ولعلهم يتقون ! لا يمل المجتهد من التحذير ، قائلا : ( نعمل على أن لا يكون أفضل يوم بعد رحيل نظام البشير السيئ ، هو اليوم الأول ... ليأتي بعده الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ) ! ثالثا : + رجل يجمع بين الثورية ( مفجر اكتوبر ، وقداحة أبريل ) ، والإصلاح ! حاليا ، ارتبط بعض من فكر السيد الإمام بالإصلاح، والبعض الآخر بالثورة والتغيير من الداخل؛ حيث يكون التغيير بيد نظام البشير ، وليس بيدي مالك عقار ؛ حيث الفوضى والنهايات التي لا يعرف شكلها أحد؟ الثوري مدابر للمحافظ ، ( المحافظ هو من يفضل ما نعرف على ما لا نعرف ) ! والإصلاحي مدابر للرجعي ( الرجعي هو من يرى أن القديم مهما كانت عيوبه أفضل من الجديد مهما كانت مميزاته ) ! صدقت عنقالية من نواحي كبكابية ، عندما قالت : الثوريون أنت إمامهم ! والإصلاحيون أنت إمامهم ! وعلى أهل بلاد السودان أن يفزعوا بخوفهم ، إلى قوله سبحانه وتعالي في محكم تنزيله : وما كان ربك ليهلك القرى بظلم ، وأهلها مصلحون ! رابعا : هو رجل يتمتع بخاصيتين اضافيتين، وقلما يجتمعا في شخص واحد : + الخاصية الأولي هي أنه ينتمي لقبيلة المبتكرين والمخترعين الذين يستغربون أن اكتشافاتهم وابتكاراتهم كانت تنظر إليهم وإلى غيرهم طيلة الوقت ولم يرها أحد ، إلى أن رأوها ! يقرأ ويفهم ما يقرأ ، ويستخلص منه افكارا لم يسبقه عليها أحد ! ولا يحتفظ بأفكاره لنفسه ويضن بها على الآخرين ، بل يتصدق بها ، ويبسطها في كتاب مفتوح بوسع الجميع أن يطالعوه ، ويستفيدوا منه ! + الخاصية الثانية هي تبسيطه للمعقد من الأمور ، حتي يصير مفهوما لأهل النظر وللسابلة ، على السواء ! يفكك كل معقد ومشبك إلى مكوناته الأولية ، فيستطيع الناظر أن يرى الغابة والأشجار في نفس الوقت ! كما أنه يستطيع أن يرى ما تحت الأشجار المتحركة ، وما تحت السطور ، ويربط بين الأحداث الدولية والإقليمية والمحلية ، في تناسقية مريحة ولغة سهلة وسلسة تسر السامعين والقارئين ! هل سمعت ماقاله في يناير 2005 في تقييمه لإتفاقية السلام الشامل ؟ 5 - نكتة عمر سليمان ؟ ابن آدم فيه من روح الله ! ومن أهل النظر من يؤمن بالإشارات الغيبية في الأحلام ، لأنها من الدين ! وهناك أمثلة كثيرة تؤكد ذلك ، مثال الآية 4 في سورة يوسف : ( إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) ! لدى المجتهد 20 رؤية ( حلم ) تحققت من قبل! منها نهاية نميري وانتهاء نظامه! قال المجتهد : أفتح قوس : رأيت في منامي ( نوفمبر 2010 ) أحدا يقول لي أني سأتناول الإفطار مع الرئيس المصري! + وأذهب ولم أجد مبارك ! + رأيت شخصا أطول منه وأشيب وأصلع! أقفل القوس ! تحقق الجزء الأول من حلم المجتهد ( نوفمبر 2010 ) ، بعد حوالي شهرين من حلمه ، فسقط مبارك في فبراير 2011 ! أما الجزء الثاني من حلم المجتهد فيبعث على الحيرة ! فالمرشح المصري الرئاسي الوحيد الذي هو أطول من مبارك ، وأشيب ، وأصلع ... هو عمر سليمان ! هل يتحقق الجزء الثاني من رؤية المجتهد فيصبح عمر سليمان ( مرشح المجلس العسكري ؟) رئيس مصر القادم في انتخابات مخجوجة ؟ كمن يقول لك أن اللواء عمر محمد الطيب قد فاز في انتخابات الديمقراطية الرابعة بعد انتفاضة ابريل 1985 ، وصار رئيس وزراء السودان ؟ يمكنك زيارة الرابط ادناه من تسريبات ويكيليكس لتري كيف ان عمر سليمان شجع اسرائيل لغزو مصر لمنع تهريب الاسلحة لارهابي حماس في غزة : http://soc.li/ylYJD8M ولكن مع أولاد بمبة ، ملوك الأفك والتدليس ، الذين يحاكمون ثوار 25 يناير في محاكم عسكرية ناجزة ، والهالك مبارك وبطانته في محاكم مدنية متساهلة ... مع هكذا سفهاء كل شئ جائز ؟ انتظروا لتروا ... أنا معكم منتظرون ! نواصل مشوارنا مع المجتهد وتيمان الكنداكة ...