[email protected] تمر على البلاد هذه الأيام ذكرى ذلك اليوم المشئوم الذي قفزت فيه عصابات القدر والإجرام على إرادة الامة فسطت وقتلت ونهبت ودمرت وشردت واحرقت فحولت البلاد إلى وكر من أوكار الجريمة التي اكتملت أركانها وتطورت أشكالها فدمغت السواد على ثوب الوطن واصبحت صورته كذلك في مخيلة الأمم بعد إن احتل أسوا التصانيف بينها وبات خلفها يجر أزبال الخيبة في وقت صارت فيه الامم تخطو خطوات ثابتة نحو المجد والعلياء بعد إن كنا نتقدمها بأشواطٍ بعيدة وكنا نمن النفس بان نظل كذلك , بل ونذهب ابعد من ذلك إلى حيث يجب إن نكون في ظل ما نمتلكه من إمكانيات مادية وبشرية , والسبب في هذا التردي وما آلت إليه الحال أصبح واضحاً كالشمس لا يحتاج إلى تعديد أو تفنيد وهو في مجمله يشكل جريمة مكتملة الاركان ارتكبت وباسم الدين في حق الوطن وأهله ونحن هنا لا نريد أن نبكي على اللبن المسكوب أو نسود الصفحات بعبارات الرثاء بل نريد إن نقدم مرافعة مسنودة بالأدلة والحجج والبراهين وبشكل مجمل يفسره هذا الواقع المرير الذي نعيشه إلى عدالة الشعب الموقرة الذي خرج ملء الشوارع والازقه والحواري يعقد جلسات المحاكمة في مراحلها الأولية على الذين اجرموا في حقه ليلحقهم بركب المتساقطين الذين لفظتهم شعوبهم في ثورات الربيع العربي , وذلك بعد أن صبر الشعب حتى ضج بين جوانحه الصبرُ صبر جعل قادة النظام يعتقدون ان هذا الشعب قد استكان واستسلم فقدوا يثقلون الحمل على كاهله ويتحدونه بالمستحيل في حالة من الاستهتار والتهاون المكابرة وفي وقتٍ شديد الحساسية بالنظر إلى الظروف التي تمر بها البلاد والمنطقة وكأنهم في مأمن من كل ما يحدث حولهم لَكَ الوَيْلُ يَا صَرْحَ المَظَالمِ مِنْ غَدٍ*** إذا نهضَ المستضعفونَ، وصمّموا أغَرّك أنَّ الشَّعْبَ مُغْضٍ عَلَى قَذًى***وأنّ الفضاءَ الرَّحبَ وسنانُ، مُظلمُ؟ فكانت تلكم الزيادات غير الطبيعية في أسعار السلع والمواد بمثابة الطاقة المحركة والشرارة التي اشعلت الغضب في كل ربوع البلاد على مدى ثلاثة أسابيع وهي بالطبع سوف تستمر وتتمدد على الأرض وفي نفوس الناس حيث إن آثارها باتت ملازمة لهم في كل خطوة يخطونها وبالتالي صارت العامل الذي يجعلنا نراهن على نجاح هذه الثورة حتى وان تخللتها بعض فترات الهدوء فهي سوف تعود أكثر قوة وعزيمة وبأدوات وأساليب متعددة (هُوَ الحقُّ يَغْفَى .. ثُمَّ يَنْهَضُ سَاخِطا***ًفيهدمُ ما شادَ الظلاّمُ، ويحطمُ) وذلك ان الأسباب التي قادة إليها موجودة وملموسة وعلها إرادة الله التي جعلت كل تلك الأسباب تجتمع في هذه الذكرى المشئومة والتي بإذن سوف تكون مناسبة للخلاص من هذه العصابة ومحاكمة مجرميها فالجريمة لن تبقى, وان يداً مست جلال الضحايا لابد إن تبتر . مصطفى كرار [email protected]