د عبدالقادر عبدالرحيم محمود 1 ربما قبل يومين أو ثلاثة من زيارة وزير خارجية جمهورية شمال السودان علي كرتي ، أن فخامته فكر وقدر ثم عبس ثم نظر وبسر قائما في ذلك الصباح بقياس ترمومتر الشوق العارم الى رفيقة دربه سعادة السفيرة أميرة قرناص –سفيرة السودان الشمالي في إيطاليا مرسلا لفخامتها رسالة شوق قصيرة على هاتفها ربما قال فيها: ما في حتى رسالة واحدة بيها اصبر شوية لترد فخامتها : والوعد بيناتنا انك كل يوم تكتب اليا هل يجوز والغربة حارة بالخطاب تبخل عليا وبينما كان وزير خارجيتنا مغرما بأغاني الوجد والحنين ، فقد سر سرورا عظيما من ذلك الوله الطاغي من سفيرتنا الى تلك البلاد مستملحا حالة ولهها تلك رادا عبر خطوط هاتف محمل بأثقال الشوق : لا تخف ما فعلت بك الأشواق واشرح هواك فكلنا عشاق وهنا بدأ الوزير العبقري يتحسس ذقنه ويحكها كعادته قبل أن يفكر في اختراع أى سفرة مادام السفر تحت عباءة الوزارة تسمح له بدعم أستثماراته على حساب الشعب السوداني المجلود بدءا من مزارعه العديدة عبر العاصمة الى الفلل الرئاسية التي تمكن من أن ينشب فيها أظافره وسواء كانت السفرة لايطاليا أو غيرها فلا يحتاج معاليه الا أن يطلب من مدير مكتبه تجهيز الأوراق واللوازم والحجوزات ززالخ ..الخ ، فمنادي الشوق له مجيب ولبسة كاكي الانقاذ على مخلف تصنيفاتهم وفئاتهم لا جناح عليهم في زيادة نزف الخزينة العامة رهقا على رهق ودافع الضرائب السوداني احتراقا على احتراق .لا يهم درجة قياس الوازع الديني أو الأيماني لدى أمثال علي كرتي فهم الدين والدين هم يكفي أنه في كشوفات الحركة وأنهم يوم انقلابها المشئوم ارتدوا الكاكي واحتلوا الاذاعة وحرسوا مداخل العاصمة وأجهزوا على شهداء رمضان في قبر جماعي هائل ، ثم من بعد جعلوا ضريحا في كل واجهة من واجهات الوطن عبر دفاعهم الشعبي مسجلين أكبر نمو في تاريخ العالم لتجارة الصيوانات التي راجت في عهود لحاهم النضالية بعد أن جعلوا في كل بيت مأتم وفي عيون كل أمراة أما أو زوجة قرحا. وسواء حك الوزير الملهم دقنه أو غيرها فلا راد لنيته في زيارة الأرخبيل الأيطالي بعد أن ناداه مناد الشوق فكل طرق من هم على شاكلة علي كرتي تؤدي إلى روما. لقد أحصى المتابعون أن سفرات هذا الوزير فاقت سفرات كل الوزراء الذين أتوا الى هذا الموقع منذ فجر الاستقلال ومع ذلك فلم يفتح الله على معاليه ولا على وزير دولته المذهول الذي كان مخزنجيا في الخارجية فيما مضى بكلمة صحيحة أو نافعة لا بالعربي أو بالانجليزي...كل ما في الأأمر أن سعادته في كشوفات الحركة الأسلامية وما عداهم من أبناء الوطن ليسوا سوى دعامات من دعامات الكفر والزندقة. 2 عندما تم اعلان نتيجة المتقدمين إلى وزارة الخارجية لما سمى بالوظائف الوسطية –(مستشار، وزير مفوض) لم تكن نتيجة حوالي 1500 من المتقدمين الذين أكتظت بهم يومها قاعة امتحانت البروفيسور عمر بليل مرضية فكان عدد من نجحوا في ذلك الأمتحان قليلا الا من نفر لا واسطة له غير ربه أولا ثم عمله ثانيا عبر مرحلتي الامتحان التحريري والمعاينة.من أجروا المعاينة طبعا كانوا من شاكلة علي كرتي تنظيما ودعما للصحب والآل ولم يكن أمام الكثير من بنات وأبناء وطني الشرفاء من سبيل غير التوكل على الله تعالى والصبر على أسئلة من المعاينين ابراهيم ميرغني وسراج الدين حامد وأسئلتهم التي تمحورت حول الغسل من الجنابة وصلاة الجنازة وأحكام الوطء على محيض وخلافه مما تتأذى منه بشرية القرن الحادي والعشرين أو تتوارى منه خجلا معايير الأختيار لوزارة كوزارة الخارجية. المهم لدينا هنا أن الوزيرة صاحبة الأشواق الوزارية الملتهبة في مقالنا هذه شملتها عين الرضا التي هي كليلة عن كل عيب فتم استيعابها في الجسم الخارجي ..وهذا الذي رأيناه فيما بعد يتنزى بالبثور والفشل والعجز والاحباط وانعدام الكفاءة والمهارة والحافز باعتراف الوزير نفسه. تم إستيعاب الأميرة العاشقة وكانت وقتها على ذمة مندوب السودان الحالي في الأممالمتحدة-زوجة- قبل أن يتم نقل ملكيتها الفارهة إلى وزيرنا العاشق .إن الأميرة العاشقة لم تكن من الذين أبلوا بلاء حسنا في قاعة البروفيسور بليل ولم تشملها معاينة الشريعة التعجيزية فبينما ارتد بصر الكثير من السودانيين والسودانيات خاسئا وهو حسير رغم اعتراف قائمة الناجحين بهم ، وجدت أميرتنا أمامها الدرب أخضرا فسارت فيه نشوانة غير عابئة بانكسار من كان الوطن ينتظر علمهم وكفاءتهم للأخذ بيده من ظلمات كرتي وأمثاله الى رحاب عمل دبلوماسي قوي ومؤثر على خطى بعيدة لأمكنة هناك كان يجلس فيها رجال من أمثال أحمد خير والمحجوب وجمال محمد أحمد.