[email protected] منذ سنوات مضت ، عندما كان التعليم في السودان في كامل صحته و عافيته ، كانت المقررات الدراسية تتمتع بالنشاط و الحيويه . في مرحلة الاساس كان هنالك ما يعرف ب ( لعبة الكنز) ، يطلب استاذ مادة الجعرافيا من الطلاب البحث عن الكنز ، الذي يقوم هو نفسة بدفنه في اركان حوش المدرسه ( الذي كان وسيعا في تلك الايام) ، الكنز عبارة عن مجموعة مشكلة من الحلويات ، يبحث الطلاب عن هذا الكنز وفقا لخارطة اعدت مسبقا بواسطة استاذ المادة ، بتتبع بعض العلامات الموجودة في هذة الخارطة يستطيع الطلاب اكتشاف الكنز . في اعتقادي الشخصي ان الغرض من هذة اللعبة ، تعليم الطلاب الطريقة الصحيحه لقراءة الخرائط الجعرافية ، و تنمية روح الاكتشاف و المغامره لدا الطلاب . الثورة التخريبيه التعليمية التي اجتاحت السودان علي يد ( الكيزان) هدمت و دمرت و الغت كل الطرق والوسائل التعليمية الجيدة و الممتعه التي كانت تحفز الطلاب علي الاجتهاد والتحصيل الاكاديمي . سيناريو البحث عن الكنز ، انطبق تماما علي ما يقوم به ( الكيزان ) و علي ما يروجون له في هذة الايام ، عن وجود لبعض الكنوز المدفونة في باطن الارض من زمن ( جدودنا زمان ) ، و يعتقدون ان هذة الكنوز سوف تحل ازمة السودان الاقتصادية . مؤلف هذا السيناريو هو احد الدجالين والمشعوذين ، اعتاد النظام الحاكم علي الاستعانة به لترويج بعض الخزغبولات في الاوقات العصيبة ، و كعادته ابدع هذا المشعوذ في سرد تفاصيل الكنزالمدفون ، محددا زمان و مكان و الاشخاص الذين بدفنه ، بدقة يحسد عليها ، و كانة احد الشهود الذين شهدوا عملية الدفن هذه. عموما لا تعليق لي علي هذة الهطرقات ، ولكن دعوني استوقفكم عند بعض النقاط و التساؤلات : - اذا كان النظام الحاكم قد صدق خزعبولات هذا المشعوذ ، و بداء فعلا و بشكل جادي في البحث عن الكنز المدفون ، دعونا نعتبر هذة العملية من اكبر الكواراث في تاريخ السودان ، كيف بالله عليكم ان يكون هنالك لنظام حاكم في هذا العالم الفسيح ، مازال يعتقد في الدجل و الشعوذه !!!! و هل من المعقول ان يحكمنا هذا النظام لاكثر من ربع قرن ، و هو يتمتع بهذة السذاجة و الغباء!!!!!!!! - هل يريد النظام الحاكم ان يصرف انظار الشعب السوداني عن الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد ، بتلطيف الاجواء المحتقنة بهذة النكتة السخيفة جدددددددا !!!!!!!!!!!! - هل يريد النظام الحاكم ان يمهد الطريق لضخ ( دولارات ) جديدة في السوق ، بعد ( الدولارات) الاخيرة التي كشف عن مصدرها المتمثل في بيع مصفاة الجيلي ، الذي تشك بعض الجهات في صحتة ، اذ انها تعتقد في وجود مصدر اخر لهذه ( الدولارات) ، هو القروض الربوية و التي من اجلها طلب وزير المالية من هيئة علماء السودان اصدار فتوي تحلل هذة القروض !!!!!!!!!!! تحرير سعر الدولار و استخدامة كسلعة قابلة للاستثمار من قبل الدولة ، و تسعيره بسعر يساوي ضعف سعرة الاصلي ، كل هذه الاجراءات تدعم و تدلل علي ان المصدرهو القروض الربوية ، المعلوم ان القرض الربوي يسدد مضاف الية نسبة تحدد حسب الاتفاق بين الطرفين . - اذا اراد النظام الحاكم بنشر مثل هذه الخزعبولات : تلطيف الاجواء او تمهيد الطريق لبيع مؤسسة انتاجية اخري او ان يمهد الطريق لاستجلاب قروض ربوية اخري ، نقول له بكل بساطة : كفاك استخفاف و استهتار بعقولنا !!!!!!!!!!!!!!!!