السكة حديد .... والبكاء على الاطلال منتصر نابلسى [email protected] قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدّهول فحومل ففاضت دموع العين مني صبابة على النحر حتى بل دمعي محملي امرؤالقيس يوشح القصيد ليبكى الاطلال التى كانت تضم محبوبته ،يبكى على الجدران التى اذا نطقت صدقت .... ونحن حال يومنا نبكى على الماضى الذى انتهشه الضياع .. وتلك الاطلال تنطق بلسان الحال ،على ما الت عليه ،وقد نخر السوس فيها عميقا ، اضاعونى فاى فتا اضاعوا ،واصبحت مسكنا امنا للكلاب الضالة ،وخفافيش الظلام الفارة ،ماوى جرزان والجقور السمان ، وملعب مستباح للافاعى والاحزان ،هى الاطلال المتادعية البنيان كان اسمها ..... سكة حديد السودان دخلت مقبرة النسيان ، بعد فصلت الروح من الجسد ،فباتت اعجاز فلنكات خاوية ... اطلال كانت مصدر عز لاهلها فتسلطت عليها افة الارضة فنخرت اركانها ،واوقفت الدماء من شريانها فبأى حق قتلت وباى قانون اغتصبت وانتهك جسدها، واصبحت حلال لكل فاجر محتال.... كان الشعراء تبكيهم الاطلال لانها توقظ ذكريات محمومة ، تثير اشجانهم وتحفز وجدانهم ،فيسيقظ شجونهم فتبتل بالدموع عيونهم، لاحبابهم وعز قبائلهم واوطانهم... كم سيل من الدموع يحتاجه الشعب السودانى، والوفقد واحد ،والمبكيات كثيرة ، بل كم من لوعة فى صدر مهيرة ... هل نحن حقا نبكى على هذا الوهن ؟ الذى دب فى الامال انحبست كلماتنا ،ودموعنا فى لحظة واحدة ، ونحن نرى اركانا تتهاوى واملاك تمزق ولا تداوى فاصبح المنطق داوينى بالتى كانت هى الداء ..... فهل غادر الشعراء من متردم.....اذا مررت يوما بالسكة حديد فانظر فى اى حطام تتأمل، وكم تبقى من ذلك العملاق المتهاوى الذى كان فى الامس القريب ذراع دولة..... ويراع صولة نحن كنا نطمح ان يشد الساعد ،وتقف السكة الحديد على اقدامها قوية فتية ابية، واحسب ان الدول التى تمكنت وتحضرت لم تسقط السكك الحديدية ،من قائمة التطور بل كانت هى نفسها اداة اثبتت فاعليتها فى دفع عجلة التقدم والانتاج فهى الاقل تكلفة ،كوسيلة نقل فى زمن ضاق المواطن ،من وجع الغلاء الطاحن، وهى اكثر امنا وامانا ... فانظر الى العدد المتزايد من الحوادث ،على الطرق فى بلدنا كم ابتلعت من ارواح بريئة ومازالت تحصد .... اخشى ان تندثر السكة الحديد اكثر، تحت ركام النسيان وتدفن الخطوط المتبقية ،وتتلاشى بذلك مؤسسة ذات قيمة اقتصادية عالية ، كما تلاشت سودان لاين من قبل وغيرها .... واننى اتمنى ان لا يصمت اهل الراى السديد والمشورة الفاعلة من قول الحقيقة ،ولو كانت مرة المذاق ، فان االدواء الناجع ، قد يكون مر الطعم ،ولكن في تركيبته البلسم الشافى ، والعلاج الكافى ،فلا تتركوا الوطن يتاكل من كل الاطراف، وبدلا من البكاء على اطلال المؤسسات ، مؤسسة تلو الاخرى، اخاف يوما ايها الاحباب ، ان نبكى على اطلال ......الوطن.... والله المستعان - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : 092.JPG