بالمنطق (واقي) لكل (ذكر)..!!! صلاح الدين عووضة [email protected] * مشاكلنا كلها( اتحلَّت) - بحمد الله- ولم يتبقَّ أمامنا سوى مشكلة( الذكر!!).. * والذكر هذا مشكلته تتلخَّص في أنه لا يريد أن يلزم (حدوده!!) الشرعية التي قالت الإنقاذ إنها جاءت كيما تبينها للناس.. * فهو يصر على (التمرُّد!!) غير عابىءٍ بديننا وأخلاقنا وأعرافنا وعاداتنا.. * وبما أن الذكر هذا لا يمكن أن ( يلعب!!) لوحده فهنالك (المقابل الأنثوي!!) له الذي يقاسمه التمردُّ ذاك.. * ولو أنَّ التفلُّت الأخلاقي هذا كان في زمان لا يعرف شيئاً اسمه( الإيدز) لما كانت هنالك مشكلة إطلاقاً.. * فالمشكلة الآن في مرض نقص المناعة المذكور وليس في( عدم الانضباط!!) الذكري.. * والتشخيص هذا لا نقول به نحن- للعلم- وإنما جهات حكومية( رسالية!!).. *جهات تباهت في البرلمان - قبل أيام - قبل أيام بأنها- بالصلاة على النبي- نجحت في توزيع(كذا مليون!!) واقي ذكري على ذكور سودانيين.. * تباهت بذلك- الجهات هذه- إلى درجة أنها كادت أن تلوح بالعصي عالياً في الهواء وهي تصيح:( الله أكبر!!).. *كادت أن تفعل ذلك لولا أن بعضاً ممن لازال بدواخلهم شيء من الحياء- من أعضاء البرلمان- بادروا بصيحات استباقية خلاصتها:(استحوا على دمكم شوية ياهؤلاء).. * وأكثر الأعضاء المذكورين صياحاً كانت سعاد الفاتح التي صرخت في غضب:( داخليات بناتنا في خطر!!).. * صحيح هي في خطر، وكذلك واقعنا (الأخلاقي!!) كله.. * ولكن الأخطر من هذا هو الواقع الاقتصادي الذي سيتفاقم إلى درجة الكارثة عقب رفع الدعم عن الوقود.. * وربما لأنَّ سعاد الفاتح هذه - وأخواتها وإخوانها في الله - لا يعيشون معاناة الغالبية من أبناء السودان فهم يبصرون( أعراض!!) الأزمة ويتعامون عن (جوهرها!!).. * فبلادنا لم تبلغ الدرك الأسفل هذا في مجال ( الأخلاق!!) إلا خلال عهد اُستغلَّ فيه الدين لأغراض السياسة.. * إلا خلال عهد ( شبعت!!) فيه القلة و(جاعت!!) الأغلبية.. * إلا خلال عهد (صعد!!) فيه الموالون و ( هبط!!) الآخرون.. * وصاحب" الانتباهة" كان قد تساءل مرة في ومضة خاطفة من صحوة ضمير - عبر زاويته اليومية- إن كان ( حلالاً!!) ما يرفل فيه (الإخوان) من ( نعيم!!) فات حدود التصور، أم هو (بلاء!!) هم عنه غافلون.. *(وكتر خيرو والله برضو) - صاحب الانتباهة هذا- على طرحه مثل التساؤل المشار إليه.. * فإخوانه في الله غارقون في (النعيم!!) هذا إلى آذانهم ولا وقت لديهم يبددونه في ترف مراجعة الذات (الديني!!) مثل الذي مارسه الطيب مصطفى.. * إنهم نسوا تماماً (قسم!!) الحق تعالى في كتابه الكريم:( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم).. * وكذلك مما سيُسأل عنه المتنعمون هؤلاء- ربما- ما آلت إليه أحوال ( رعيتهم!!) من ضنك في العيش جوَّز الإسلام معه الخروج على الحاكم بإشهار السيوف.. * وفي ظل واقع معيشيٍّ متردٍّ مثل هذا يمكن للأخلاق أن تنفلت من عقالها ولو كانت مما ( يعقل!!) مع (التوكل!!) في زمن مضى.. * ولن يجدي نفعاً - والحال هكذا- أن ننشغل بأعراض المشكلة ونضرب صفحاً عن مسبباتها.. * لن يجدي نفعاً- على سبيل المثال- أن نمد من (مظلة!!) الواقي الذكري كيما نغطي (ذكور!!) السودان أجمعين.. * ثم تفاخر حكومتنا بعد ذلك بإنجاز سياسة (واقٍ لكل ذكر!!!). الجريدة