قضايا ووقفات اقبال حامد عادت الصحفية المصرية شيماء الى حضن امها ووطنها .بغض النظر عن الكيفية التي عادت بها او اتتبها وبغض النظر عن التفاصيل حول كيفية دخولها,فان عودة اي معتقل الى بلده حق طبيعي . لكن بالنسبة لمعتقلاتنا السودانيات داخل سجون عمر البشير وزبانية نظامه في تقديري ان العار يلحق بنا جميعا, اذ ان هذه القضية لم تجد القدر الكافي من الصرخات المدوية ونتحمل جميعا مسئولية ذلك .وليس النظام الحاكم في الخرطوم لا ن النظام هو العار بعينه والضرب على الميت حرام .ان نستهين بقضية النساء المعتقلات .واغتصاب البنات ويغمض لنا جفن وهن رهينات ذئاب ووحوش . فهذه غفلة كبيرة. نعم فحجم الاحتجاج ليس بمستوى خطورة القضية وينبغي ان ترفع درجة الخطر . لماذا؟ ان قضية اعتقال واختطاف النساء يجب ان تأخذ بعدا اكبر وأعمق وتتطلب وقفة صارمة من الجميع ولا اقول هذا من موقف الضعف الانثوي, كما قد يتبادر لأذهان البعض , وعدم مقدرة النساء على التحمل والصمود.بل لأن قضية اختطاف النساء تستغل من قبل الانظمة المجرمة اثناء الثورات والحروب كسلاح للتخويف وكسر العزيمة .والتلويح بالتخويف بقيم اخلاقية قد تهز المجتمع وتؤدي الى التخاذل .بالإضافة الى ان هؤلاء المعتقلات يمثلن الدعم الاسري لخصوصية مهامهن الاسرية و الادوار العظيمة التي يقمن بها داخل هذه الاسر والتي لا تقلل بل تزيد من مكانة الدور الاجتماعي والتضحيات العظيمة التي يقدمنها للمجتمع . هؤلاء خرجن لأنهن صاحبات الوجع الاصلي في الازمة الاقتصادية .هن صاحبات التدبير لتوفير وجبة سخينة كما هتفت ام الايتام وستظل صرختها ومنظرها يدمي فؤادي ما حييت او حتى ننتصر لها على الاقل. وفي خروجهن دلالات لن يحصها قلمي الضئيل امام وقفتهن وقدراتهن الفائقة على الصمود في وجه الجلاد هن فخر بلادي حقا.فالصمود في وجه الجلاد قيمة لا يدركها معظم الناس .فهناك تكون وحدك وتتساقط عوامل رباطة الجأش وتنهار القوى الجسدية والمعنوية فلا يبقى إلا صدق المبادئ والعزم والإصرار والشجاعة الفائقة . و سيظل فؤادي ينزف مع منظر الدم علي قميص مها زين العابدين وعلى وجهها .حتى ارى حكم القصاص قد نفذ في هؤلاء الجلادين . مع كل المعتقلات وهن حتما يقاسين مع هؤلاء اشد انواع الاهانات والتعذيب النفسي والجسدي . الوجه الاخر للقضية الذي يجعلني اموت الف مرة في كل دقيقة هو اهانتنا كشعب امام الاخرين ؟ ألا يدري هذا الرئيس البائس الخائن دلالات عودة هذه الصحفية بهذه الطريقة الى وطنها؟ ألا يحس بالعار والضالة ؟حتى لو كانت مزايدة من الرئيس المصري لشعبه ام لم تكن ؟الم يفكر في ان المعادلة فاضحة ومستفزة ؟ يعني انت يا بشير فالح في بنات بلدك ؟هاهو رئيس دولة تعودت على سياسة الاستعلاء على هذا الوطن ؟ و تحتل جزء منه .ويتحدث كثير من ساستها ومثقفيها عن الاملاك المصرية في السودان بل حتى ان الجرأة بلغت بموظف زراعي ساذج في احدى قنوات النيل الفضائية يقول بكل جرأة وبلهجة عهد الخديوية ويقول "مساحة الاراضي النوبية الخصبة داخل السودان تبلغ كذا و كذا" يعود رئيس الدولة بنفسه بالصحفية المصرية ,وزميلتها في المهنة السودانية بنت البلد التي اعتقلت لا يعرف لها مكان هي وبقية المعتقلات. تردد على مسامعنا كثيرا في أدبيات الانقاذ التي تحمس الشعب السوداني ضد امريكا وغيرها ان الاممالمتحدة ومجلس الامن وسياسة امريكا تكيل بمكيالين .حسنا يالبشير انت الان بنفسك تكيل بمكيالين وفي موقف اعتقال صحفية اجنبية والاخري او الاخريات مواطنات سودانيات !!!! في موقف يجب ان توجه تهمة و يقدم الجميع لمحاكمة عادلة او يستمر الاعتقال التعسفي للجميع حتى يتم تحرير جميع المعتقلات ,والمعتقلين أيضا تحت ضغط او من قبل قوى الثورة السودانية . هذا المقال لا يعني انني ضد عودة الصحفية ولا انا معجبة بالطريقة التي عادت بها.لان بين الاثنين دلالات اكبر من كبيرة . لكني اقول تبا لهذا الرئيس الذي هو فارس علي ابناء شعبه ونساء شعبه. فقط. أسد علي وفي الحروب نعامة ربداء تجفل من صفير الصافر. واقول لشعبي انتبه وسجل ,فلدينا الكثير من القضايا الوطنية العالقة . فتنتصر الثورة اولا .