[email protected] بينما كان مجموعة من القرويين منهمكين في الحفر لبناء معبد جديد، طرح أحدهم سؤالا غريبا: ماذا سنفعل بالتراب الذي أخرجناه من هذه الحفرة بعد أن نبني المعبد؟ وحينها توقف القرويون عن العمل، وبدؤوا في التفكير بجدية في حل لهذه المعضلة المفاجئة. وبعد صمت طويل رفع أحدهم صوته قائلا: المسألة سهلة!! نحفر حفرة ثانية ونضع فيها التراب الذي أخرجناه من هذه الحفرة. دوت عاصفة من التصفيق لمقدم الاقتراح، لم تتوقف حتى صاح أحدهم: وماذا سنفعل بالتراب الجديد الذي سنخرجه من الحفرة الثانية؟ أخذ الجميع يفكرون بحيرة في حل لهذه المشكلة الطارئة حتى صاح القروي صاحب الاقتراح الأول(أظنه عرابهم) قائلا: المسألة سهلة يا جماعة..سنحفر حفرة ثالثة، ونضع فيها تراب الحفرة الأولى والثانية، ولكن يجب أن نتنبه إلى أمر مهم وهو أن يكون حجم الحفرة الجديدة ضعفي حجم الحفرة الثانية!! أعجب الجميع بالاقتراح وواصلوا الحفر..إنتهت الحكاية..!! هذه حكاية مأثورة منذ زمن بعيد، أعرف أن الكثيرون سمعوا بها خاصةً الذين يجتهدون لتفسير عبقرية المؤتمر الوطني ويسهرون بحثاً عن مصادره التي يفاجئنا بها كل يوم ويعتمد عليها في مناقشة ودراسة الأسباب التي تبقي الشعب السوداني مخدراً ً(سادي دي بي طينة ودي بي عجينة) .. وهي تترجم معاناتنا وواقع حالنا مع حكومة تبحث عن الحلول لمشكلاتها (نحن اصلاً قاعدين ساي ومالينا دخل زي مابظنو) بهذه الطريقة المتخلفة بعيداً عن أروقة المختصين والخبراء..بمكابرة وقصر إدراك يصوران للكيزان أن ظنهم في محله وأن السلم الذي إرتقوا به إلى السلطة لم يعد موجوداً، وأنه لايمكن الوصول إليهم قريباً، يصور لهم طغيانهم أن فئران التجارب هؤلاء والذين يطلق عليهم مواطنين مجازاً ما عادوا يشعرون بشيء.. يظنون انهم فلاسفة،لمجرد تلصقهم بكرسي الحكم تلاثة وعشرون عاما إلا ثمانية ليال وسبع أيام حسوما.. شبعوا ونالوا من الرفاهية ورغد العيش ما نراه كثيراً جداً عليهم نظراً لقدراتهم الإدارية الضعيفة (نحفظ لهم حقهم في تأليف واداء المسرحيات وتقديم الخطب الرنانة)، لكن في غمرة ذلك نسوا كيف يفكر أبناء شعبهم المغلوب على أمره لأنهم تغيروا ولم يعودوا في ذات مستوى الفهم والإدراك.. كل الكفاءات التي يمكن أن تجنب الوطن النتائج الكارثية لخططهم هاجرَت أو هُجرت..أو أصبحوا من المغضوب عليهم.. بهذه الطريقة يدار وطننا الحبيب..بهذا الاسلوب يُدمر مستقبلنا و يسرق حاضرنا، بل ويصادر حقنا في السؤال عما يفعلونه بنا.. يظنون أن عشرين عاماً إلا قليلا حصدوا فيها الكثير وأصبحوا فيها من أغنياء العالم ليست كافية..يستكثرون على الشعب المظلوم أن يقول لهم كفاية(قرفنا).. يظنون أن الشعب الذي لم يرتض السياسات الفاسدة ونفاق من كان قبلهم خرج إلى الشارع وقتها بأمرهم،وأنه لولاهم لما شهد تاريخ السودان ثورة قط .. بل يتناسون أن الشعب ثار.. ألم أقل لكم أن بعض الظن عباطة!!