اتابع ردود الأفعال المتعلقة بنبأ وفاة السيد اللواءعمر سليمان نائب رئيس الجمهورية ومدير المخابرات العامة السابق ،واشعر بمرارة وحزن،لكون أن كائنات حية ترفع شعارات دينية وثورية،تلك الكائنات خرجت علي جوهر عقيدة الإسلام والأديان ،وواصلت سب الفقيد الراحل وهو بين يدي الله سبحانه وتعالي،وفي رحاب العدل كله،سبه بأقذر ما عرفت البشرية من مصطلحات بذيئة ،تلك المصطلحات إن دلت علي شيء فأنها تدل علي تدني وإنحطاط بيئة أصحابها. وما نراه من سباب بحق المتوفي عبر التعليقات التي ترد الينا ، وفوق شبكات التواصل الإجتماعي ،أو...من خلال المنتديات، يشير بوضوح الي ان من يطلقون هذا السباب هُم في الغالب مرضي نفسيين ويحتاجون للعلاج ،وهُم ابعد ما يكونون عن القيم الدينية الصحيحة ،بل وخرجوا عبر سبابهم عن القيم والتقاليد التي تعارفنا علينا كمصريين منذ الاف السنين ،وهومراعاة حرمة الموت. والمسلم الحقيقي لا...سباب ولا...فتان ولا... لعان ،وحتي الإنسان الذي تعرض للظلم ..أجاز الله له سب من ظلمه بالحق ،وكما اجاز له ذلك وعده أن يجعله من الذين صبروا ومن المحسنين ان كتم غيظه وكف لسانه وعفي عمن ظلمه،شريطة ان يكون من ظلمه حياً وليس إنسان بات بين ييدي العدل كله .وحبيبنا ورسولنا العظيم محمد ابن عبد الله صلي الله عليه وسلم اوصانا ان نذكر محاسن موتانا ،أو نقل خيراً بحقهم أو نصمت . لكن وطننا الآن أبتلي بعناصر وشرائح باتت لاتوقر كبير ولاصغير ولاحياً ولاميتا ً وتسب وتقذف كما تتنفس ،وهو ما نشاهده بشكل متواصل حيث نتعرض جميعا للسباب من صبية وصغار وجهلة وكبار في العمر لاقيمة لهم ولاوزن في الحياة،بات قدوتهم في الحياة كلباوي الشهير بتوفيق عكاشة لأنه سباب ولعان وشتام مثلهم ،ودوما كُنا نترفع عن اخذ سبابهم مأخذ الجد مكتفيين بمحوه من التعليقات . لكن ان يصل الأمر الي إنتهاك حرمة الموت والخروج عن جوهر العقيدة في ذلك السياق ،فأن المجتمع لابد أن يتدخل عبر وسائل إتصاله واعلامه وصحافته وتعليمه واخيرا القانون ،وذلك لتوعية تلك الشرائح البشرية غير السوية بالقيم الدينية والمجتمعية ،تلك القيم التي افسدتها حقبة حسني مبارك وفرغتها من مضمونها ،وخلقت تلك الشرائح في هذا الجيل العظيم ، حيث باتت تلك الشرائح المريضة تسيء الي هذا الجيل ابلغ الإساءات ،لكون انه لايمكن ان يتقدم وطن تتعامل شرائح فيه مع رجال امنه القومي بهذا الشكل وبهذا المستوي الحقير،تتعامل معهم عن جهل وعدم وعي أوخدمة لأجندات خارجية. إن الديمقراطية نظام متوازن له اصوله وله قواعده ،الديمقراطية لاتعني الخروج علي مؤسسات الوطن وسب قياداته بابشع الألفاظ وعدم الإعتراف بهم ،الي جانب الإستهتار بقيم المجتمع واهانة مؤسساته السيادية وسب رموزها ،وان افرزت الديمقراطية نظاما في مصر علي هذا المستوي ،نظاما يضم احزاب ويضم حركات سياسية ويضم وسائل اعلام وصحف ومجتمع مدني ،هنا يكون فيها خلل ولابد ان يتدخل المشرع والمسئول الذي افرزته ليرسي توازنا يحفظ للمؤسسات القومية مكانتها وهيبتها ،وللمجتمع حريته التي تلتزم بالقاون وتمنع انتهاك الاعراض ونهش حرمة الموتي وتهديد الامن القومي ومن هذا المنطلق نجد رئاسة الجمهورية قد نعت اللواء عمر سليمان فور ورود نبأ وفاته وقررت جنازة عسكرية له