ساخن .... بارد وجربوكم أيضآ..منع من النشر محمد وداعة [email protected] العديد من قيادات الحزب الحاكم ، من الصف الأول و القيادات التنفيذية فى قمة هرم السلطة من عضوية حزب المؤتمر الوطنى ، أكثرت الحديث ورددت كثيرا ، موجهة الخطاب لاحزاب المعارضة ( أن الشعب جربكم ) ، ماذا فى ذلك ؟ لقد جرب الشعب حكم الحزبين الكبيرين ( الأتحادى – الأمة ) من 1956م -1958م ، 1965م – 1986م -1989م ، على ثلاثه فترات لم تكمل أى منها دورتها الانتخابية ، بأجمالى 9 سنوات من الحكم الديمقراطى تخللتها فترتين من الحكم العسكرى لفترتى عبود ونميرى ، وأعقبت الثالثة فترة الانقاذ التى أستهلت وجودها فى الحكم بانقلاب عسكرى سنة 1989م ، وأستمر حكمها حتى الان لثلاثة وعشرون عاما من حكم الانقاذ ، أستلمت الانقاذ السودان دولة واحدة ، ولم تكمل حكمها بعد ، أنقسم ما كان يعرف بالسودان الى دولتين ، الدولة الوليدة ( جنوب السودان) تمثل ثلث السكان، وأكثر من ثلث المساحة ، وكل الغابات ، و 95% من البترول ، وثلث مجرى النيل ، وأخذت ثلاثة من دول الجوار هى ، أفريقيا الوسطى ويوغندا وكينيا ، أستلمت السودان ومصطلحاته السياسية المتداولة هى بتوضيحاتها ، هلم جرا ، والمشتهى الحنيطير يطير ، وأم جركم ما بتاكل خريفين ، ولم ينته حكمها بعد أدخلت لقاموسنا السياسي تعابير ( الحس كوعك ) ، واشربوا من البحر ، وشذاذ الافاق ، وعلى الطلاق... المقارنة قد تكون واردة ( ظالمة كانت أم عادلة ) ، ولكن الغير وارد تماما تحميل احزاب المعارضة مسئولية تدهور الأوضاع الاقتصادية ، و ذلك لأنها أوحت للحركات المتمردة بتفجير أنبوب البترول فى حقل هجليج – هذا ما قاله القيادى بالحزب محمد أحمد حاج ماجد ( السوداني 7 يوليو ) و سخر السيد ماجد من تحالف المعارضة واصفا تواثق هذه القوى لمرحلة ما بعد إسقاط النظام بالحلم ! أليست هذه المعارضة هي التي حاولت استغلال الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد لتحريك الشارع ، و حرضت الحركات المسلحة لتفجير الأنبوب ! إذا كان هذا صحيحا فهذه المعارضة ينبغي أن يعمل لها ألف حساب ، و لن تجدي السخرية نفعا ، و هذا الحديث مردود على السيد ماجد ليس من حيث قدرة المعارضة على القيام بما نسبه إليها فحسب ، و لكن من حيث الوقائع على الأرض ، فرؤية الطرفين للتعامل مع مبدأ إسقاط النظام مختلفة تماما ، ففي الوقت الذي تعمل فيه الحركات المسلحة على إسقاط النظام باستخدام القوة العسكرية ، تعتمد قوى المعارضة إستراتيجية العمل السلمي بما في ذلك التظاهرات السلمية لإسقاط النظام ، و بعضا من قوى المعارضة تقول بتغييره ، و يتناقض حديث السيد ماج مع إفادات كبار المسئولين وعلى رأسهم السيد وزير النفط الذي بشرنا وأثلج صدورنا بأنهم أصلحوا الانبوب فى يومين وبخبرات سودانية 100% ، اذن حتى لو كان صحيحا ان المعارضة أوحت وحرضت الحركات المسلحة لتفجير الانبوب ، فالصحيح ايضا وحسب تصريحات المسئولين ان الانبوب تم أصلاحه فى يومين ، بينما استمر أحتلال هجليج ثمانية عشر يوما ، فهل المعارضة هى أيضا من حرض دولة الجنوب على احتلال هجليج ، و هل هى التى اخرت تحريرها ، لا أدرى كيف يكون حديث الأستاذ محمد احمد حاج ماجد صحيحا والسيد وزير النفط والسيد وزير الدفاع قالا بأن الحركة أستعانت بخبرات أجنبية لتفجير الانبوب ، و فعلآ تم الفبض على بعض الاجانب فى منطقة هجليج وتم أطلاق سراحهم بعد حين ، هل يمكن لحكومتنا أن تطلق سراح من فجر الانبوب ، اذا كانت لديها دلائل و بينات فى مواجهته ، لا أظن أن الحكومة على ثقة من قيام الأجانب بعملية تفجير الانبوب ، والا لما افرجت عنهم و تركتهم يرحلون ، والأمر الثانى وهو أن الحكومة لو كان فى مقدورها أن تحرر هجليج فى يومين لفعلت ، و ربما هى لاعتبارات لوجستية و عسكرية ، وعلى الارجح لاعتبارات سلامة الابار والمنشآت ، آثرت التريث لإعطاء المزيد من الوقت للوساطة ، أو للتجهيزات العسكرية ، ولكننا إذ لم نأخذ حديث الاستاذ ماجد على محمل الجد ، بأعتباره غير متخصص فى الشئون العسكرية ، أو لديه خبرة و دراية فى تخريب المنشات النفطية ، فإننا نعيب عليه زج قوى المعارضة في الموضوع ، و تحميلها وزر أخطاء حكومته ،