بالمنطق ننعي لكم صحافتنا..!!! صلاح الدين عووضة [email protected] * كنتُ قد رأيتُ فيما يرى النائم أنَّني أقرأ كلمةً لزميلي عادل الباز رئيس تحرير "الأحداث" .. * وأنَّ الكلمة هذه أعجبتني جداً لدرجة أنَّني حسدت صديقي الباز عليها.. * ومن شدة إعجابي بالكلمة هذه رأيت أن أعيد نشرها في زاويتي كما هي.. * وفي صبيحة اليوم التالي بدأت مطالعتي للصحف بأخيرة "الأحداث" بحثاً عمَّا قرأته في المنام.. * وأُصبتُ بخيبة أملٍ كبيرة حين لم أجد الباز ووجدت بدلاً منه عبدالله علي إبراهيم.. * لقد كان محتجباً... * وعلي إبراهيم هذا لا أقرأ له لأنَّه من الذين (تُرهقني!!) كتاباتهم.. * وصبيحة اليوم الذي يليه - أي الأول من أمس - أُحبطت أيضاً عندما وجدت الباز يكتب( بازيات!!).. * ومفردة (بازيات) هذه كناية عن أمور (إخوانية!!) بحتة لا تهم كاتب هذه السطور - وأمثاله - في شيء.. * وصباح البارحة فقط كدتُ أن أصيح صيحة أرشميدس الشهيرة وأنا أطالع ما خطَّه عادل في زاويته وقلت في سري فَرِحاً:( هِيَّا دي).. * وإليكم الآن ال( هِيَّا دي) هذه: * لماذا يكررون علينا السؤال حول مستقبل الصحافة؟.. * شاركت في عشرات الندوات، وكتبت عشرات المقالات ، وكل ذي قولة قالها.. * وآخر قول حزين من أستاذنا محجوب محمد صالح (هذا أسوأ وضع للصحافة منذ ستين عاماً!!).. * ولكن المدهش رغم كل الإفادات والنعي الصريح المنشور يومياً في مقالات الكتَّاب ورؤساء التحرير للصحافة إلا أنَّ سيل الأسئلة لا يتوقَّف.. * ما يحيرني أنَّه لا القرَّاء ولا القنوات الفضائية تمل تكرار هذا السؤال على الرغم من أنَّ الإجابة عنه متشابهة.. * كرهت هذا السؤال والإجابة عنه.. * نشيِّع يومياً جثة صحيفة ويسألونك عن المستقبل كأنَّ للموتى(مستقبل!!).. * رغم كل ما يجري من حولنا لم يقتنع الصحفيون أنَّنا نعمل عملاً مفيداً أو ذا قيمة.. * يا تُرى من نخدع؟!... * هنالك تعريف طريف للصحافة يصفها بأنَّها حيلة لبيع الورق اخترعها تجَّار لتسويق بضاعتهم بتسويد الصحائف.. * و لعل هذا التعريف يناسبنا الآن.. * علينا أن نعترف بأنَّنا (بناكل عيش) فقط.. * فلسنا بصدد مهنة لها رسالة و قيمة.. * علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا وقرَّائنا.. * علينا أن نكون أكثر شجاعة وأكثر قدرة على الاعتراف حتى لا نُتهم بأنَّنا مجرد مضللين نتحايل على قرَّاء أكثر منَّا ذكاءً.. * انتهت كلمات الباز التي طال انتظاري لها.. *أو بالأحرى؛ انتهى الجزء الذي يهمني من زاوية الباز ذات (التنوُّع).. * فهي شهادة شاهد من (أهلها!!).. * شهادة تنعي لل(أهل) هؤلاء صحافتنا.. * وتنعي لهم(صحافتهم!!) كذلك ... *وقد يسأل سائل من القرَّاء الآن : ألم ترَ في ما يرى النائم (شيئاً آخر!!)؟!.. * والإجابة؛ نعم رأيت... * ولكن ليس في ما يرى النائم وإنما في ما يراه (الصاحي كالنعسان).. * في أحلام اليقظة... * ولا أدري إنْ كان يصح هنا أن يُقال (اللهم اجعله خيراً) أم لا ..!!!!! الجريدة