بالمنطق الخاسر من يقول (آي) أولاً..!!! صلاح الدين عووضة [email protected] * استحالت (العُشرة!!) بين الضرتين تحت سقف واحد فاضُطَّر الزوج الى (تقسيم!!) البيت الى جزئين غير متساويين... * فالثلثان أضحا من نصيب الزوجة الأولى (الكبيرة!!) - سعاد - بينما حُظيت الثانية (الصغيرة) - جيهان - بالثلث المتبقي.. * وقام الزوج - عبد السلام - بالترتيبات كافة التي تحفظ لكل زوجة (استقلاليتها!!) عن الأخرى.. * واستبشر الزوج، والأبناء، والجيران، وأهل كل من الزوجين خيراً ب (فرز العيشة!!) هذا بسبب ما عانوا من (مشاكسات!!) متطاولة بين الضرتين.. * وانشغلت الزوجة (المستقلة!!) بنصيبها (الصغير) - من مساحة البيت (الكبير) - بشؤونها الخاصة وهي تستشعر عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها.. * أما الكبيرة فقد انشغلت بالذي انشغلت به الصغيرة هذه الى حد الهوس.. * انشغلت به عوضاً عن الانشغال بهموم بيتها الكبير.. * فما أن يخرج الزوج صباحاً الى عمله حتى تهرع سعاد الى (مراقبة!!) ما تفعله جيهان في بيتها الى لحظة رجوع الزوج هذا عصراً.. * تراقبها من أعلى الحائط، ومن بين (شقوق) منتصفه، ومن أسفل منه.. * واشتكت جيهان الى زوجها، وأهلها، والجيران أجمعين.. * قالت لهم إن ضرتها لا (شغلة!!) لها سوى جيهان عملت، وجيهان فعلت، وجيهان سوَّت.. * فهي تركت (عيوب!!) نفسها وبيتها ومطبخها وطفقت تعدد عيوب جيهان من حيث تقصيرها في (واجباتها!!).. * ثم إنها - فضلاً عن ذلك - أخذت تفصل التيار الكهربائي عن دار جيهان من حين لآخر مدعية أن الأخيرة هذه تفعل المثل تجاه التيار المائي.. * فمفتاح التأمين الخاص بالكهرباء في البيت الكبير بينما (بلوفة!!) المياه في البيت الصغير.. * ولكن؛ لا الزوج ولا الأهل ولا الجيران أبدوا كثير تعاطف مع الشاكية (الصغيرة).. * فهي ايضاً ليست (مُقصِّرة!!).. * وإن كان ثمة فرق بين الضرتين من حيث ممارسة كلٍّ منهما (الكيد!!) تجاه الأخرى فهو في (الاسلوب!!).. * فالصغرى تمارس الكيد هذا ب (ذكاء!!) ، بينما الكبرى تمارسه ب (غباء!!).. * وأحد أوجه الغباء لدى الكبرى هذه هو الميل الى الشتم والسب والصراخ والتهديد والوعيد بما يعني مزيداً من (الاستنزاف!!) للوعي، والصحة، والأعصاب.. * ثم إن الاسلوب (الهياجي!!) هذا جعل كفة تعاطف الرأي العام (الجيرانوي) تميل تدريجياً لصالح جيهان على حساب الأخرى سيما عند لجوء الأخيرة هذه الى استخدام (الأسلحة العنصرية!!).. * وبعد مضي شهور عدة على (فرز العيشة) بدا جلياً أن (المستقلة!!) ببيتها حديثاً في طريقها الى أن تكسب المعركة (إعلامياً!!) ضد ضرتها الكبيرة.. * فعقل جيهان ليس موجهاً كله نحو المعركة هذه بعكس سعاد.. * وكان من نتاج انغماس سعاد في الحرب المذكورة ب (كلياتها!!) أن (أهملت!!) بيتها وأبناءها وزوجها.. *وفوجئت سعاد بنذر (ثورة!!) داخلية جراء الافتقار الى العناية (الغذائية!!) و (الصحية!!) و (النفسية!!).. * وكل يوم تتفاقم فيه نذر الثورة هذه تزداد جيهان شعوراً بالرضا (الخبيث!!!).. * ثم تتبسم في لذة كلما سمعت (طقطقة) عظم من عظام ضرتها حتى وإن كانت عظامها هي نفسها (تطق) بعد ذلك.. * فهي معركة (كسر العظم!!).. * والكاسب فيها هو من يرجيء صرخته الى ما بعد صرخة خصمه.. * ثم بعد ذلك يمد صوته صارخاً: (آآآي!!!!). الجريدة