وأوفدت مندوباً لتعزية اسرته ،وعلي الرغم من ذلك لم تتوقف وسائل الإعلام عن الصيد في المياة العكرة ،وإستغلال خبر الوفاة في الوقيعة ما بين التيارات السياسية ،وبين الجيش والشعب ،فتارة يقولون ان الاخوان لن يشاركوا في جنازة اللواء عمر سليمان متناسيين ان رئيس الجمهورية الذي بادر بما اشرنا اليه من الاخوان ،واخري يخرج علينا من مشايخ الضلال من يكفر الرجل وهوبين يدي ربه بين يدي العدل كله ، وهو يتناسي ان من كفر مسلما بغير حق تبوأ مقعداً في النار ،ولا نعرف من اعطي هؤلاء لمشايخ حق تكفير إنسان يصلي ويصوم ويحج البيت الحرام . وعندما نقول للأوغاد الشتامين في نهار رمضان ما هو دليلكم ،وما هي الوثائق التي تحت ايديكم ،والتي تشير الي أن اللواء عمر سليمان - يرحمه الله - كان يمارس القتل ،ويمارس الفسا د ،ويمارس التعذيب لصالح واشنطن او تل ابيب ،وما هو دليلكم علي انه كان يخون مصر ،ولماذا لم تلجاوا للقضاء منذ قيام الثورة صمتم ولم تتكلموا طوال الشهور الطويلة الماضية . وصمت من ادعيتم انه عذبهم وقتلهم ولم يقدم هؤلاء الضحايا المزعوميين للنائب العام او القضاء دليل واحد او بلاغ علي ما نسبتموه للفقيد ،والان تسبونه بكلام مرسل ،اعتمادا علي اقوال اعداء متهميين بقتله ،واخرين في تل ابيب ينتقمون منه ويحاولون تشويه صورته بأكاذيب معروفة ومفضوحة تتعلق بعلاقته بهم . نحن نملك ادلة علي ان اللواء عمر سليمان كان اكبر نصيراً للتيار الإسلامي ولكل وطني مخلص داخل نظام مبارك ،وبذل اقصي ما يستطيع من اجل جمع وتوحيد القوي السياسية المصرية ،لكن كان رئيس الدولة يرفض غالبية اطروحاته ،ونحن عشنا جهوده من اجل اقامة تحالف انتخابي اسلامي يدخل الاخوان في إطاره وهو تحالف اقيم بينهم والعمل والاحرار وكانت دورته من انجح دورات البرلمان ،واقيم هذا التحالف لكي يمكن الاخوان من خوض إنتخابات مجلس الشعب . ونعرف قيادات في الاخوان نسقت مع رجال الامن القومي وبناء علي تعليمات من اللواء عمر سليمان لأجهاض مخططات جمال مبارك لبيع القطاع العام في صورة صكوك ،ومن بين تلك القيادات دكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق الاول وهو حي يرزق الان ،ويمكن ان تسألوه ،وادعوكم لمتابعة كلام قيادات حركة حماس وقادة المقاومة عن دور الرجل . ونحن هنا لاندافع عن اللواء عمر سليمان وهو بين يدي العدل كله بقدر ما نرصد ظاهرة قلة الأدب ونكران الجميل والتنكر للفضل واصحابه بين شرائح من شعبنا و التي كادت تكون خط أحمر خطير يهدد الامن القومي المصري،ويسيء للتيارات التي تنتمي اليها تلك الشرائح ويفقدها شعبيتها ووجودها بالشارع السياسي،وإن كان أعداء مصر قتلوا الرجل بمخططاتهم الدنيئة ،فأن من سبوه حياً وتآمروا عليه ،وجعلوه يموت قهراً ، لن ينصفوه ميتا بأي حال من الأحوال . و بقدر ما نقول شهادة هي لله بحق رجل صدق مع ربه وخرج من الدنيا كما دخلها لايملك الا الستر ومرضاة الله ،ولقد اجتهد الفقيد مثلما يجتهد كل شريف في وطننا بأي موقع مسئول ،أجتهد ولأنه بشر قد يكون أخطأ في بعض السياسات وأصاب في كثيرها لكن كان هدفه الأول الحفاظ علي أمن مصر القومي،اما الذي يسبوه ويسبوننا لأننا نقول الحق فحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم . محيط