إليكم مقترح قس أمريكي ...!! الطاهر ساتي [email protected] ** ومن أشهر حكاوى العنصرية بجنوب افريقيا قبل أن ينقذها نلسون مانيلا من ذاك الدرك، يحكى أن سائقاً من البيض صدم افريقياً من المارة، ومع ذلك سأل قاضي المحكمة ذاك الإفريقي المجني عليه : بسرعة كم كنت تسير على قدميك عندما صدمت عربة هذا السائق؟..هكذا كان الافريقي مداناً في جنوب افريقيا - في ذاك العهد - حتى ولو كان شاكياً..وهكذا أصبح حال السودان في المحفلين الافريقي والصهيوني المتطرف منذ إسترداد أرض هجليج..قبل أن تسيطر القوات المسلحة على كامل الأرض بهجليج، شرع مجلس السلم والأمن الافريقي في عزف أسطوانة ( القصف وما أدراك ما القصف)..وعلى أنغام هذا العزف، يقترح القس الأمريكي فرانكلين جراهام تدمير مدرجات الطيران الحربي بالسودان لمنع القصف..!! ** الضجيج بالقصف - استنكارا افريقيا كان أوتحريضا صهوينياً بالتدمير- هورد فعلهم لفعل الجيش السوداني بهجليج، تحريراً وتأميناً..لقد أخطأت القوات المسلحة، كان عليها تحرير هجليج - وتأمينها - بلا أي قصف جوي..كان عليها أن تقترح للقس جراهام - وأعضاء مجلس السلم الافريقي - بربط أحزمة ناسفة في بطونهم ثم السفر الى هجليج وتفجير تلك الأحزمة هناك في أوساط جيش الجنوب الغازي، وهكذا تتحرر هجليج وتعود للسودان بلا قصف جوي، أي بفدائية القس جراهام وأعضاء المجلس الافريقي..لماذا تقصف القوات المسلحة تلك المناطق الحدودية؟، هذا هو السؤال الذي يتهرب من اجابته القس جراهام والمجلس الافريقي..يتهربون منها، ليسألوا المجني عليه سؤالا من شاكلة : بسرعة كم كنت تسيرعلى قدميك أيها السوداني عندما صدمت عربة هذا السائق الجنوبي ...!! ** إحتلال هجليج كان غدراً مباغتاً، ولكي لايكون كذلك مرة أخرى، يؤمنها الجيش السوداني بكل الوسائل العسكرية، بما فيها قصف كل من تحدثه نفسه بتجاوز الحدود..هذه دولة السودان وتلك دولة الجنوب، و الحكومة البادئة باحتلال أرض الدولة الأخرى أظلم، وكذلك القوات التي تتجاوز أرض الأخرى يجب أن تُقصف بلا تردد، أو هكذا الحرب في أي زمان ومكان..وإذا أرادت حكومة دولة الجنوب لحدودها سلاماً وأمناً وتنمية وتعايشاً أخوياً، فلتجففها - عاجلاً غير آجل - من معكرات صفو سلام البلدين، أي تبعد غزاتها أميالاً عن الحدود، ثم ترفع يدها عن دعم وإيواء أية حركة سودانية مناهضة، كما فعلت تشاد وارتريا واثيوبيا..وكذلك يجب أن تفعل حكومة الخرطوم، بحيث لاتدعم القوات المسماة بحركة تحرير جنوب السودان..هذا أو ذاك هما مدخل السلام والأمان، أو فلتحتمل كل دولة رد فعل جيش الدولة الأخرى تجاه أي فعل يأتي من وراء حدودها، وليس هناك من داع للطم الخدود وشق الجيوب ثم الثكلي :( يا أمبيكي قصفونا، يا قساوسة ألحقونا)..!! ** والإحتفاء بحديث ذاك القس المتطرف، يجب ألا ينسي حكومة الجنوب بأن بالخرطوم من هم أشد منه تطرفاً، بحيث لن يكتفوا بتقديم مقترح تدمير القواعد العسكرية فقط ، أو كما يقترح القس جراهام ، بل سينفذون ما هو أسوأ من ذلك في جوبا - وغيرها - في حال توفر مناخ الحرب..على حكومة جوبا ألا تراهن على هؤلاء المجانين في حل قضاياها مع السودان، وأي رهان كهذا لن يحل أزمة البلدين، بل قد يحيل دولة الجنوب إلى (صومال أخرى)..صقور أمريكا يريدونها حرباً تقضي على مصالح الصين، فلتنتبه الخرطوموجوبا..القضية التي أشعلت نار هجليج واضحة كما شمس الضحى، وحلها ليس بحاجة الى عبقرية سياسية..(لا لدعم وإيواء الحركات المناهضة)، هذا هو الحل الوحيد، إن كانت الغاية ( لا للحرب)..(لا للحرب)، يجب ألا يكون شعاراً تردده النخب كما الببغاء، بل يجب ترجمته بحيث يكون واقعاً في حدود البلدين، وذلك بإلزام الحكومتين بعدم دعم وإيواء الحركات المسلحة..!! ** ولقد أحسنت الخارجية السودانية عملاً حين وضعت ملف الترتيبات الأمنية في رأس قائمة التفاوض، وألا تفاوض في أية قضية أخرى - بترولا كان أو حدوداً - ما لم يتم حسم هذا الملف الذي تسبب في تلك الحرب..فلتقاتل حركات السودان المسلحة حكومة الخرطوم من داخل السودان، وليست من الأراضي الجنوبية، وكذلك فلتقاتل حركات الجنوب المسلحة حكومة جوبا من داخل الجنوب وليست من الأراضي السودانية..هذا أو فلتجتهد كل دولة في حماية حدودها بقصف ما يعكر سلام شعبها وأمن مواطنها، داخل أو خارج الحدود..حماية الأمن والسلام هي التي تأتي بالطائرات الاسرائلية من وراء البحار لتقصف العربات وركابها في شرق السودان..فلماذا لم يقترح هذاالقس الأمريكي بتدمير سلاح الطيران الاسرائيلي ..؟؟