[email protected] أبلغ رئيس الجمهورية مجلس الوزراء بقرار رئاسة الجمهوريةحول تكوين مجلس لتقصى الحقائق حول ملابسات تأجيل افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض والذى قيل أنه حدث بسبب المقاطعة الأمريكية التى حالت دون وضع برنامج رقمى لتشغيل المصنع . انتهى الخبر . وكان الرئيس قد رفض قبول استقالة وزير الصناعة لذات السبب وقال أن تصرفه يشير الى حس وطنى عال . أنا شخصياً لا أعرف وزير الصناعة وليس لدى مصلحة في أن يستقيل أو أن يستمر في وظيفته ، ولكن ما أريد توضيحه هنا أن أى موظف في هذه الدولة ينبغى أن يتحمل مسئوليته كاملة . وما تردد وقيل عن الحس الوطنى وما الى ذلك هو كلام من قبيل استدرار العواطف التى لاتدار بها مقدرات الشعب . ان ما فعله وزير الصناعة وطاقم وزارته هو فضيحة بكل مقاييس الفضائح التى أحرجت البلاد أمام ضيوفها وتركت بصمات سلبية وتساؤلات مغرضة حول معوقات الاستثمار في السودان . ولدينا في هذه البلاد أمثلة كثيرة لوزراء فعلوا المصائب في وزاراتهم من شاكلة الذين أحرقوا طائرات سودانير ومن أمثال الذين أنهارت بنايات كاملة جديدة بسبب سوء ادارتهم وفسادهم ومنهم من استورد التقاوى الفاسدة والنفايات المسرطنة وهلمجرا.....ولم نسمع ان الوزير الفلانى أستقال من وزارته أو أقيل بسبب أخطائه . ان الدستوريين هم خدام الشعب بالمعنى الحرفى للكلمة ، وكل من يظن أن موقعه الدستورى يتيح له أن يفعل ما يشاء دونما مساءلة فهذا في رأيى قمة عدم الفهم لمعنى الوظيفة الدستورية التى هي أعلى منصب في سلم الوظائف العليا التى يتبوأها أشخاص عهد الشعب اليهم ادارة شئونه بسبب علمهم وكفاءتهم وأمانتهم وجهودهم الأستثنائية في استنباط المبادرات والحلول بسسبب ملكاتهم ومواهبهم وقدراتهم الشخصية المميزة ...وهم بهذا التوصيف ينبغى أن يكونوا منزهين عن الأخطاء المهنية الا ما ندر ...وهذا المعنى لا يتسق مع الحديث الذى يقول أن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون حيث أن الخطأ هنا دينى وشخصى ويمكن أن تمحوه التوبة وليس خطأ يضيع أموال وأرواح المواطنين ....ويبدو أن دستوريينا المزعومون يأخذون بالمعنى الثانى. وفى رأئى الشخصى ينبغى أن يقدم ثلاثة أرباع الدستوريين من وزراء ومساعدين ومستشارين وبرلمانيين استقالاتهم مع التوبة النصوح بعدم العودة الي ممارسة العمل السياسي بسبب ما فعلوه في هذه البلاد خلال ربع قرن مضى ، وأن يردوا الى الشعب السودانى ما أخذوه من أمواله دون وجه حق . أما استقالة وزير الصناعة فلا ينبغى أن يشكر عليها كما كتب الكثير من الاخوة الصحفيين وغيرهم ، وكان ينبغى أن تقبل استقالة الوزيرمع معاقبته ويضاف اليها مايسفر عنه التحقيق في شأن باقى الطاقم الفني الفاشل في المصنع من حيث الاقالة واستقطاع الراتب والغاء والحوافز وتنزيل الرتبة وهلمجرا....ان ألف باء تاء الافتتاحات الرسمية تقتضي أن تجرى قبلها تجربة تؤكد سلامتها من الأخطاء حتى لا يتعرض المضيفون الى ما تعرض له السودان من حرج بالغ في هذا الخصوص. ان ما قيل عن أمريكا وعن دورها في تعطيل افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض انما يضحك اطفال الروضة....يا اخوانى سبق لأمريكا أن سوت مصنع الشفاء بالأرض ، ومع ذلك سلمتموها رقابكم لتصنع لكم اتفاقية السلام الشامل ، وبالفعل صنعت لكم اتفاقية ستظلون تعانون من آثارها الى يوم يبعثون...واذا صح أن أتيتم بخبراء من أمريكا ليشغلوا لكم المصنع و ليحرجوكم أمام ضيوفكم ويشككون في مقدراتكم في ادارة بلادكم واستثماراتكم بعد كل الذى من أمريكا...فأنا أعتقد أن هذه ثالثة الأثافى و أقترح أن يأتى الرئيس أوباما ليعلمنا كيف نتوضأ ونصلى لان الصلاة على الطريقة الأمريكية – والعهدة على الراوى مقبولة ...مقبولة....مقبولة. ...يا أمة ضحكت من جهلها الأمم..... وفي يقينى أن قصة أمريكا هذه أخترعت لاستهلاك الحمير لأنها لا تتسق والمنطق السليم. أما جريدة التيار التى ( حندكت ) الجمهور بكشف الحقائق لمدة ثلاثة أيام فقد طلعت فشنك وهى نفسها ليست فوق مستوى الشبهات. وأخيراً نحن نطالب بكشف كل مفسد عديم الضمير والخلق والأخلاق ممن تورط قديماً أو حديثاً في سوء ادارة هذا المصنع وانتفع من ورائه....أما شبعتم حتى الآن من أموال الغلابة والمساكين الذين يدعون عليكم ليل نهار؟؟؟