[email protected] لكى لا نعمم .. نعترف من بين الصحفيين والصحفيات السودانيين، فئة قليلة من الشرفاء الأحرار، الذين صمدوا وقاوموا وأنحازوا لقضايا وطنهم وشعبهم قدر استطاعتهم وفى الظروف التى نعلمها جيدا والتى يعيشون فيها داخل الوطن والمتمثله فى القمع والبطش والأستبداد والتعذيب ومنهم من اعتقلوا وطالت فترات اعتقالهم بالسنين ، لكنهم بقوا احرارا داخل سجونهم وزنازينهم، بينما اخرون غيرهم كانوا خارج المعتقلات لكنهم (مأسورين) حيث أصبحوا أعوانا للشيطان و(خدما) فى بلاط السلطان، وكانوا يزينون له افعاله الخائبه، حتى حينما تسبب فى انفصال جزء عزيز من أرض الوطن ولا زالوا يفعلون! لكن علينا الا ندفن رؤوسنا تحت الرمال وان نصمت عن باطل فنصبح من ضمن الشياطين الخرس. فموقف الصحفيين بصوره عامه لم يكن مشرفا بل منحازا لنظام استبدادى وقمعى فاسد، من أجل تحقيق مصالح شخصيه ومن أجل أن (تمشى الأمور). وما كانت غالبيتهم تتحمل مسوؤلياتها وتؤدى الدور المطلوب منها ، فى توعية الشعب وكشف حقيقة هذا النظام الذى يتدثر بالدين ويدعى غيرة عليه، وهم يعرفونهم جيدا ويعرفون فسادهم وخداعهم وأكاذيبهم. وكنا نتوقع منهم وهم حملة مشاعل الوعى والتنوير أن يقاطعوهم والا يغطوا فعالياتهم وأحتفالاتهم وتكريماتهم المقصود منها الهاء الشعب وصرفه عن مواجهة النظام الفاسد، وكنا نتوقع منهم كشف تزوير الأنتخابات والتلاعب بالصناديق. لكن كيف يفعلون ذلك، فاذا كان الصحفى صاحب ضمير يقظ، تجده يعمل مع رئيس تحرير من حملة المباخر والمطبلاتيه أو تجد (الناشر) من ازلام النظام، الذين فتحت لهم خزائن الدوله وقالوا لهم (مكنوا) لأنفسكم وخذوا ما تريدون من مال، وأجعلوا صحفكم تمجد النظام وأبتروا اى قلم مشاغب لا يمشى فى الخط! لذلك لم نر من الصحافيين الذين يدفعون الثمن غاليا الآن، مواقف صلبه واضحه الا ما ندر.. بل ما كان يثير استغرابنا ودهشتنا، أن بعض أؤلئك الصحفيين حينما يلتقونك فى الخارج يتهربون منك ويبتعدون حتى لا يحسبوا بأنهم اصدقاء للمعارضين وأعداء للنظام فتضرر مصالحهم فى الداخل ويقطع عيشهم! وكنا ونرثى لحالهم وهم يدرون ، لأن الحياة كانت عندهم مال ومتع ورفاهيه و(ترطيب)!! ولأنهم لم يتذوقوا طعم الحريه التى لا تشترى بمال أو منصب أو جاه أو سلطه. ونتيجة لذلك الخنوع والخضوع والسعى لكسب رضاء الحاكم الطاغيه، أمتلأت جيوبهم وعلوت وظائفهم وظهر منهم روؤسا تحرير اقسام فى كافة انواع الصحافه السياسيه والأجتماعيه والرياضيه والفنيه، فى الحقيقه ما كانوا يصلحون لتحرير صحيفة حائطيه مثل التى كنا نعدها فى المدارس الأوليه. ومن عجب انهم طغوا وافتروا على الناس واساءوا الأدب وظنوا أنهم أفضل من الشرفاء الذين اختاروا المهاجر والحياة الصعبه فى ديار الغربه ، حتى لا يبيعوا ضمائرهم، ولا يحنوا جباههم لغير الله. لقد كانت الصحافه السودانيه وكان الصحفيون السودانيون فى السابق، دائما تجدهم فى طليعة الشرفاء الأحرار الذين يقامون الأنظمه الديكتاتوريه الفاسده، وكانت نقاباتهم دائما تتكون من المثقفين أصحاب الخبره والكفاءة والوعى ومن الذين يتمتعون بالصلابه والوقوف مع الحق، فهل يعقل أن يكون نقيب الصحفيين السودانيين آخر الزمان، صحفى مثل (تيتاوى) وأن يصعد السلالم لصيبح أمين اتحاد الصحفيين لدول شرق افريقيا؟ انها قمة المهزله، وخيرا فعل اتحاد الصحفيين المصريين، باعلانه عدم التعامل مع اتحاد (تيتاوى) رغم أن نقيبهم محسوب على الأسلاميين فى مصر! آخر كلمة:- على كافة الشرفاء الأحرار فى جميع المواقع، العمل على استرداد النقابات والأتحادات من أزلام النظام وطباليه وأرزقيته. والبدايه يجب أن تكون من اتحادات الصحفيين فى الخارج، وأن يعلنوا بكل وضوح قطع علاقتهم باتحاد (النظام) فى الداخل الذى يشتريهم بقطع اراض وببعض المنافع الزائله، التى ربما تحل لهم بعض المشاكل فى الحاضر، لكنهم بأيديهم سوف يجعلون ابناءهم واحفادهم عبيدا يباعون فى سوق النخاسه للحكام الطغاة المستبدين. أن الصحفى الذى يتقاضى مالا من مسوؤل فى اى موقع هو (مرتشى) لا يعرف معنى شرف الكلمه. والناشر الذى يدعم من نظام أو ينتظر منه ذلك الدعم، خائن لمهنته ولوطنه ولشعبه لأنه لن يعبر عن طموحاته وأحلامه ، بل يعبر عن طموحات النظام وسوف يجعل من الصحفيه بوقا لذلك النظام. الديمقراطيه هى الحل .. والدوله المدنيه التى اساسها المواطنه والتى يحترم فيها القانون والتى تقف على مسافه واحده من كافة الأديان والمعتقدات هى الحل.