ايام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك ولمحت عدد من الكتابات تناقش ضرورة خروج المظاهرات بعد صلاة التروايح قفزت الي ذهني مجموعة من الاسئلة لماذا نربط المظاهرات بصلاة التراويح ونعلق مجهوداتنا المتواصلة في الايام الماضية بوقت محدد اليس تحقيق كرامة الانسان قيمة سامية سعت اليها كل الاديان قبل فريضة الصوم نفسه . وكيف يمكن للانسان ان يقوم باداء شعيرة دينية وهو في رحاب وطن مستباح ويمارس فيه المستبد كل السطوة والجبروت وحتى القتل باسم الواحد القهار من هنا انا لست رجل دين ولا مفتي ولكن في تصوري الحرية والعدالة الاجتماعية والقيم الفاضلة التي خرج من اجلها الثوار وبارادة جبارة تحدت صلف تجار الدين لا تقل شأناً من شعيرة الصوم بل وفيها تحقيق لارادة الله الحق لحظة خلق الانسان كريما عزيزاً وامر ملائكته بالسجود له. من هنا عدم تحديد وقت لخروج المظاهرات في شهر رمضان الكريم فيه تحقيق لقيم سامية نبيلة ومن يرهقه الخروج في تصوري من اللحاق بركب المتظاهرين فليفطر وملاحظة الائمة يبيحون الفطر حتى للعيبة كرة القدم فكيف لا يستطيعون الفتوى في امكانية فطور الثائر في مواجهته للظلم والطغيان اذا ما اتعبه الصوم من مواصلة النضال وامكانية القضاء والكفارة والدين يسر ..ولا انا غلطان نقطة سطر جديد ارتباط المظاهرات بيوم الجمعة وعقب الصلاة في تقديري ادت دورها في فترة من فترات انطلاقة الثورة ووصلت الي اعلى مستوى لها في جمعة لحس الكوع ولكن فعاليتها بدأت تقل لاسباب كثيرة من بينها محاصرة القوى الامنية للمساجد واعتقال القيادات الناشطة اعلان التوقيت نفسه سهّل على القوى الامنية مهام القمع والتنكيل بالمتظاهرين. الثورة التونسية والمصرية واليمنية انطلقت من الميادين واستطاعت ان تحررها وتفرض وجودها فيها وبقوة وارادة صلبة حتى في تحويل الفعل اليومي العادي للثوار كجزء من الثورة. من هنا اذا ما اردنا ارهاق هذا النظام والخلاص منه فلابد من توسيع دائرة انطلاق المظاهرات والخروج بها من الربط بمواقع صلاة الجمعة والمساجد. وهناك امر اخر يجب الا يفوتنا اعتماد المساجد ودور العبادة كوسيلة وحيدة للتجمع والخروج فيه تسييس لهذه المساجد واقحام دور العبادة في الشأن السياسي والذي نرفضه على الانقاذ وعلى كل الحكام بامر الله. بل بذلك نعطي السلطة ضوء اخضر للاعتداء على بيوت الله التي يجب ان تخصص للذكر والعبادة. لذا لابد من محاولة الارتقاء بمساجدنا ودور عباداتنا ولا نعاملها كما تعامل جماعات الاسلام السياسي تلك الاماكن وبشي من الانتهازية من هنا الساحات العامة الميادين الشوارع كل الاماكن من الممكن ان تنطلق منها التظاهرات الامر الذي يعقد حسابات القوى الامنية تسجيل خروج الاعتصام والعصيان المدني خطوة ضرورية لابد منها فليس هناك سلطة اسقطتها المظاهرات وحدها. ولنا عودة مع التحية وكل عام وانتم وبخير